رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خفراء معابد الأقصر.. حراس التراث وحافظو تاريخ الأجداد

فيتو

يشاهدونك بمجرد دخولك إلى باحة المعبد، ينتظرون قدومك بفارغ الصبر ليشرحون لك ببعض الكلمات التي يعرفونها من عدة لغات، بحكم ما سمعوه من المرشدين السياحيين والأجانب الذين يزورون المعابد من كل حدب وصوب، إنهم خفراء المعابد في محافظة الأقصر.


يحمل الخفراء المعابد دون استخدام الأسلحة، ومهمتهم التصدي لبعض الضيوف "ثقلاء الظل" الذين يعبثون بالآثار، إما بتسلقها لالتقاط بعض الصور التذكارية، أو من خلال إلقائهم القمامة في غير الأماكن المخصصة لها، ومنع الشباب وأطفال الرحلات من الكتابة على جدران المعابد.

نظام عمل الخفراء في آثار مصر العليا يعتمد على «الورديات»، حيث يعمل الخفير 12 ساعة متواصلة، ليأخذ قسطا من الراحة بعدها يصل إلى 24 ساعة، ثم عمل 12 ساعة دون توقف، والذي يعني أن الخفير إذا تسلم مهام عمله في المعبد أو المقبرة من الساعة 6 صباحا حتى الساعة 6 مساء، يحصل بعدها على راحة 24 ساعة للبدء في مهام عمله مرة أخرى.

وتقول هادية يونس، زائرة بمعبد الأقصر، أن الخفير يفتح الأبواب المغلقة للزائرين، ويجعلهم يشاهدون بعض المناطق الممنوعة من الزيارة، خاصة في معابد الكرنك، كما أن للخفير دور رئيسي لدى السيدات اللاتي لا ينجبن، حيث أنه بمجرد دخولهن والتحدث معه، يقوم هو بتوجهيهن إلى البئر، سواء في معبد هابو، أو حتى إلى بعض المناطق التي يظن الناس أنها تجلب البركة وتساعدهم على الإنجاب.

وأكد أشرف محمد، خفير بأحد معابد الأقصر، أن المرتبات غير مجدية مقارنة بالغلاء، بالإضافة إلى صعوبة العمل وخطورته أحيانا، مضيفا أن الخفير معرض للخطر في أي وقت.

ويلتقط أطراف الحديث "محمد مرعي"، وشهرته «الدبابة»، ويعد أشهر وأهم خفير في الأقصر، موضحًا أن عمل الخفراء يتميز بالخطر، لكن الله هو الحافظ، مضيفا أنه تعرض للإصابة جراء "مذبحة الدير البحري" حتشبسوت في 1997، والتي أسفرت عن وقوع ضحايا بلغ عددهم 58 سائحا، ومصابين كان من بينهم "الدبابة"، والذي أطلق الإرهابيون النيران عليه، مما تسبب في بتر ذراعه اليسرى، وإصبع بكفة يده اليمنى.

وأضاف أحد الخفراء طلب عدم ذكر اسمه، أن حراسة المقابر الفرعونية أصعب من حراسة المعابد، خاصة أن مقابر البر الغربي ضعيفة التهوية متأثرة بالعمق المتواجدة عليه تحت الأرض، مما يؤدي إلى الشعور بالاختناق أثناء الزيارات، ويتلخص دور الخفير في ترتيب الأدوار بين السائحين، ومنعهم من التصوير داخل المقبرة، وتحديد موعد الزيارة داخل المقبرة ومنع التكدس داخلها.

وتابع أن البر الغربي صعوبة العمل فيه أكثر من البر الشرقي، لأنه منطقة جبلية، بالإضافة إلى شدة الحرارة مما يؤثر على الخفراء سواء في المعابد أو المقابر الفرعونية مثل "دير المدينة، أو مقابر وادي الملوك والملكات".

وأوضح رمزي عارف، مرشد سياحي، أن الخفراء لا يجيدون اللغة كما يدعون، إنما هم "يستلقطوا رزقهم"، ببعض الكلمات الأجنبية البسيطة والعربية في حال وجود سياح بدون مرشد داخل المعبد.

وأشار أحمد يونس، عامل بالمعبد، إلى أن الخفراء لا يتحدثون اللغات كما هو شائع، لكنهم يستخدمون بعض الكلمات الشهيرة مثل "فوتو"، صورة بالإنجليزية، ليلتقط صور للسائحين أو يسمح لهم بالتقاط صور في المناطق المغلقة مقابل بعض الدولارات أو الجنيهات المصرية، كما يتم السماح للأجانب بـ"العبادة"، داخل قاعة خونسو في معابد الكرنك، للقيام بطقوس عبادتهم، ويتم دخولهم المناطق الممنوعة خلف البحيرة المقدسة، وذلك بمقابل يبدأ من 3 دولار ويصل إلى 10 دولار من الأجانب، و10 جنيهات من المصريين.

من جانبها، رفض مسئولو مديرية الآثار بالأقصر، الرد على ما تم كشفه، مؤكدين أن الوزارة منعت التواصل الإعلامي مع الصحفيين دون إذن مسبق منها.

يشار إلى أن عدد الخفراء في آثار مصر العليا يبلغ 800 خفير، منهم 510 خفر تقريبا في محافظة الأقصر، موزعين على المعابد والمناطق الأثرية، والمخازن الأثرية بالبرين الشرقي والغربي.
Advertisements
الجريدة الرسمية