رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مسئول بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي : عصابات تجبر المتسللين على الإنضمام لتنظيم داعش الإرهابى

فيتو



  • العثور على ٢٥ حالة وفاة من المهاجرين منذ عام ٢٠١٢ حتى الآن
  • القبض على ٥٠ مصريا مهاجرا خلال 2018
  • كثير من المهاجرين يلجأون للدخول للأراضي الليبية كنقطة عبور نحو الانطلاق لدول أوروبا


الهجرة غير الشرعية هي الموت البطيء الذي يتعرض له المهاجرون من مختلف الجنسيات، خلال التسلل لحدود بعض الدول، بحثا عن العمل والإقامة، مما يتسبب في إنهاء حياة بعضهم في صحراء ليبيا، لامتناعهم عن الطعام والمياه لفترات طويلة، وتعذيب المهربين والسماسرة لهم، واستقطابهم لعصابات الإرهاب والاتجار بأعضائهم مقابل الأموال.

وفي هذا السياق حاورت "فيتو" أحمد المشري الذوي رئيس قسم الشئون الإدارية والمالية بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي، وإلى التفاصيل :

*ما جهاز الهجرة غير الشرعية الليبي؟
هو جهاز حديث من الدرجة الأولى لخدمة المهاجرين من مختلف الجنسيات، خاصة القادمين إلى دولة ليبيا عن طريق الحدود والصحراء الليبية، وتم إنشائه منذ عام ٢٠١٢، وأطلق عليه جهاز الهجرة غير الشرعية، وكان من قبل يسمى بالدوريات الأمنية، وذلك للحد من ظاهرة الهجرة والتسلل العشوائي للمهاجرين لدخول الأراضي الليبية، ومن وظيفة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية القيام بالدوريات الأمنية في دروب الصحراء من أجل العثور على المهاجرين والمتسللين، عن طريق الهجرة غير القانونية، والعمل أيضا على مداهمة أماكن المخازن التي يتم احتجاز المهاجرين بها خلال دخول الأراضي الليبية عن طريق المهربين، ومن بعدها يتم فحص جميع المهاجرين من بعض الدول بعد ضبطهم، وإجراء التحقيقات معهم للتعرف عليهم وأسباب هجرتهم وتسللهم بالطريقة غير الشرعية، وبعد الانتهاء من التحقيقات الموسعة معهم من قبل مسئولي الجهاز يتم إرسالهم مرة أخرى إلى وطنهم.

*ما وظيفة الدوريات الأمنية في الدروب الصحراوية؟
من مهام الدوريات الأمنية إجراء التفتيشات المستمرة، من خلال التوجه عن طريق إشارات ومعلومات من خلال الأجهزة الاستخباراتية، بوجود مهاجرين من مختلف الدول، وأماكن تجمعهم، القادمين إلى دولة ليبيا، ومن ثم يتم عمل دوريات أمنية بالصحراء، ومتابعة الطرق التي يسلكها المهربون والمهاجرون، وعمل الأكمنة المشددة، لضبط هؤلاء المهاجرين ومصادرتهم، ومن أهم الدروب التي يتبعها المهربون للدخول للأراضي الليبية، التي من المعروف عنها لدى مسئولي الجهاز لمحاصرة هؤلاء المهاجرين وضبطهم، الكفر والتبرج وأجدابيا ومن الكفرة إلى بن وليد، ويتم عمل الأكمنة لهم وإلقاء القبض عليهم، فمنهم من يساعد السلطات ومسئولي الجهاز من خلال تسليم أنفسهم، وهو ما يساعد على إنهاء إجراءات ترحيلهم إلى وطنه، والبعض منهم المهاجرين يتم التعامل معهم بالرماية باستخدام السلاح ومطاردتهم، لمحاولة ضبطهم والسيطرة عليهم.

*ما الدور الذي يقوم به الجهاز خلال القبض على المهاجرين؟
الجهاز يقدم كل الخدمات والرعاية الكاملة للمهاجرين القادمين من مختلف الدول، بعد ضبطهم، ومن بعدها يتم تحويل سائق القافلة من المهاجرين إلى النيابة ومصادرة سيارته، ومن أهم الخطوات التي نتبعها مع المهاجرين منذ ضبطهم هو حصر أعدادهم وتسجيل كل الأسماء والاطلاع على جميع الأوراق الخاصة لديهم والحصول على البيانات الكاملة منهم، ومن بعدها يتم تقديم الرعاية الصحية لكل المهاجرين الذين يعانون نقص الخدمات خلال وجودهم في الصحراء لفترات طويلة، للدخول للأراضي الليبية، التي منها نقص الطعام والمياه، وإصابة بعضهم ببعض بالأمراض مثل الحمى والفيروسات المتعددة، ثم يتم تصنيفهم على حسب الجنسية التي يحملها المهاجرون من أجل ترحيلهم مرة أخرى لوطنهم.
وهناك بعض المهاجرين الذين يتم التعامل معهم، عن طريق الرماية بالسلاح ومطاردتهم بالصحراء للقبض عليهم، وإجراء التحقيقات معهم ومصادرة ما معهم من ذخائر وأسلحة، وهناك حالات قليلة تم التعامل معها ومواجهتها بصحراء ليبيا باستخدام السلاح، التي تأتي هذه المواجهات مع تجار ومهربي المواد المخدرة من بعض الجنسيات، وقد يصل عددهم إلى ١٥ حالة من مختلف الجنسيات، خاصة الجنسيات الأفريقية للتسلل للدخول للأراضي الليبية والمتاجرة في بيع المواد المخدرة، ومن أبرز المواجهات التي تم التعامل معها واستغرقت ساعتين، مهاجرون من دولة إثيوبيا، وكانت القافلة تحمل ما يقرب من ٨٠ شخصا، وكان بحوزتهم مواد مخدرة، فتم التعامل معهم، باستخدام السلاح في الصحراء، وإصابة اثنين منهم.

*كم بلغ عدد المهاجرين المصريين لدخول الأراضي الليبية؟
من الجنسية المصرية هناك أعداد لا تحصى من التسلل لدخول الأراضي الليبية، وقد يصل عددهم منذ عام ٢٠١٢ إلى ٤ آلاف شخص شهريا، عن طريق الهجرة غير الشرعية بالصحراء، والمهاجرون المصريون إلى ليبيا يتسللون عن طريق الجبال بالصحراء، وتستمر رحلتهم لمدة تصل ثلاثة أيام، ومن بعدها يلجأ المهاجرون للاستعانة ببعض الأشخاص للدخول لدولة ليبيا، ومساعدتهم للهروب إلى المناطق والمدن الليبية.

وعدد المصريين المهاجرين بالطريقة غير الشرعية الذين تم القبض عليهم منذ بداية ٢٠١٢، قد يصل إلى ٢٠ ألف مصري، وذلك من خلال حصرهم بالأسماء والمستندات الخاصة بهم والجنسيات المختلفة للمهاجرين، وخلال هذا العام تم القبض على ٥٠ شخصا مصريا مهاجرا، تم العثور عليهم داخل أحد المخازن التابعة للمهربين، ومن خلال حملة أمنية مفاجئة للجهاز، على المخازن التي يوجد بها تخزين الأسلحة والذخائر لدى العمليات الإرهابية، إلا أن السلطات ومسئولي الجهاز فوجئوا باحتجاز المصريين بداخل المخازن، وتبين سوء حالتهم الصحية لامتناعهم عن الطعام والمياه لمدة قد تصل إلى ٤٠ يوما، وهو ما يفرضه المهربون وسماسرة الهجرة غير الشرعية على المهاجرين، من خلال تعذيبهم وتقديم وجبة طعام واحدة لهم على مدار ساعات احتجازهم، حيث أخذ الجهاز في استقطاب المهاجرين المصريين المحتجزين، وتقديم خدمات صحية ورعاية كاملة لهم، والتعرف على أسباب ترحيلهم والأوراق التي يحملها المهاجرون، ومن ثم بعد ذلك ترحيلهم إلى مصر مرة أخرى.

*هل هناك حالات وفاة تم العثور عليها للمهاجرين على الحدود الليبية؟
بالفعل تم العثور على ٢٥ حالة وفاة من المهاجرين منذ عام ٢٠١٢ حتى الآن، بصحراء ليبيا في تحلل تام، وذلك يأتي من خلال استغلال المهربين والسماسرة للمهاجرين من خلال نقلهم وتهجيرهم بالطريقة غير الشرعية، عبر سيارات غير آمنة، ونقل الكثير من المهاجرين للدخول الأراضي الليبية، مما يؤدي إلى إنهاء حياة بعضهم، في صحراء ليبيا، لمنعهم عن الطعام والمياه لبعض الأيام، بالإضافة إلى التعذيب الذي يمارسه السماسرة على المهاجرين واحتجازهم لفترات طويله داخل مخازن مغلقة لا تستوعب هذا الكم من المهاجرين، مما يؤدي إلى سوء حالتهم الصحية، بسبب التعذيب وابتزاز المهربين لهم والاتجار بهم.

*هل تتخلص عصابات تهريب البشر من المهاجرين؟
بالتأكيد تقوم هذه العصابات الدولية باستقطاب الشباب الباحث عن الهجرة، من خلال إغرائهم، للهجرة غير الشرعية وتسلل الحدود بطريقة غير شرعية، بالإضافة إلى الأساليب التي يتبعها المهربون مع المهاجرين من خلال تركهم بالصحراء، دون أي مساعدات أو دعم، والفرار منهم، ومن ثم يقع المهاجرون من مختلف الجنسيات، فريسة سهلة على الحدود وتمكن السلطات الليبية من ضبطهم، وهذه العصابات تستغل المهاجرين من خلال تسليمهم إلى عصابات الإرهاب من الدواعش والإرهابيين، ولا يجد الشباب المهاجر بدا غير الانضمام إلى خلايا الإرهاب لتجنب المخاطر التي يتعرضون لها وتعذيبهم، وخوفا من تسلح هذه الجماعات الإرهابية، وتنظيم الجماعات الإرهابية داعش هو تنظيم دولي ينضم فيه بعض الجنسيات المختلفة بدول العالم، يساعد هذا التنظيم السماسرة والمهربين للمهاجرين من الشباب، وتسليمهم للقاعدة الإرهابية، التي تستغل هذا الكم من المهاجرين لاستقطابهم، لمعسكراتهم وتدريبهم على العنف والقتال، ومن ثم ينخرط المهاجرون مع التشكيل الإرهابي وتكوين قاعدة كبيرة للتنظيم الإرهابي.

*هل تم العثور على أي جثامين مجهولة بالدروب الصحراوية الليبية للمهاجرين؟
لا يوجد أي جثامين مجهولة تم العثور عليها حتى الآن، لأن الكثير من المهاجرين من مختلف الدول العالم يحملون معهم المستندات والأوراق الخاصة بهم، التي منها جواز السفر والبيانات الخاصه بالمهاجر، والعثور على جثامين مجهولة تعتبر نسبة قليلة قد تصل إلى ٦ حالات، منذ عام ٢٠١٦، تم العثور عليها بالصحراء الليبية، وكانت متحللة لا تحمل أي بيانات لهم، وتكون أكثرها من فئات الشباب والأطفال.

*هل يسهم جهاز الهجرة غير الشرعية في السيطرة على الدروب الصحراوية؟
بالطبع لا وذلك على الرغم من اتساع مساحة صحراء ليبيا الكبيرة وحدودها مع بعض الدول، يصعب بالتأكيد على جهاز الهجرة غير الشرعية الحد من هذه الظاهرة، ومنع تسلل الحدود، على الرغم أن كان هناك اتفاق يجري بين دولة إيطاليا وليبيا للسيطرة على الدروب الصحراوية منذ النظام السابق، من خلال تطبيق منظومة إلكترونية للسيطرة على المهاجرين، إلا أن عدم تطبيق الاتفاقية، جعل الجهاز يطبق عمليات الدوريات الأمنية في صحراء ليبيا للقضاء على تسلل الحدود، وهذه الدوريات الأمنية تتكون من ١٢سيارة مسلحة من ضباط وأفراد الأمن، للتعامل مع عصابات تهريب المهاجرين والعمليات الإرهابية، وتستمر لمدة ثلاثة أيام في الصحراء، للبحث عن أي جثث متحللة للمهاجرين ومداهمة أي مخازن لجمع المهاجرين من مختلف الدول، بالإضافة إلى الأكمنة الأمنية على الطرق التي يلجأ إليها المهربون لتهريب المهاجرين، مما يعرض الدوريات الأمنية إلى العديد من المخاطر، التي منها المواجهات المباشرة مع عصابات تجار البشر والخلايا الإرهابية في الصحراء، وبعض المهاجرين الأفارقة المتاجرين في المواد المخدرة وحملهم للسلاح.

*كيف يتم تهريب هؤلاء الشباب للدخول لليبيا؟
عصابات تهريب المهاجرين هي خلية كبيرة تعمل على تسليم المهاجر من شخص إلى آخر، للدخول للحدود الليبية وبعض الطرق ومنها طريق مساعد ومن ثم طبرق، وإلى منطقة أخرى، حتى يصل المهاجرون إلى المنطقة الغربية خاصة منطقة بن وليد ومن بعدها منطقة الزاوية، وهذه العصابات الإرهابية دولية تستخدم كل أنواع التعذيب وابتزاز المهاجرين لجلب الأموال، والعصابات الإرهابية تمتلك الكثير من الأسلحة والذخائر، التي من الصعب مواجهتها لضعف الإمكانيات المتاحة لجهاز الهجرة غير الشرعية، وعدم امتلاك المقومات والإمكانيات التي تواجه العمليات والخلايا الإرهابية، والتمكن من القبض عليهم ومحاصرتهم، لأن هذه العصابات تعمل على تأمين المخازن التي تجمع بداخلها المهاجرين، بالأسلحة النارية الكبرى، وهناك صعوبات في التعامل معهم وتحرير المهاجرين منهم، على الرغم من الخطابات الكثيرة من قبل الجهاز لدى وزارة الداخلية الليبية من أجل دعم الجهاز بكل الإمكانيات والأسلحة للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية ومواجهة الإرهاب دون جدوى، وتعرض بعض الدوريات الأمنية للجهاز إلى مخاطر كبيرة.

*كيف تنصح الشباب المصري لتجنب الوقوع في مخاطر الهجرة غير الشرعية؟
على الشباب العربي من مختلف الدول العربية والأفريقية الهجرة بطريقة شرعية وقانونية، والكثير من المهاجرين يلجأون للدخول للأراضي الليبية، كنقطة عبور نحو الانطلاق لدول أوروبا، وقربها من دولة إيطاليا بالتحديد، ومنهم من يهاجر من وطنه إلى دولة آخر بحثا عن الإقامة والعمل، لتجنب البطالة التي يتعرض له.

*ما أشهر الأماكن التي يتمركز فيها الإرهابيون والدواعش لإقامة معسكراتهم داخل دولة ليبيا؟
تبذل السلطات الليبيه كل المساعي، للقضاء على الإرهاب، وذلك بجهود القيادة العامة والمشير خليفة حفتر، وتم القضاء على كل معسكرات الإرهابيين بالشرق الليبي ويتم تطهير باقي المعسكرات بالغرب الليبي، إلا أن التمركزات والتدريبات لدى العمليات تتركز بالتحديد بمنطقة بنغازي ودرنة، مع وجود معسكرات لتنظيم داعش لتدريب المهاجرين واستغلالهم على العنف والقتال، ويتم تحديدها ببعض المناطق في الجبال والصحراء، وتم مداهمتها أكثر من مره ببعض معسكرات الإرهابيين وضبط بعضهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية