رئيس التحرير
عصام كامل

وهم المرض.. سائق توك توك يروي معاناته بسبب تشخيص خطأ بإصابته بفيروس C.. استشاري كبد يؤكد: اختلاف نتائج التحاليل وارد.. معظم المصابين تظهر عليهم الأعراض متأخرة.. والـPCR يؤكد وجود المرض من عدمه

فيتو

تحليل الأجسام المضادة أحد التحاليل الأولية بمشوار الفحص ضد فيروس سي، ويتم إجراؤه من خلال ما يسمى بـ"الكاشف السريع" أو "تحليل الأليزا"، عن طريق نقطة من الدم، وإيجابية ذلك التحليل لا تعني تأكيد الإصابة بفيروس سي ولا داعٍ لوهم المرضى اللذين تتأكد لديهم إيجابية التحليل، بحسب الأطباء.


سعد هاشم، سائق توكتوك يبلغ من العمر 44 عامًا، لديه 5 أبناء، ظل خلال شهر يعاني الألم نتيجة تشخيص خاطئ لطبيب له وأوهمه الطبيب أنه مصاب بفيروس سي ويمكن نقل العدوى إلى أبنائه وزوجته وكل المحيطين به.

خطأ تشخيص الأطباء
ويروي سعد لــ«فيتو» أنه منذ فترة شعر بآلام في المعدة ولا يستطيع أن يأكل، وذهب لعدد من الأطباء للكشف إلا أن كل طبيب كان له رأي مخالف عن الآخر، فمنهم من أكد أنه مصاب بقرحة ومنهم من قال إنها جرثومة بالمعدة، وكل طبيب يصف له علاجا مختلفا عن الآخر وظل يحصل على تلك الأدوية، حتى ذهب إلى طبيب بمنطقة أبو النمرس، الذي طلب منه إجراء بعض الفحوصات والتحاليل وبعد إجرائها قال له إنه مصاب بفيروس سي.

ونظرا لأنه غير قادر ماديا ذهب إلى معهد الكبد للعلاج مجانا واستكمل الفحوصات الخاصة بصرف علاج فيروس سي وبعد إجراء التحاليل ثبت أنه غير مصاب بفيروس سي، حسبما روى سعد، مضيفا أنه كان في حالة لا يرثى لها بعدما أوهمه الطبيب أنه يمكن أن ينقل العدوى لأبنائه وزوجته وظل شهرا كاملا في تلك الحالة بعد أن تدهورت حالته النفسية.

اختلاف نتائج التحاليل
وقال الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي بالمعهد القومي للكبد، إنه ليس معنى ظهور تحليل الأجسام المضادة إيجابي أن يكون المريض مصابا بفيروس سي، مشيرا إلى أن الاختلاف في نتائج التحاليل وارد بين كبرى المعامل.

وأضاف عز العرب لـ"فيتو" أن نسبة الخطأ في الكشف عن فيروس سي بالكشف السريع قليلة، ويمكن أن يظهر تحليل الأجسام المضادة إيجابي، أي إن مناعة الجسم قوية فليس معناه أيضا أن الإنسان لديه فيروس سي، ويمكن للفيروس أن يكون هاجم الجسم ونظرا لأن المناعة قوية قضت عليه وتظل الأجسام المضادة في الجسم إلى نهاية العمر، مؤكدا أنها تحدث بنسبة تتراوح من 10 إلى 15% بين المرضى، بينما مرضى آخرون تظهر لديهم الأجسام المضادة نتيجة أنه مصابين بالفعل وحصلوا على العلاج وتم شفاؤهم منهم تماما.

وتابع: لا يجب التسرع في الحكم على المصاب بفيروس سي من تحليل الأجسام المضادة، وإيهامهم بالمرض، فضلا عن أن فيروس سي لم يصبح مرضًا خطيرًا كما كان في السابق والأدوية الخاصة به متوفرة ومتاحة.

ظهور الأعراض
وأشار عز العرب، إلى أن معظم المصابين بفيروس سي لا تظهر عليهم الأعراض إلا بعد سنوات، حيث يدخل في دور مزمن وإرهاق شديد وترتفع لديه إنزيمات الكبد فيظهر المرض عليه ويجري التحاليل ويكتشف أنه مصاب بالفيروس سي، مؤكدا أن التحليل الوحيد الذي يثبت إصابة المريض بفيروس سي هو التحليل الكمي للفيروس ما يطلق عليه "البي سي ار PCR"، موضحا أن اختلاف نتائج المعامل بالنسبة للكشف السريع للأجسام المضادة وارد، مؤكدا أنه لا يوجد كشف دقيق بنسبة 100%.

الاختلاط لا ينقل العدوى
وأكد استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي أن الاختلاط اليومي للمرضى بغيرهم لا ينقل العدوى بالفيروس، فضلا عن أن العدوى بين الأزواج نادرة وطالما يتم استخدام وسائل مكافحة العدوى واتباع طرق الوقاية لا يتم العدوي بالفيروس الذي ينقل عن طريق الدم فقط.
الجريدة الرسمية