حكايات مسني الدمرداش مع المرض والروتين (صور)

زحام لا ينتهي وإجراءات حكومية يقضيها مسنو مستشفى الدمرداش التابع لجامعة عين شمس، ليكون لسان حال الموظفين أحيانا "فوت علينا بكرة وخلص باقي الإجراءات"، غير مبالين بوهن وضعف هؤلاء العجائز ليصبحوا هم والزمن عليهم.

إجراءات طويلة
عدة أمتار قليلة قطعها الحاج صبحي من محطة مترو الدمرداش إلى مستشفى طب المسنين بكلية طب الدمرداش، يصاحب الحاج صبحي إلى عيادات المسنين زوجته العجوز ونجله أحمد وزوج ابنته، جالسا على كرسي متحرك من بيته بالمطرية إلى مترو الدمرداش، وهي رحلة استغرقت وقتا أكبر لحمل الأب من سريره بالمنزل إلى المستشفى، يخبرنا نجله أحمد: "أبويا عنده سبعين سنة، بقالنا أيام بنجي ونمشي عشان نخلص إجراءات حجزه". 

اشتعل الرأس شيبا، ووهن العظم وخارت القوى، فقد جلس الحاج صبحي على كرسي متحرك، بوجه نحتت الأيام ملامحه، فقد أحنى الظهر وتقوست العظام.. المرض الأليم نحل جسده: "أبويا عنده خلل في الغدد، أثرت على انزيم الهضم، منعته من تناول الطعام، أبويا نزل أكثر من ثلاثين كيلو، عظامه ضعفت مع المرض مش قادر يقف على حيله".

رحلة استمرت لعدة أيام قبل حجز والده، "بقالنا كذا يوم بنجي، قطعنا تذكرة عيادات للمستشفى ثم احتاج الطبيب إلى أشعة للعظام وورق وتحاليل وفحوصات قبل الحجز، وعلاج طبيعي عشان الخشونة، لازم إجراءات وفتح ملف عشان يقبلوه".

عطل الأجهزة
لم تكن الحاجة فهمية أفضل حالا من الحاج صبحي، فقد تساقطت أسنانها وأضعف السكر بصرها، فقدت عظامها قوتها مع تقدمها في السن، إلا أنها أتت بمفردها فحالتها أفضل "جيت عشان أعمل تحليل هشاشة عظام والجهاز مش شغال، هروح أعمله بره على حسابي، الدكتور رافض يديني العلاج من غيره عشان يحدد الحالة كويس، كنت بتعالج في وحدة الروماتيزم والعظام، اتنقلت مستشفى المسنين".

تخبرنا الحاجة فهمية بأن حالتها لا تستدعي حجزا : "بقالي نحو ثلاث سنين بتابع هنا في العيادات، المستشفى يصرف لي أدوية للعظام".

نقص الأدوية
حصلنا على قوائم الأدوية الناقصة بالمستشفى وهي أدوية السكر والضغط وأدوية هشاشة العظام والحفاظات لمرضى التبول اللاإرادي، أدوية القلب، أدوية المياه الزرقاء للعين.

قال الدكتور عبد الفتاح سعود وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا، إن الكلية تخدم عددا كبيرا من المرضى يصل إلى مليون ونصف مريض سنويا، وتجرى 450 ألف عملية جراحية صعبة، كما يجرى تخصص العمود الفقري 15-20 عملية جراحية أسبوعيا لعلاج أورام العمود الفقري، وتشوهات العمود الفقري.

وأضاف لـ«فيتو»، أن المستشفى يعتمد على دعم الدولة والتبرعات من منظمات المجتمع المدني والبنوك المصرية لصالح مشروعات المستشفى التي تخدم المريض المصري لتوفير التمويل المطلوب لتطوير البنية التحتية وشراء المستلزمات الطبية والأدوية بجانب الموازنة السنوية.