رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ محمد دحروج يكتب: قدس العروبة رغم أنوفكم والله يشهد

فيتو


الحقيقة أنها لنا، والواقع أن سايكس بيكو رسمها، وفرط فيها من باعها من أهلها، وبلفور منحها، وترامب وقع صكها.. إنها عاصمة الكيان الصهيوني الغاصب إسرائيل.


لم يكن ما حدث منذ عام مضى بالبيت الأبيض، بداية المأساة، كما أنها لن تكون نهايتها فوعد الله بالنصر قائم بشرط الإحسان والخيرية ونصر يقابل بنصر: "إن تنصروا الله ينصركم"، ما زال الوعد برد الكرة بالعلو للأمة الإسلامية قائم وعد الله لايخلف الله وعده.

ولا يزال مدد الله للأرض المقدسة بالمال والولد.. لم ولن ينقطع يوما عن المرابطين في أكنافها ولكن هيهات هيهات.. النفير المقدس الذي طال انتظاره.. إن السر الذي لم يحن أوانه في هذه الآية الكريمة.. قال تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

رغم كل المآسي والبلايا التي حلت منذ الوعد المشؤوم، فلم تغب شمس الله يوما عن تينها وزيتونها، ولم ولن يمنعوا نور قمره أن ينير درب أهلها من القائمين الركع السجود.. الموقنون بوعد الله في أرضها لأنها مهبط الوحى وأرض الرسالات.. منتهى إسراء نبينا وملتقى رسل الله للإيمان به وتصديقه، صلى الله عليه وسلم. ولأنها العاصمة الإيمانية القديمة التي أعلن منها شرعية عاصمة الإيمان الجديدة مكة المكرمة، ولأنهم ليسوا أبناء إسرائيل النبي عليه السلام، بل أبناء وأحفاد صهيون الإرهابى ولأنهم أحفاد القردة والخنازير ولأنهم نقضوا العهد وقتلوا الأنبياء وسفكوا الدماء وكذبوا الرسل ولم يعد لهم أدنى صلاحية ليؤتمنوا على أي شيء له صلة بالرسالات والمقدسات.

وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ثم دخلت أنا وجبريل فصليت"، ويقول التاريخ: ثم دخل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاتحا فصلى، وصلت معه الأمم، ثم عاد صلاح الدين الأيوبي محررا فدخل وصلى وصلت معه الأمم، وأتى من بعدهم هرتزل وبن جوريون ووايزمان وكاهانا وشارون ونتنياهو فمنعوا الصلاة وسفكوا الدماء وعاثوا في الأرض فسادًا حتى اشتكت منهم الأرض المقدسة، وأنَّت.. نعم اشتكت وأنَّت لأنهم اغتصبوها وليسوا لها وليست لهم.

لأن الله من رسم وحدد حدودها من فوق سبع سموات عند سدرة المنتهى أراها نبيه صلى الله عليه وسلم، وسماها من النيل إلى الفرات، ولكنهم سرقوا الحد والرسم والجسم والاسم ليعلنوها من سنين إسرائيل من النيل إلى الفرات ويعملوا على سرقة النهرين وتهويدهم من الشرق إلى الغرب؛ فعصر الأمس يعلن بوتين روسيا انتهاء عملياته العسكرية على ضفاف الفرات، ومساء نفس اليوم يوقع ترامب صك العاصمة الأبدية.. وقبلهما تبنى السدود على ضفاف نهر النيل في دول المنبع الذي يرونه.

أما ما رأى النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو ما رواه الشيخان عن مالك بن صعصعة - واللفظ لمسلم - عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران، ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار. قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات.

قال النووي في شرح مسلم: يخرج من أصلها، والمراد: أصل سدرة المنتهى، كما جاء مبينًا في صحيح البخاري وغيره، فهى الحقيقة وهى التكليف لأهل مصر والشام واليمن جميعا متضامنين بحماية الحدين وما بينهما من مقدسات من التلويث والتهويد في تكريم لمنبعهما سدرة المنتهى وحفظا وصيانة لمصبهما أرض المقدسات. وتبقى القدس مهما طال الليل عاصمة فلسطين. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الجريدة الرسمية