رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سألت شيخي فقال.. (3)


أهلا بك عزيزي القارئ ولقاء جديد مع حواراتي مع شيخي رحمه الله تعالى نستكمل فيه ما بدأناه في المقال السابق الذي تحدثنا فيه عن وجودنا في عوالم سابقة للعالم الدنيوي الذي نعيشه الآن، وكنا قد توقفنا عند سؤالي الثاني لشيخي وهو: ماذا عن عالم البرزخ وهو العالم الذي سنقيم فيه بعد انتهاء الأجل والوفاة؟ وماذا عن الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه النبي الكريم عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار"، وهل عالم البرزخ عالم فيه حياة وحس وشعور؟!..


أجابني شيخي قائلا: اعلم بُني أن لكل عالم من العوالم التي يتقلب فيها الإنسان بدءًا من وجوده في علم الله تعالى مرورا بعالم التقدير وعالم الذر والعهد والميثاق عالم الأرواح وعالم البرزخ انتهاء بمقامه في عالم الدنيوية والآخرة مقتضيات خاصة به، يفارقها الإنسان عند انتقاله من عالم إلى آخر.

هذا وأما عن ما يتعلق بانتقال العبد من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ فعندما يحين انتهاء أجل الإنسان وفي اللحظات الأخيرة قبل وفاته يسلب منه النطق، فيتوقف عن الكلام، وهنا يكشف عنه الغطاء والحجاب ويكاشف بالعوالم الغيبة، وهذا ما أشار الله تعالى إليه بقوله تعالى: "فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ"..

هنا يأتيه ملكان وفي يد أحدهما صحيفة خاصة بمقادير العبد يجلسان عند رأسه يراهما ولا يراهما من حوله فيسأل أحدهما الآخر الذي معه الصحيفة: أنظر في صحيفته هل تجد له لقمة بعد هذه الساعة.. فينظر الملك في الصحيفة فيقول: لا.. فيسأله ثانية: أنظر في صحيفته هل تجد له شربة ماء بعد هذه الساعة.. فينظر ويقول له: لا..ثم يسأله: أنظر في صحيفته هل تجد له نفسا من الهواء بعد هذه الساعة.. فيجيبه الملك: لا..

هنا تفارق الروح الجسد وتفيض روح العبد إلى ربها عزوجل، وإن كان من أهل الإيمان تكفن بثوب من النور ويصعد بها الملائكة إلى المولى عز وجل، فينظر تعالى إليها ويزكيها ويقيمها في دار التنعيم إلى يوم البعث والنشور، وإن كان صاحبها من أهل الكفر تكفن بأثواب من النار ولا ينظر الله إليها ولا يزكيها ويريها مقعدها من النار..

هذا وعند الوفاة يرى المتوفى إلى أين يذهب إلى الجنة أو إلى النار، فإن كان إلى الجنة يكاشف الله تعالى فيرى مقعده في الجنة فيفرح الإنسان ويسعد ويظل على هذا الحال إلى يوم القيامة.. والعكس إن كان من أهل الكفر يرى مقعده في النار فيتعذب ويتألم ويظل على هذا الحال إلى يوم القيامة..

وعلى أثر تلك المشاهدات جاء قول الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله: "القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النار".. إذا مسألة تنعم العبد بالجنة وهو في قبره أو عذابه وشقائه فيه هو أمر متعلق بمقعد العبد الذي يراه عند وفاته..

هذا وعندما يتوفى العبد يخرج من كل أحكام ومقتضيات عالم الدنيا ويقام في مقتضيات عالم البرزخ، وهو عالم فيه حياة وحس وشعور لكن حياة غير متعلقة بالأجساد والأشباح، فهي حياة متعلقة بالأرواح إذ إن الأجساد بعد الوفاة تعود إلى حضن أمها الذي خرجت من رحمها وهي الأرض.. "مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ".. عزيزي القارئ نستكمل الحوار في اللقاء المقبل بمشيئة الله تعالى ورحم الله شيخي المربي الفاضل والعالم الجليل.
Advertisements
الجريدة الرسمية