رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في مهب الريح!


الديمقراطية الغربية والأمريكية تتعرض الآن لصعوبات جمة قد تنال منها.. فتلك الدول التي كانت تتباهى أنها تحظى بالاستقرار، لأن لديها قواعد تحترمها لتداول السلطة سلميا، تعاني الاضطراب السياسي، نتيجة انفجار احتجاجات شعبية فيها، جاءت مصحوبة بعنف صارخ.. وها هي فرنسا تقدم لنا نموذجا مجسما لذلك على مدى ثلاثة أسابيع.. وما يحدث في فرنسا تنتقل عدواه إلى دول أوروبية أخرى.


وأيضًا تلك الدول التي كانت تتباهى أنها تحافظ على قواعد وتقاليد ديمقراطية في التعامل داخل مؤسساتها، وفيما بينها، صارت تخرق فيها هذه القواعد علنًا وبشكل صارخ، مثلما يحدث الآن في أمريكا، التي شهدت خناقات بين المسئولين فيها، كان أكثرها حدة تلك الخناقة التي لم تنتهِ حتى الآن بين الرئيس ترامب ووزير خارجيته السابق تيلرسون، الذي تمت إقالته وهو في جولة خارج أمريكا بتغريدة إلكترونية لترامب!

إن الخلافات بين المسئولين أمر طبيعي ومتكرر الحدوث في كل الدول، الديمقراطية وغير الديمقراطية.. وثمة حالات عديدة أقال فيها الرئيس وزير خارجيته، أو عارض فيها وزير الخارجية قرارا أو قرارات للرئيس.. ولعلنا نتذكر رفض وزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي السفر مع الرئيس السادات إلى إسرائيل عام ١٩٧٧.

وكان أقصى ما قاله السادات وقتها ردا على هذا الموقف، إنه برر عدم سفر إسماعيل فهمي معه إلى إسرائيل أن بطنه موجوعة!.. أما ترامب فقد وصف وزير خارجيته السابق أنه غبي وكسول، ولا يمتلك العقليةَ التي تؤهله لأن يكون وزيرا للخارجية!.. ورد عليه تليرسون قائلا: إن ترامب غير منضبط وأراد دوما خرق القانون!

وكل ذلك يشير إلى أن الديمقراطية الغربية التمثيلية التي تعتمد صندوق الانتخابات، وتقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات، ولها قواعد مستقرة لم تعد تكفي لمنح هذه الدول الاستقرار السياسي الذي تبغيه، بعد أن تعرضت لاحتجاجات يطالب فيها المحتجون تغيير الحكم بعيدًا عن صندوق الانتخابات.. ألا يعني ذلك أن الديمقراطية الغربية والأمريكية في مهب الريح، والخطر يلاحقها الآن؟
Advertisements
الجريدة الرسمية