رئيس التحرير
عصام كامل

«الآثار» تعد فيديو يحكي سيناريو عرض كنوز يويا وتويا بالمتحف المصري

فيتو

أعدت وزارة الآثار مقطع فيديو يحكي سيناريو عرض كنوز يويا وتويا بالمتحف المصري بعد نقل معظم آثار الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" إلى المتحف المصري الكبير بالرماية.


وقال الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، إن المتحف المصري يظهر في حلته الجديد بأولى خطوات العرض المتحفي، بإعادة تقديم كنوز يويا وتويا في ثوب جديد، لتعرض كاملة لأول مرة منذ اكتشافها في مقبرتهما بوادي الملوك عام ١٩٠٥، ويضم العرض الجديد 214 تحفة أثرية متنوعة وفريدة، منها قطعا كانت مخزنة تُعرض لأول مرة للجمهور، مثل مومياوتي يويا وتويا وبردية يويا الملونة، التي يبلغ طولها نحو عشرين مترًا والتي تم تجميعها بأيدي مرممي المتحف المصري.

وأضاف "العناني" أن العمل ما زال مستمرا حتى الآن، لاستكمال أعمال تطويره من خلال التعاون مع متاحف تورين وبرلين واللوفر ولايدن والمتحف البريطاني، للوصول به إلى المعايير المعتمدة من منظمة اليونسكو وذلك من خلال خطة عمل تستمر سبع سنوات، كما قامت وزارة الآثار في الفترة الماضية بجهود حثيثة للترويج للمتحف، فقد تم فتحه لأول مرة ليلا للجمهور يومي الخميس والأحد من كل أسبوع، كما اتُخذت خطوات عديدة لرفع كفاءته مثل تغيير الإضاءة، وإعادة فتح منطقة البازارات بعد غلقها منذ عام ٢٠١١، وتركيب ٢٠٠ مروحة حائطية، وتم وضع لوحات إرشادية حديثة منذ أيام بالتعاون مع اليونسكو.

ومن جانبه قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن تطوير المتُحف لن يقتصر فقط على تطوير سيناريو العرض المتحفي، بل يتزامن مع تطوير ورفع كفاءة البنية الأساسية للمبنى، وإعادة المتحف إلى حالته الأولى وقت افتتاحه منذ ١١٦ عاما، فتم إعادة الدهانات بالدور العلوي إلى لونها الأصلي، كما تم تغيير زجاج أسقف المتحف إلى تقنيات الـUV لمنع أشعة الشمس الضارة على القطع الأثرية، كذلك تم اعادة أرضيات بعض المتحف إلى شكلها القديم.

وقالت إلهام صلاح رئيس قطاع المتاحف، إن المتحف المصري بالتحرير يعد منارة الآثار حول العالم لما يحتوي عليه من قطع أثرية فريدة وهامة، ويأتي الاحتفال اليوم بذكرى تأسيسه المائة وستة عشر بمثابة مرحلة استثنائية ليتم عرض سيناريو متحفي عالمي جديد للقطع الأثرية الموجودة به مع الحفاظ على هويته وإعادة عرض لأهم القطع وإبرازها، حيث يضم المتحف قرابة الخمسة آلاف قطع أثرية تتنوع بين المعروض، والموجود داخل المخازن الخاصة به، والمكتشفات الأثرية الحديثة، والآثار المستردة من الخارج. وأشارت أن من أهم القطع التي سيتم عرضها اليوم هي المجموعة الكاملة لمقبرة يويا وتويا.

وأشارت أن أعمال التطوير تتضمن المدخل وإعادة سيناريو العرض المتحفي الخاص بالقاعات 46، 47، 49، 50، 51، كما سيتم وضع رؤية إستراتيجية شاملة وخطط للتسويق والترميم والحفظ وغيرها من الخطط التي تهدف إلى ربط الجمهور بالمتحف وخلق قنوات للتواصل والتفاعل مع مختلف الفئات المجتمعية، ودمج أهم الوسائل التكنولوجيا الحديثة

وأوضحت صباح العبد الرازق مدير عام المتحف أن مقبرة يويا وتويا تم الكشف عنها عام ١٩٠٥م أي قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بما يقرب من سبعة عشر عام،وهي المقبرة رقم ٤٦، ويويا وتويا هما والدا الملكة تي زوجة الملك العظيم أمنحتب الثالث، وجد وجدة الملك أخناتون. وقد حظي كلًا منهما على مكانة رفيعة خولت نحت مقبرتهما في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، هذا المكان الذي كان مخصصًا فقط لمقابر الملوك.

وتظهر أسماء الزوجين يويا وثويا، الذين ينتميان للعائلة الملكية، على العديد من آثار المقبرة، كما ذُكرا بصفتهما أبوي الملكة تي في نقوش جعرانين تذكاريين من عهد الملك أمنحتب الثالث، وتعود أصول يويا إلى مدينة أخميم، حيث كان ينتمي إلى طبقة النبلاء وكان أحد كبار رجال الجيش، فضلًا عن عمله كاهنًا للإله مين المعبود الرئيسي في أخميم. كما شغل عدة مناصب مهمة في القصر، مثل المشرف على الخيول، وقد يشير لقبه "والد الإله" إلى دوره المتميز بصفته حما الملك.

كما حملت تويا العديد من الألقاب الدينية، فضلًا عن لقب "الأم الملكية للزوجة العظيمة للملك"، وهو اللقب الذي اعتزت به كثيرًا، وسجلته مرارًا وتكرارًا على توابيتها ومقتنياتها. وبالإضافة إلى الملكة تي أنجب يويا وثويا ابنًا يُدعى عنن، كان يشغل منصب الكاهن الثاني لآمون.

وتعد مقبرة يويا وتويا من أجمل المقابر التي تم اكتشافها لما تحتويه من كنوز عظيمة تعبر عن الحياة اليومية لهما مثل العجلة الحربية ليويا والأسرة والكراسي وصناديق حفظ الحلي المصنوعة من الخشب المذهب والمطعم من الفيانس والعاج والأبنوس، واوانى من الالباستر والحجر والحجر الجيري الملون، كما احتوت أيضًا على مومياء كلا من يويا وتويا في حالة جيدة من الحفظ والتوابيت الداخلية والخارجية لهما، والاقنعه الخاصة بهما وهي مصنوعة من الكارتوناج المذهب والمطعم بالأحجار الكريمة، كما تم العثور على صناديق واوانى الأحشاء وتماثيل أوشابتى، واطول برديج في مصر ويبلغ طولها ٢٠ مترا، وهي البردية الخاصة ليويا ومكتوب عليها كتاب الموتي.

وتظهر للجمهور وتعرض لأول المرة بردية "يويا" المدونة بالخط الهيروغليفى المبسط والتي تعد أطول بردية عثر عليها في مصر.
الجريدة الرسمية