رئيس التحرير
عصام كامل

النقود الحالية وسبب إصدار النقود البلاستيكية


لا شك أن تعاملاتنا اليومية بالنقود تظهر مدى ما وصلت إليه شكل العملة المصرية من تردي، نظرا لسوء استخدامها من ناحية ومن ناحية أخرى طبيعة الورق والطباعة، التي كلما كثر تداولها كلما أصبحت مرفوضة من الناس لعدم قدرتهم على تداولها.


كلما تعاملنا مع المتاجر حتى محطات البنزين نجد العامل يختار النقود القديمة لنا ويحتفظ هو بالسليمة، وندخل في مجادلات وحوار يطول وقته حتى نتقبل الباقي من عمله نرفض أن نضعها في جيوبنا.

إذن لماذا العملة قابلة للاستهلاك سريعا؟ لأنها من طبيعة تلتصق بها الأتربة والعرق والمياه، ونظرًا لأننا دولة لا يتعامل غالبية سكانها بالكروت الائتمانية إنما نتعامل نقديا، وهذا ما يظهر الواقع من معدلات استهلاك عالية للنقد المصري.

سبقتنا دول كثيرة في طباعة العملة عبر خامة البلاستيك مثل سنغافورة وأستراليا والبرازيل والصين وإندونيسيا، حيث لم يعد هناك عملة ورقية قابلة لتدهور شكلها، بل عملة مرنة تجاه الثني والتجميع، والعمر الافتراضي ليس طبعا كالعملة الحاليّة إنما عدة أضعاف هذا العمر، كما أن تكلفة النقود الحاليّة كثيرة على الموازنة العامة للدولة كتكلفة الإصدار وتكلفة التداول وتكلفة استرجاعها من التداول في السوق وإعدامها.

وهناك عنصر أهم وهو ما رأيته بنفسي حين كنت في أحد الفنادق حيث أتى أحد الأجانب وهو يجمع بقايا العملة في كيس من البلاستيك الشفاف التي استلمها كباقي من حصيلة وجوده في مصر خلال فترة قدرها أسبوع، ونظرًا لأنها لا تصل قيمتها إلى دولار رفض أن يأخذها وتركها دون مقابل، وعندما سألته لماذا لا تحتفظ بها لحين العودة مرة أخرى إلى مصر كما نفعل بعملات الدول الأخرى، قال إنها عمله قابلة لنقل الأمراض، وهو ما استلزم منه أن يحتفظ بها في كيس بلاستيك حتى لا تلمسها أيديه أو يضعها في جيبه..

حينئذ رأيت صورة لم أدركها من قبل.. فعملتنا الحاليّة في عيون الآخرين وسيلة ناقلة للمرض، وهو ما أجده السبب الأساسي والأول الذي يدفعنا لتحويل النقود إلى نقود من البلاستيك غير قابلة لتحمل التلوث والأتربة والماء ولا تتسخ، وهو ما ستكون العملة المتحضرة التي تعبر عن تنمية مصر ومواكبة التغيير لخلق صوره تشرفنا.

العنصر الآخر وهو التزوير حيث مع تقدم نظم الطباعة أصبح التمييز صعبا بين العملة السليمة والمزورة التي تضيع معها تعب الناس هباء، فيصعب على المواطن أن يفرق بينهم، أما في النقود البلاستيكية فإن تقنية الطباعة وخامة الورقة ستكون واضحة للعيان للتميز وهو ما يضمن أمان المعاملات وحقوق الناس فيما بينهم.
الجريدة الرسمية