رئيس التحرير
عصام كامل

«المومياوات».. قصص وحكايات ارتبطت بلعنة الفراعنة

فيتو

لا يوجد شيء يثير الخيال عن الفراعنة أكثر من مومياواتهم، وساهمت أفلام هوليوود في إذكاء هذا الخيال، واهتمت السينما في هوليوود بالمومياوات المصرية، بعد اكتشاف خبيئة المومياوات بالدير البحري، وكذلك انطلقت الشائعات حول أسباب غرق السفينة (تيتانيك) بعد عرض فيلم السفينة الغارقة، الذي لاقى نجاحًا كبيرًا، فقيل إن من بين أسباب غرقها وجود مومياء فرعونية على ظهرها أنزلت اللعنة عليها وعلى المسافرين على ظهرها.


ومن بين ما نشرته الصحف، ويعد من أكثر الأمور غرابة ويؤكد ما تثيره المومياوات لدى العامة من أفكار غريبة هو ادعاء وجود مومياء بمنطقة سقارة الأثرية، ترجع إلى نحو 2500 عام، هذه المومياء ترتفع عن تابوتها يوميًا محلقة في الهواء على ارتفاع قدمين ثماني ساعات، ثم تعود إلى تابوتها وتظل راقدة فيه ست عشرة ساعة أخرى.

ومنذ القرن التاسع عشر الميلادي عرفت لعنة الفراعنة، إما بسبب ذكر المومياوات الفرعونية أو دخول مقابر المصريين القدماء، وحسبما أكد الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية، ذاع هذا الأمر بعد اكتشاف مقبرة الفرعون الصغير "توت عنخ آمون" على يد الإنجليزي هيوارد كارتر، وربما شاع هذا الخطأ بوجود لعنة بسبب الترجمة الخاطئة للتعويذة الحامية (الفصل 151 من كتاب الموتى) الذي نُقش على تمثال حامٍ في المقبرة، وبالفعل وُجدت لعنات في عدد من المقابر في مواقع أخرى، وانتشر مثل هذا النوع من اللعنات في مقابر الإشراف، بينما لجأ الملوك إلى وسائل أخرى أكثر طبيعية لحماية مقابرهم من السرقة والاعتداء.

وفي عام 1932م كان "كارتر" أتم عمله القائم على ترميم الآثار المستخرجة من مقبرة "توت عنخ آمون"، وتوفي في 1939م في لندن مكللا بالشهرة والمجد والفقر، ثم بيع أثاث منزله في قاعة "سوثبي" للمزادات في ديسمبر من العام نفسه، بينما بيعت مكتبته بعد ذلك بشهرين.

وحدث أن أصيب الأثري المصري الراحل الدكتور سامي جبره وفريقه بصداع حاد وضيق شديد في التنفس وهم يعملون داخل سراديب المعبود "أيبس" في منطقة "تونا الجبل"، فأشاع العمال حدوث لعنة انصبت عليهم بسبب عملهم في مدافن الطائر "أيبس"، لكن رفض "جبره" تصديق ذلك.

ويُذكر أنه قيل إن عالم المصريات الأمريكي ديفيد سليفرمان تأثر بلعنة الفراعنة عندما كان المسئول عن معرض "كنوز توت عنخ آمون" لكنه نفى ما ذكرته الصحافة الأمريكية عنه.

ولعل من بين أهم الاكتشافات الأثرية التي لعبت فيها المومياوات دورًا مثيرًا المومياوات الذهبية في الواحات البحرية الخاص بالدكتور زاهي حواس وفريقه، ونقل الدكتور "حواس" مومياء إلى معمل أبحاثه بأهرامات الجيزة، وأطلق عليها اسمًا تعريفيًا هو "مستر أو مدام إكس"، وكان أمر نقلها مثيرًا للغاية، ولعل من بين القصص الطريفة في الاكتشاف قصة "لعنة مومياوات الأطفال".

وقال حواس: "هي قصة طريفة حدثت لي بالفعل عندما نقلت مومياوين لطفلين من إحدى المقابر إلى حجرة صممت لتكون متحفًا في المستقبل، وسافرت بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة شهر للتدريس في جامعة لوس أنجلوس، وطيلة هذه الفترة لم تنقطع زيارات المومياوين لي في منامي، وما كنت أدري سبب ذلك، وذات ليلة وجدتهما يقتربان مني، فقمت من نومي مفزوعًا، ليس هذا فحسب، بل حدثت لي مفارقات عجيبة أخرى، منها عدم الوصول في الموعد المحدد إلى إحدى المحاضرات، وعدم لحاقي بالطائرة المسافرة إلى المدينة التي كان من المفروض أن ألقي بها المحاضرة، وعندما حضرت إلى القاهرة، ذهبت إلى الواحات البحرية، وتوجهت إلى الموقع ذاته الذي كشفت به عن المومياوين، فإذا بي أجد مومياء رجل آخر لعله والدهما، وعلى الفور قمت بنقله إلى جوار المومياوين في حجرة المتحف، ومن بعدها انقطعت زيارتهما لي في منامي".

وتحمل اكتشافات "مقابر العمال بناة الأهرام" في الجيزة التي اكتشفها الدكتور زاهي حواس وفريقه عددًا من المفاجآت، من بينها نص اللعنة في مقبرة رئيس العمال الفنان: "بتتي" لحماية مقبرته، ونقش نص آخر خاص بزوجته «نس سوكر»، يقول: "أيها الأحياء أجمعين، الداخلون إلى هذا القبر، المعتدون على هذا القبر بتشويهه، التمساح عليكم في الماء، الثعابين عليكم في الأرض، وأفراس النهر عليكم في الماء، والعقارب عليكم في الأرض".

لا توجد لعنة الفراعنة
وأوضح "عبد البصير" أن التفسير العلمي للموضوع هو أنه يحدث الموت المفاجئ للذين يدخلون مقابر الفراعنة من الأثريين نتيجة تحلل المواد العضوية الموجودة داخل المقابر لآلاف السنين والموجودة في القرابين التي حرص المصريون القدماء على اصطحابها معهم في رحلتهم إلى العالم الآخر، وأنتجت عددًا لا يحصى من الغازات والأبخرة السامة والبكتيريا التي ما إن يتنفسها المرء حتى يغيب عن الوعي ومن ثم عن الحياة بالتبعية؛ لذا ينصح الأثريون عند افتتاح مقبرة جديدة أول مرة، ولم تكن فُتحت من قبل، بأن تترك فترة زمنية مناسبة حتى تتطهر من كل ما بها من مخلفات عضوية ذات غازات وأبخرة سامة مضرة وبكتيريا، فلا توجد لعنة فراعنة، وإنما توجد لعنة الهوس بالفراعنة.
الجريدة الرسمية