رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

البحث عن الزعامة وراء فشل التحالفات الحزبية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكد خبراء سياسيون وقيادات حزبية أن فشل التحالفات الحزبية يعود إلى تمسك بعض رؤساء الأحزاب بالزعامة، وعدم الرغبة في التخلي عن مسمى رئيس الحزب، والغريب أن فكرة دمج الأحزاب أو إقامة تحالف انتخابي بينهم يجمع كافة التوجهات والأيدلوجيات الحزبية في كيان واحد ليست جديدة، ولكنها في كل مرة تفشل.


وتاريخ التحالفات الحزبية خلال السنوات الأخيرة كان يسير من فشل إلى فشل، رغم وجود ما يقرب من 104 أحزاب سياسية، وكانت التجربة الأولى في عام 2014 عندما تحالف حزب الوفد والتيار الديمقراطي لإقامة تحالف انتخابي، وانتهى بالفشل، ثم أعقبته تجربة المصريين الأحرار والجبهة الديمقراطية، وفشلت، ثم كانت تجربة حماة الوطن مع المحافظين والتجمع، وفشلت أيضا، وأخيرا المفاوضات التي تتم بين موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد، وقيادات أحزاب التحالف السياسي المصري للتحالف انتخابيا تحت اسم "تحالف الأحزاب المصرية"، وهنا يتبقى سؤال، لماذا تفشل تحالفات الأحزاب؟ 

شخصنة الأحزاب

فشل الأحزاب في التحالفات يعود إلى شخصنة الأحزاب، أي ارتباطها بأشخاص أو عائلات، هذا ما تحدث به الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والذي قال إن اعتماد بعض الأحزاب على الشخصنة جعل الأحزاب أشبه بملكية خاصة لهؤلاء، ومن ثمَّ غابت الديمقراطية بداخلها، وهو الأمر الذي يجب أن يتغيير من خلال تطبيق ديمقراطية حقيقية داخل الأحزاب، وأن يكون هناك لجنة عليا وانتخابات لرئاسة الأحزاب.

وأضاف أن حل القضية يقتضي وجود حياة حزبية جديدة، يتم فيها تغيير قانون نشأة الأحزاب بشكل يجعلها أكثر فاعلية، وعدم الاكتفاء بالإجراءات القانونية لإقامة الحزب واستمراره، وهذا يقتضي دعوة الأحزاب لمؤتمر لوضع تصور لهذا الأمر. 

التمسك بالزعامة

وأكد نبيل زكي، عضو الهيئة العليا لحزب التجمع، أن فشل تحالفات الأحزاب أمر طبيعي، وليس مفاجأة، خاصة وأن المقصود من كلمة تحالف كشعار عام هو تشكيل جبهة أخرى حتى لا ينفرد حزب واحد بالساحة السياسية، والعودة لنظام الحزب الواحد أو حزب الرئيس، ولما كان السيسي ليس في احتياج لحزب للإجماع الشعبي عليه، وعدم وجود أساس موضوعي، فشلت التحالفات في البرلمان. 
وأضاف أما خارج البرلمان، وخاصة في أحزاب اليسار رغم التقارب في البرامج بين أحزاب يسارية، إلا أن التحالف فشل، لأن بعض قيادات الأحزاب تخشى من فقدان مقعد الرئيس، إذا اندمجت مع أحزاب أخرى وحاولت التوفيق بين حزبين من اليسار للتحالف، ولم أتلقَ ردودا، لذا الفشل سببه الخوف من فقدان المناصب. 

المناخ العام

ويرى المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن فشل كافة التحالفات الحزبية خلال الفترة الأخيرة يعود إلى المناخ العام السائد أكثر منه البحث عن زعامات أو مصالح شخصية، ومن ثمَّ عدم توفر المناخ العام الذي يعد بمثابة الأكسجين الذي يدفع الأحزاب للابتكار والإبداع وتحقيق المطلوب منها، ونتيجة لهذ مبادرات التحالف بين الأحزاب ستفشل.
 
وأضاف إلى جانب المناخ العام، هناك بعض رؤساء الأحزاب الباحثين عن زعامات نتيجة عدم وجود عمل سياسي حقيقي، ولا توجد محاولات لتطوير العمل السياسي وتطويره مما جعله يصاب بالشيخوخة، ولذا لابد من إعادة النظر، وإجراء حوار مجتمعي حقيقي لإعادة الناس للعمل السياسي.
Advertisements
الجريدة الرسمية