رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«اللي حب ولا طالش».. 4 قصص حب من طرف واحد عاشها نجوم الزمن الجميل

فيتو

في قلوب أهل الفن حكايات وقصص عن العشق والهوى، ولكن تظل أصعب هذه الحكايات هي تلك التي يقع أحد أطرافها في الحب وحده، ليكتوي بلهيبه ويصيبه عذاب الحب دون أن يشعر به الحبيب، وبالرغم من أن الحب من طرف واحد لعنة لا يتمناها عاشق، إلا أن هناك عددا من الفنانين عانوا ويلات الحب بمفردهم دون أن يشعر بهم الحبيب، فأحبوا "ولا طالوش"، "فيتو" ترصد أبرز هؤلاء.


رامي وسومة.. حيرت قلبي معاك

كانت قصة حب أحمد رامي، أحد شعراء العصر الحديث، لكوكب الشرق أم كلثوم، خير نموذج للحب الأفلاطوني، العشق الذي ذاب فيه صاحبه "ولا طالش"، قصة حب فريدة، عاشها رامي دون أن يفصح عن خباياها، فقد أحب أم كلثوم، وكتب لها أجمل الأغاني وأبدع الأشعار، كتب لها مائة وسبعة وثلاثين أغنية لم يتقاضَ عنها أجرًا، تأكيدًا لعشقه غير المتناهي لـ"سومة"، كتب لها "حيرت قلبي معاك" وقال لها فيها "حفضل أحبك من غير ما أقولك.. إيه اللي حير أفكاركي.. لحد قلبك ما يوم يدلك.. على هوايا المتداري"، وكتب لها أيضًا يشكوها إليها في "يا ظالمني"، أما الحبيبة فكانت غارقة في عالمها الخاص، وهو كان غارقًا في حبها.

كان يحبها، ولا يريد الزواج منها فقد كان مؤمنًا أنه إن تزوجها "هيبطل يكتب شعر"، بالإضافة إلى أنه سيمنعها من الغناء أمام الرجال، وهذا في رأيه سيكون أسوأ شيء يمكن أن يفعله للغناء، وقال رامي ذات مرة عنها، عن حبيبته أم كلثوم: "إنني أحب أم كلثوم، كما أحب الهرم، لم ألمسه ولم أصعد إليه، لكنني أشعر بعظمته وشموخه، وكذلك هي"، أما الست فكانت تقول "أحب في رامي الشاعر وليس الرجل"، فهي كانت تعرف يقينًا أنه يحبها، ولكنها اختارت رجلًا غيره، لتتزوجه وهو الدكتور حسن حفناوي، طبيبها الخاص، وطلبت من الحبيب الملتاع، أحمد رامي، أن يكتب لها أغنية تحمل معنى "شايف الدنيا حلوة لأنك فيها" تعبيرًا عن سعادتها مع زوجها، وكان رده أنه "شايف الدنيا سودة، أشجارها بتلطم وأرضها بتبكي"، ورفض أن يكتب قصيدة كانت كل كلماتها عكس ما يشعر في الحقيقة.

تزوج رامى من إحدى قريباته بعدما يئس من وصال أم كلثوم، وكانت الزوجة تعلم بهذا الحب الكامن بداخله لـ "الست"، فقد اعترف هو نفسه لها بمشاعره قائلًا " أنا أحبها.. وليس ذنبي"، ولم يكن أمام الزوجة إلا أن تتعاطى مع الأمر الواقع، وألا تعترض على صورة أم كلثوم التي وضعها زوجها في غرفة النوم، حتى أنها حينما كان يتردد على مسامعها من البعض أن زوجها يحب كوكب الشرق، كانت تقابلهم بردها غير المتوقع: "وأنا أيضًا أحبها".

كان له طقوس في حضور حفلاتها، يذهب إلى مكان الحفل متأنقًا تمامًا كالعريس، يجلس في مقعده الذي يحمل رقم 8، وهو مقعد محجوز له، ولا يحضر معه أحد، ويجلس منصتًا مستمتعًا بصوتها وكأنه يأخذه في رحلة إلى عالم آخر.

حينما رحلت الحبيبة عن الدنيا، رثاها رامي بكلمات كشفت عن مدى العشق الذي يكنه لها في قلبه، كتب هذه الكلمات بعدما دخل في نوبة اكتئاب حادة، وكتب في حفل تأبينها عام 1976، "ما جال في خاطري أني سأرثيها.. بعد الذي صُغت من أشجى أغانيها، رثاها رامي وكشف عن حرارة مشاعره التي لم ينل منها إلا العذاب، ولم يكتب قصيدة واحدة أو كلمة شعر من بعدها، فلم تضع وفاة أم كلثوم نهاية قصة الحب الأفلاطونية التي عاش فيها وحده على امتداد سنوات طوال، فقد ظلت في قلبه حتى وفاته عام 1981، ولقد دُفن وخاتم أم كلثوم في إصبعه، تمامًا كما أوصى، لترافقه ذكراها تحت الثرى.
أحمد رامي يرثي أم كلثوم 

كامل الشناوى ونجاة.. لا تكذبي
 
وكان الشاعر الكبير كامل الشناوي هو أول من قدم الفنانة نجاة الصغيرة إلى الجمهور، ساهم بصورة كبيرة في أن يلمع نجمها في عالم الفن، وقدم لها أجمل القصائد التي أظهرت مواهبها هو وشقيقه مأمون الشناوي، وكان أيضًا يحبها حبًا كبيرًا، حب أضناه وحطمه في آخر الأمر، فهي لم تبادله عواطفه، وكان يعلم ذلك، ولكنه لم يستطع التوقف عن حبها، وخلال فترة حبه لنجاة تعرض لصدمات عدة، لعل أبرزها حينما اختارت يوسف إدريس ليقطع معها "تورتة" عيد ميلادها الذي كان يحضره هو ولفيف من أصدقائه، فانسحب الشناوى حزينًا باكيًا، وحينما رآهما معًا نظم قصيدته الأشهر "لا تكذبي"، كتبها وهو يبكي، وكانت دموعه تختلط بالكلمات فتطمسها، وكان يتأوه كما قال الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين.

وبعدما انتهى من كتابة هذه القصيدة الخالدة أراد أن يقرأها على الحبيبة المنشودة، وبالفعل اتصل بها على الهاتف، وألقى قصيدته بصوت منتحب خافت تتخلله العبرات والآهات والزفرات والتنهدات، وكانت هي لا تعلق أو تقاطع، كان متأثرًا بكل كلمة يقولها، وحينما انتهى من الإلقاء كان ردها عليه "كويسة قوي.. تنفع أغنية.. لازم أغنيها".

وبالرغم من كل ما مر به من عشق من طرف واحد لنجاة إلا أن كامل لم ييأس، بل ظل يحاول التقرب من الحبيبة التي لا تشعر به، وعن مشاعره كان يقول مصطفى أمين: "كان كامل يحاول بأى طريقة أن يعود إليها.. يمدحها ويشتمها.. يركع أمامها ويدوسها بقدميه.. يعبدها ويلعنها.. وكانت تجد متعة في أن تعبث به، يومًا تبتسم ويومًا تعبس، ساعة تقبل عليه وساعة تهرب منه، تطلبه في التليفون في الصباح، ثم تنكر نفسها منه في المساء".


كانت حالة العذاب المضني الذي عاش فيها كامل الشناوي، نتج عنها أغنيات عدة تعبر عن عذاباته منها أغنيات "حبيبها.. لست وحدك حبيبها"، و"لست قلبي"، و"حياتي عذاب"، و"الليل والحب والموت"، ظل قلب كامل العاشق ينزف من جراحة، حتى قيل أنه قد تملك منه الاكتئاب، ومات مكتئبًا في نوفمبر 1965 دون أن تشفى جراح قلبه المكلوم من الحب.



أمينة رزق ويوسف وهبي

وقعت الفنانة أمينة رزق في حب أستاذها ومكتشفها يوسف وهبي من النظرة الأولى، حينما انتقلت للعمل بفرقته، وأصبحت إحدى الشخصيات الأساسية في المسرحيات التي قدمتها الفرقة، وكذلك في الأفلام التي أنتجها، وقعت في غرام فنه وحنانه عليها، وعشقت فنه وإنسانيته وخفة ظله، ولكنها لم تمتلك الجرأة الكافية لتبوح بسر حبها هذا إليه، وقررت إخفاء معاناة قلبها في حبه، وحينما لم تجد منه أي تجاوب، قررت الإضراب عن الزواج.
ومن بين فصول معاناتها، أنها تنكرت في إحدى المرات في زي خادمة لتكون مرسالًا بينه وبين إحدى حبيباته، وظلت أمينة مرسالا للحب بين الحبيبين حتى تزوجا، أما هي فقد ظلت عاشقة في صمت كاتمة لمشاعرها.


القصبجي والست

كان القصبجي يجلس خلف الست أم كلثوم على امتداد 43 عامًا، وحتى وفاته، كان صاحب انطلاقتها الكبرى، كانت هي تنظر إلى علاقته معها باعتبارها علاقة عمل، ولا يمكن أن تتجاوز هذا الحد، أما هو فقد كان يحبها في صمت، كان يغار عليها، حتى أنه هجر التلحين، وعمل عوادًا في فرقتها فقط ليظل قريبًا منها، حتى بعد زواجها ظل قريبًا منها، فقد وقع هو الآخر في أسر عشقها تمامًا، كما وقع أحمد رامي.



لم يتزوج "قصب"، كما كانت تناديه سومة، بل كان قلبه معلقًا بها، محبُا لها حتى الثمالة، ولكنها هي لم تكن تبادله المشاعر ذاتها، وبالرغم من هذا التجاهل لمشاعره لم يهدأ حبه يومًا، وفي كتيب "أنا والعذاب وأم كلثوم"، قال الناقد طارق الشناوي إن الست حينما قررت إعلان خبر زواجها من الموسيقار محمود الشريف، اقتحم القصبجي منزلها حاملًا خلف ظهره مسدسًا ليجبر الشريف على إنهاء علاقته بها، وحاولت سومة إحتواء الموقف.

كشفت بعض خطاباته التي أرسلها إليها أيضًا عن جانب من هذا الاهتمام بـ "الست"، فقد كانت تحوي كلمات للاطمئنان عليها، ولكنها لم تخلو من خوف وقلق المحبين العاشقين.




Advertisements
الجريدة الرسمية