رئيس التحرير
عصام كامل

مبدعة «تحت الرابعة».. قصة معرض رسومات لأصغر فنانة تشكيلية (فيديو)

فيتو

لم تتجاوز الرابعة من عمرها، ورغم ذلك تمكنت من وضع بصمة لها في مجال الفن التشكيلي، فلم يكن من المتوقع أن طفلة في عمرها يمكن أن تُبدع بهذا الشكل الملفت للنظر، لتفتتح أول معرض لها بعنوان «تحت الرابعة» بلوحات ناضجة تدل على فنانة قادرة على التحكم بفرشاتها المدللة، لإنتاج لوحة فنية متكاملة البهجة والنضج.



«شخبطة على ورق».. كانت بداية اكتشاف موهبة الطفلة «روان جاسر»، على قطعة قماش، مثبتة على سطح صلب، وبعُلبة ألوان بالمنزل بدأت ابنة الـ4 سنوات تخطيط حُلمها، حتى تمكنت من رسم ما يقرب من 9 رسمات على نفس اللوحة، ومن هنا قرر الوالدان عدم لمس اللوحة مرة أخرى، واعتبارها أول لوحة من صنع يد ابنتهم المدللة، وأول إنتاجها في المجال الفني.


قرر الأب تطوير موهبة صغيرته، من خلال دعمها بألوان خاصة للأطفال، يتمكنون الرسم من خلالها دون الخوف عليهم من أي أمراض، وبالفعل لم تخذل الصغيرة والدها الواثق من موهبتها الفريدة، وأنتجت لوحة جديدة، أطلقوا عليها «بحر الألوان»، نظرًا لإطلاق «روان» عليها «بحر»، فقرر الوالدين أن تكون اللوحة بحرا من الألوان المحببة لدى صغيرتهم.

بعد ذلك، تمكنت الطفلة من رسم لوحة إبداعية جديدة أطلق عليها الأب «الهجرة غير الشرعية»، نظرًا لاستخدام طفلته الألوان الغامقة، وترتيب اللوحة غير المتناسق، بالإضافة لكثرة المراكب المحطمة باللوحة.


«الإلقاء طريقة المتلقي».. بهذه الكلمات، وصف الأب «جاسر رشيد»، طبيعة رسم ابنته الصغيرة، فمن وجهة نظره، لم تكن «روان» على دراية كاملة بموضوع اللوحات التي تُبدعها، نظرًا لصغر سنها، لكنها تُبدع رغمًا من ذلك.

يصنف الأب والأم موضوع اللوحة عند انتهاء «روان» من إنجازها، ولكنهما لا يكتبان رأيهما هذا على اللوحة، ويتركان للمتلقي حرية الرأي وتصنيف اللوحة حسبما يراها، حسب طبيعة الألوان التي يراها، والنقوش الموضوعة بها، لأن الفن الناجح، هو ما يثير الجدل بين متابعيه، بحسب قول الأب.


لوحة جديدة، تروي حكايتها الطفلة الصغيرة، أطلقت عليها «لوحة الحرامي»، وعند استفسار الوالدين عن سبب إطلاق هذا الاسم على اللوحة، كانت إجابتها تنحصر في موقف تعرضت له العائلة في وقت ماضي، عند سرقة أحد اللصوص «بانيو» محطم من حديقة منزلهم، فأثر الحدث على ذاكرة الطفلة، وبدأت في تخيل شكل اللص من وجهة نظرها، حتى رسمته بالشكل المطروح في معرض «تحت الرابعة» لعام 2018.


«لوحات ماما».. موضوع جديد تناولته الطفلة الناضجة بلوحاتها، فرغم صغر سنها، إلا أنها تمكنت من التركيز على تصرفات والدتها بالمنزل، وانفعالاتها من «الغضب، الابتسامات، السعادة، والحزن»، وبدأت في التعبير عن هذه الانفعالات بلوحاتها، كذلك تمكنت من رسم جدها أثناء «شرب السيجارة».


حتى هذه اللحظة، لم تدرك الطفلة الصغير قيمة العمل الذي تقوم به، فهي مُلاحظ جيد لوالديها، عند رسمهما للوحة ما، فتبدأ في تقليدهم، واستخدام الفرشاة مثلهما، حتى أبدعت دون أن تدرك، ورغم ذلك هي تتمتع بقدرة كبيرة على التشكيل، واستخدام الألوان بشكل متداخل مبهر، دون تدخل الوالدين في رسمها، حتى وصفها بعض الفنانين بـ«الموهبة غير الممكنة».
الجريدة الرسمية