رئيس التحرير
عصام كامل

القاهرة والرياض يد واحدة.. السيسي يستضيف ولي عهد السعودية.. يبحثان تعزيز الشراكة الإستراتيجية.. التعاون والتضامن العربي.. وإنهاء أزمات المنطقة

فيتو

استقبلت القاهرة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد المملكة العربية السعودية، مساء اليوم الإثنين، في زيارة لوطنه الثاني مصر تستغرق يومين، لعقد جولة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسُبُل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلًا عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة والرياض.


وشهدت العلاقات المصرية السعودية تطورًا كبيرًا خلال الفترة الماضية، حيث تتسم العلاقات بأسس وروابط قوية، نظرًا للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

القاهرة والرياض
وتعد القاهرة والرياض قطبي العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.

وترصد "فيتو" أبرز ملفات الزيارة وجاءت كالتالي:

1 - من المقرر أن تشهد الزيارة تعزيز أوجه العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلًا عن تعزيز علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وعدد من القضايا الإقليمية والدولية المشتركة على رأسها تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك.

2 - كما من المقرر أن تشهد الزيارة التأكيد على قوة وخصوصية العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين وحرص البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، فضلًا عن أهمية تدعيم أواصر هذه العلاقات على جميع الأصعدة بما يسهم في تعزيز التضامن العربي في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه المنطقة العربية.

3 - ومن المقرر التأكيد على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين البلدين إزاء مختلف القضايا في إطار ما يجمعهما من شراكة إستراتيجية والتشاور بشأن عدد من الموضوعات الثنائية وضرورة تنمية وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات واستثمار الفرص والإمكانات المتاحة لدى الدولتين بما يلبي طموحات الشعبين الشقيقين.

4 - وتشهد الزيارة أيضًا استعراض عدد من الملفات الإقليمية وأهمية تعزيز التعاون والتضامن العربي للوقوف صفًا واحدًا أمام التحديات التي تواجه الأمة العربية وإنهاء الأزمات التي تمر بها عدد من دول المنطقة بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار بتلك الدول حفاظًا على الأمن القومي العربي باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق أمن واستقرار الدول العربية، فضلًا عن مكافحة الإرهاب وأن المرحلة الراهنة والواقع الذي تعيشه المنطقة العربية يستوجبان المزيد من تنسيق الجهود وتكثيف التشاور بين كل الأطراف المعنية على الساحة الدولية لصياغة إستراتيجية متكاملة لمواجهة تلك الظاهرة التي باتت تهدد العالم بأسره.

5 - متابعة ما تم الاتفاق عليه في الزيارة السابقة التي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة، التي هدفت إلى دفع التعاون الثنائي في القطاع التنموي من خلال المشروعات الاستثمارية الضخمة بين البلدين، وتأسيس صندوق استثماري مصري سعودي بإجمالي مبلغ ١٦ مليار دولار لضخ الاستثمارات السعودية في تلك المشروعات في عدد من محافظات مصر.

ومن أبرز المعلومات عن العلاقات الإستراتيجية بين مصر والسعودية:

1- تتميز العلاقات التي تربط مصر والسعودية بمكانة عالية في ظل تمتع البلدين بموقع مميز، سواء على الخريطة السياسية أو الجغرافية، يظهر ثقلها على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

2- تمتاز المواقف بين البلدين الشقيقين بتطابق الرؤى واتفاق حول القضايا الإقليمية باختلاف جوانبها، وبما تشكله من علاقات عميقة وقوية وتاريخية وإستراتيجية، لا تشوبها شائبة.

3- تزداد العلاقات متانة وقوة وصلابة في المستقبل في أفضل حالاتها بدعم من قيادتي البلدين برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

4- تؤكد الزيارات المتبادلة بين القيادتين عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتعزيز أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وتأكيد عمق العلاقات الإستراتيجية بين المملكة ومصر، والحرص على تعزيزها في مختلف المجالات.

5- توقيع محضر إنشاء مجلس تنسيق سعودي مصري، لتنفيذ إعلان القاهرة، والملحق التنفيذي المرافق للمحضر، ووقعه وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، وعن الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري.

6- وجه خادم الحرمين الشريفين الخطوط الجوية العربية السعودية باستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ من الرياض وجدة، دعمًا للسياحة في مصر، مؤكدًا ثقته التامة بالأمن المصري والجيش المصري وحكومة مصر في حماية أمن واستقرار الدولة تحت قيادة الرئيس السيسي.

7- خصوصية العلاقات السعودية المصرية وما يجمع بين الشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وثقافية راسخة وتاريخ مشتركٍ ومصيرٍ واحد.

8- قَلَّدَ الرئيس السيسي الملك سلمان قلادة النيل بقصر الاتحادية وهو أرفع الأوسمة، تقديرا له لما قدم من خدمات إنسانية جليلة.

9- وقفت المملكة إلى جانب شقيقتها مصر بكل إمكاناتها في مختلف الظروف، ما جعل بلدينا حصنًا منيعًا لأمتنا العربية والإسلامية.

10- إنشاء جسر بري يربط البلدين الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم، يربط قارتي آسيا وأفريقيا.

11- توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، تشمل اتفاقيات قروض مشروعات تنموية في مجالات الطاقة، والكهرباء، وتجنب الازدواج الضريبي، والصحة، والنقل البحري، والموانئ، والزراعة، والإسكان، والتجارة والصناعة، ومكافحة الفساد، والتعاون التعليمي والثقافي، بالإضافة إلى تعيين الحدود البحرية بين البلدين.

12- وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال زيارة جامع الأزهر؛ حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلاب الأزهر.

13- توقيع مجموعة من الاتفاقيات شملت إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار برأسمال 60 مليار ريـال بين صندوق الاستثمارات والكيانات التابعة له، والمتفقة معه والحكومة المصرية والكيانات التابعة لها والمتفقة معها، ومذكرة تفاهم صندوق الاستثمارات العامة في السعودية ووزارة التعاون الدولي في مصر لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في شبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين وزارة التعاون الدولي في مصر والصندوق السعودي للتنمية، وهذه الاتفاقيات ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية سيناء.

14- منحت جامعة القاهرة شهادة الدكتوراه الفخرية لخادم الحرمين الشريفين.

15- أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرًا بنقل التوءم المصري الملتصق (منة ومي) ابنتي إسلام صقر رمضان حسن، من مصر إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض، لإجراء الفحوصات اللازمة لهما وإمكانية فصلهما.

16- تجسدت مواقف المملكة تجاه مصر وشعبها عبر تكريس سياستها الخارجية لحث الحكومات الغربية على الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو وخارطة الطريق والاستحقاقات الثلاثة التي تمت بنجاح، لتخرج مصر من الفترة الانتقالية إلى الاستقرار السياسي.

17- تشهد العلاقات بين البلدين عددا من الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسئولين العسكريين في كلا البلدين، وبشكل دوري لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية.

18- أقيمت العديد من المناورات التدريبية المشتركة بين جيشي البلدين، مثل مناورات "تبوك" للقوات البرية، ومناورات "فيصل" للقوات الجوية، ومناورات "مرجان" للقوات البحرية.

19- شهدت الفترة الحالية تبادل اقتصاديات وفعاليات مشتركة بين البلدين، حيث عقد مجلس الأعمال السعودي المصري بالقاهرة اجتماعًا لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2017 بلغ نحو 2.1 مليار دولار، فيما تخطى حجم الاستثمارات السعودية في مصر حاجز الـ6 مليارات والاستثمارات المصرية في المملكة تخطت المليار دولار، وتمثل الاستثمارات السعودية نحو 11% من الاستثمارات الأجنبية في مصر.

20- شارك وفد من مجلس الغرف السعودية في فعاليات ملتقى مصر الثالث للاستثمار، لتعبر عن متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين، وتحقق مصالح قطاع الأعمال بالمملكة من خلال المشاركة الفاعلة في الملتقيات الإقليمية والدولية كافة، فضلًا عن إتاحة الفرصة لأصحاب الأعمال السعوديين لبحث فرص التعاون التجاري والاستثماري مع نظرائهم من الجانب المصري، ما ينهض بالاقتصاد الوطني من خلال بناء شراكات وتحالفات مستدامة.


ومن أبرز المعلومات عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين:

1- بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسعودية تجاوز 6.2 مليار دولار.

2 - السعودية الأولى عربيًا من حيث الاستثمارات في مصر بعدد مشروعات يزيد عن 2900 مشروع تبلغ بتكلفة 27 مليار دولار.

3- الاستثمارات المصرية في السعودية وصلت إلى 1300 مشروع، باستثمارات تتجاوز 2.5 مليار دولار.

4 - السياحة السعودية تشكل 20% من السياحة العربية في مصر.

5- عدد المصريين العاملين بالمملكة بلغ 1.8 مليون، وأكثر من نصف مليون من السعوديين مقيمين إقامة دائمة بمصر.

6- المملكة كانت من أوائل الدول التي بادرت بمساعدة مصر ودعم الاقتصاد المصري، ويحرص الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على استمرار العلاقات مع القاهرة، خاصة بعد زيارته لمصر في أبريل 2016، وتوقيعه العديد من الاتفاقيات الاقتصادية مع مصر والتي بلغت قيمتها 25 مليار دولار، وتم الاتفاق على إنشاء صندوق مصري – سعودي للاستثمار بقيمة 16 مليار دولار، وأن تتميز العلاقات بمكانة عالية لما تتمتعان به من موقع على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

7- تنفيذ كافة الاتفاقيات الاقتصادية السابقة الموقعة بين الطرفين بقيمة استثمارية زادت عن 16 مليار دولار، والتي من بينها إنشاء صندوق سعودي مصري بهدف ضخ استثمارات سعودية في مشروعات تنموية في محافظات مصر، ومشروع الربط الكهربائي وتبادل الطاقة، ومشروع إقامة جسر عملاق يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر.

8- الحكومة السعودية تحرص دائمًا على تطوير حجم التبادل التجاري مع مصر من خلال تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والتعاون الاستثماري المشترك بين رجال الأعمال السعوديين والمصريين.

9- حكومة المملكة تدعم إنشاء شهادة منشأة موحدة للصادرات السلعية وتوحيد المواصفات للمنتجات وإجراءات الفحص وكذلك اعتماد التحوّل الرقمي للتجارة الإلكترونية بين البلدين.

10- صندوق الاستثمارات العامة السعودية يدرس حاليًا تنفيذ العديد من المشاريع العملاقة في مصر بالشراكة مع الحكومة المصرية ومع القطاع الخاص السعودي والمصري.

11- زيادة حجم التنسيق المشترك بين رجال الأعمال السعوديين والمصريين للتوسع في الاستثمارات المصرية السعودية المشتركة في مجالات الصناعة والخدمات والبنية التحتية والسياحة والنقل اللوجيستي.

12- من المتوقع توقيع اتفاقيات جديدة بين حكومة كلا البلدين تهدف إلى تشجيع الاستثمارات السعودية في مصر وزيادة حجم التعاون المشترك بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر.

13- "نيوم" هو مشروع المستقبل لكلا الدولتين، حيث يقع جزء من المشروع داخل الأراضي المصرية ولذلك قامت الحكومة السعودية بتوقيع العديد من اتفاقيات الاستثمار المشتركة.

14- السعودية تعتزم إنشاء مشاريع جذب بحرية سياحية في البحر الأحمر، وبرنامج تنمية سيناء يضم 12 اتفاقية تمويل لمشروعات من الصندوق السعودي للتنمية، تشمل إنشاء جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور في جنوب سيناء و9 تجمعات سكنية موزعة على مناطق مختلفة بسيناء.

15- إجمالي عدد المستثمرين السعوديين في مصر بلغ أكثر من 8 آلاف مستثمر سعودي، واستثماراتهم موزعة على أكثر من خمسة آلاف شركة مصرية.
الجريدة الرسمية