رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية أقدم محكمة فرعونية في التاريخ

منطقة آثار الهمامية
منطقة آثار الهمامية

قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن أقدم محكمة فرعونية عبر التاريخ تقع في منطقة آثار الهمامية التابعة لمركز البداري بمحافظة أسيوط، وتضم عددا كبيرًا من المقابر ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ حيث يصل عددها إلى أكثر من عشرة آلاف مقبرة، بالإضافة لاكتشاف بعض النماذج الحجرية التي استُشف منها أنها تشبه السرير، وهذا يؤكد وجود أثاثات وحياة كاملة بتلك المنطقة منذ العصر الحجري.


وأكد عامر أن آثار الهمامية تمثل جبانة لحكام الإقليم العاشر التي كانت تعبد الآلهة "وادجت"، إن الجبانة تعود للنصف الأول من عصر الأسرة الفرعونية الخامسة، وذلك نظرًا للطراز الفني والشكل المعماري الخاص بالمقابر، أما المؤرخ "فلندرز بتري" فقام بتأريخها كونها تنتمي لعصر الأسرة الرابعة خاصةً عصر الملك "خوفو"، بينما يرى المؤرخ "بوير" أنها ترجع لعصر الملك "ني وسر رع" من الأسرة الخامسة، وأن اسم صاحب المقابر هو "كاي – خنت".

وأضاف "عامر" أن الدماء المتجمدة في المحكمة ربما ترجع إلى مذبحة حدثت عام 284 ميلادية في عصر الإمبراطور الروماني "دقلديانوس" حيث تم اضطهاد المسيحيين، وتم قتل عدد كبير منهم، حتى قيل إن الدماء وصلت إلى رُكب الخيل، وسمي هذا بـ"عام الشهداء"، الذي بدأ فيه التقويم القبطي، ويمكن أن نرى عظمة المصريين من خلال جدران تحكي قدراتهم وعظمتهم على الإبداع، فنجد كراسي القضاة والحضور متواجدة حتى الآن بقاعة المحكمة تُبرز وتحكي إتقان المصريين القدماء في النقش على جدران تلك المحكمة.

وأشار "عامر" إلى أنه يمكن الوصول إلى المحكمة عن طريق التسلق بارتفاع ثلاثين مترًا تقريبًا، حيث نجد في الداخل مناظر مختلفة تبدو أكثر روعة وأكثر جمالًا من الخارج، حيث نجد مصاطب وأحجار محفورة على هيئة قضاة، وصفوف المتهمين، هذا بالإضافة إلى وجود آثار دماء على الجدران، وتعددت الأقاويل بخصوص هذه المحكمة، فهناك من يقول إنها كانت محجرًا يُقطع منها الحجارة، ويتم استخدامها في البناء، ويرجع سبب تسميتها بالمحكمة أن تقطيع الأحجار ترك آثارًا على هيئة قضاة، وأحجارًا أخرى كونت صفوف المتهمين.
الجريدة الرسمية