رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تفاصيل «جريمة شرف» ترزي الوراق.. جيران المتهم: محترم وفي حاله.. كنا بنشوف واحد غريب مخبي وشه بيطلع العمارة.. مراته جريت علينا وقالت جوزي بيضربني.. وقاتل عشيق زوجته: خانتني وبيتي اتخرب (صور)

فيتو

طريق يعج بالمارة.. محال مفتوحة أبوابها للمواطنين.. حركة دؤوبة للعمال و«الصنايعية» مع تعالي أصواتهم توازيا مع إزعاج أبواق السيارات.. هكذا هو حال شارع 10 القريب من شارع ترعة السواحل بحي الوراق في الجيزة.. تفاصيل عدة ومشادات رغم كثرتها، فإنها يوما لم تعكر صفو قاطني الشارع الصاخب أو تُثِر سخط رواده، حتى وقت ارتكاب جريمة «قتل ترزي لنجار» ضبطه فى أحضان زوجته داخل غرفة نومه عصر الإثنين الماضي.



تزاحم غير مألوف أمام العقار رقم 19 بشارع مسجد الرشيدي الضيق المُطِل على شارع 10.. سيارات الشرطة والإسعاف تتواجد أمام مدخل العقار ورجال المباحث ينتشرون في جنبات المنطقة مانعين الجميع من الاقتراب بصورة لفتت انتباه الأهالي: «فيه جريمة قتل في البيت ده» قالها أحدهم.. ساعتان مرتا كالدهر على السكان وأصحاب المحال بالمنطقة، قطعها أصوات حركة ونزول قوات الشرطة على سلم العقار، ملقين القبض على الترزي وزوجته المقيمين بالطابق الرابع، وقبل أن يستفيق الحاضرون من هول الصدمة، خرج عليهم أفراد الإسعاف حاملين على "نقالتهم" جثة لم يستبين أحد من صاحبها.. ركب الجميع السيارات وهموا بالرحيل.. دقائق معدودات مرت حتى غاب ثلاثتهم – الزوجان والجثة - عن الأنظار.



«فيتو» لم تكن بمنأى عن الحدث، والتقت سكان المنطقة الذين رووا تفاصيل يوم الجريمة، وكانت البداية مع جار المتهم صاحب محل لبيع وتصليح إطارات السيارات مواجه للعقار مسرح الواقعة: «الحوار كله كان يوم الإثنين العصر.. "المتهم" شغال ترزي في ورشة جنبنا في شارع 6.. دايما بشوفه وهو نازل من بيته الصبح وبيرجع بليل.. راجل في حاله وصوته مبيطلعش.. يومها تعب شوية في الورشة ورجع بدري على الساعة 2 كده وطلع بيته.. ساعة زمن بالظبط لقينا الشارع كله مرشق حكومة ومبقاش حد فاهم فيه إيه بعدها بكام ساعة لقينا البوليس نازل وفي إيده جارنا ومراته والإسعاف شايلة جثة».

«الجار» أضاف أنه كان يلاحظ من حين لآخر شابا يتردد على العقار ويرتدي ملابس عسكرية مخفيا وجهه بالكاب، ولم تتح له الفرصة في المرات القليلة التي رآه فيها أن يستدل على هويته، لكنه علم بعد ذلك أنه "العشيق القتيل" على يد الزوج المخدوع.



في الطابق السادس الأخير للعقار، يقطن "ك ر" تاجر، أحد أقدم سكان البيت وشاهد على الجريمة المروعة، ويقول: «المتهم شاب في قمة الاحترام والأدب.. من زمان ساكن معانا هنا كان أبوه جايبله الشقة في الدور الرابع عشان يتجوز فيها وقعد هو ووالدته معاه هنا فترة لحد ما اتجوز من 4 شهور.. هو ملوش اختلاط بحد يادوب سلام لما نتقابل في الطالعة والنازلة.. ومراته مكناش بنشوفها تقريبا.. وعرفت بعد الحادثة أن عشيقها ده كان واد متكلم عليها زمان قبل ما تتجوز».



قاطعته زوجته مادحة في أخلاق جارهم: «كان ابن اصول وراجل بيراعي أهل حتته وحريمها.. لما كنت بقابله وأنا نازلة على السلم كان وشه يبقى في الأرض ويوسعلي لحد ما أعدي.. ولا عمره رفع عينيه على بنت أو ست في المنطقة».. استعاد زوجها مرة أخرى طرف الحديث، وذكر أنه فوجئ يوم الإثنين بتعالي أصوات قادمة من الطابق الرابع، لم يُعِر الأمر اهتماما في البداية واعتقد أنها مجرد مشاجرة بين الزوجين، لكن مع تزايد أصوات التكسير والشجار، قرر النزول لاستبيان الموقف.



«رحت عند شقة جاري ولسه هخبط لقيت الباب مفتوح.. شفت منظر مش هنساه طول حياتي.. واحد غريب معرفوش مرمي في الصالة على الأرض ودمه سايح وجنبه سكينة.. وصاحب الشقة قاعد على الكنبة قدامه مبينطقش ولا بيتحرك».. يروي الجار لـ«فيتو» ما شهدته عيناه على «جريمة الشرف».. وتابع: «قولتله إيه اللي حصل، رد عليا وهو مذهول مراتي بتخونني وبيتي اتخرب.. مات في أيدي مكنش قصدي أقتله، فضل على حاله ده مهربش لحد ما المباحث وصلت وخدوه هو ومراته الخاينة.. أنا عاذره في اللي عمله ده راجل بيدافع عن عرضه وشرفه بعد ما شاف مراته مع غريب في أوضة نومه».



في الشقة المواجِهة لمسرح الجريمة بالطابق الرابع للعقار، تتواجد الأسرة التي كانت الشاهد الأبرز على الجريمة، كانوا أول من هرولت إليهم الزوجة الخائنة فور افتضاح أمرها وضبط زوجها لها بصحبة عشيقها، وتسرد "جارة المتهم" تفاصيل ذلك اليوم لـ«فيتو» قائلة: «بنتي اللي كانت موجودة في البيت ساعتها.. فجأة سمعت الباب بيخبط جامد فتحت لقت رجاء جارتنا بتستنجد بيها وبتقولها جوزي بيضربني.. هديتها وقعدتها عندنا.. بنتي كل ده مكنتش فاهمة حاجة ولا عارفة ان جوز جارتنا جوه بيتخانق مع عشيقها وهي قاعدة معاها بمنتهى البجاحة ولا كأنها عاملة مصيبة».



تحسرت جارة المتهم على مصير جارها، مشيرة إلى أنه تزوج زوجته عن طريق أحد أفراد أسرته، فهي شقيقة زوجة نجل خالته، ولم يمر على زواجهما سوى عدة أشهر، وختمت: «أمه لما جت الأمن مرضيوش يخلوها تطلع عشان ميجرلهاش حاجة.. جوز أختها كان بيدور عليها وعايز ياكلها بسنانه عشان خاطر ابن خالته.. المباحث قعدت تستجوبها عندنا في الشقة وحكتلهم على كل حاجة وبعدين خدوها هي وجوزها ومشيوا.. ميستاهلش منها كل ده حرام عليها».

الواقعة التي أثارت مشاعر متناقضة تبدلت بين الغضب والتعاطف، تَكَشفت أحداثها بإخطار تلقاه العقيد محمد عرفان مفتش مباحث فرقة شمال الجيزة من غرفة النجدة، يفيد إبلاغ أهالي شارع مسجد الرشيدي المتفرع من شارع 10 دائرة قسم شرطة الوراق، بنشوب مشاجرة بين شخصين داخل عقار أدت لجريمة قتل.



على الفور، انتقل إلى محل الواقعة المقدم هاني مندور رئيس مباحث الوراق وضباطه، وبالفحص تبين مقتل نجار مسلح بطعنة نافذة بجوار القلب على يد ترزي مالك الشقة، تم ضبطه وتبين أنه أٌقدم على فعلته بعد أن وصل لمنزله مبكرا عن موعده المعتاد، وعندما دلف إلى غرفة نومه وجد زوجته في أحضان رجل غريب، فاستل سكينا من المطبخ وعاجله بطعنة أسقطته صريعا، وتمكنت زوجته من الإفلات من قبضته والاحتماء عند جيرانهم، وتمكن رجال المباحث من ضبطها.



بمواجهة كل منهما بما نسب إليه، أمام العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة، أقرا بصحة ما جاء بالتحريات واتهم القاتل زوجته بالزنا، وبالعرض على اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، وجه بتحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة إلى النيابة لتولي التحقيق.
Advertisements
الجريدة الرسمية