رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«من الجراج للشارع» .. تفاصيل جديدة فى أزمة سيارة توفيق الدقن

فيتو

قبل يومين فوجئ "ماضي الدقن" المستشار بالنقض والإدارية العليا، والابن الأكبر للفنان الراحل "توفيق الدقن" بابنته تهاتفه منزعجة، تخبره بأن مالك العقار رقم 6 بشارع المستشفى الجوي بالعباسية، والذي سكنته العائلة منذ نحو نصف قرن، أحضر قوة من الجهة المرورية التابعة لمحيط السكن، ونقلت سيارة الأب الراحل من موقعها أمام الجراج الملاصق للجهة اليسرى للعقار، وأوقفتها في عرض الطريق، مع وجود بعض التلفيات الواضحة على سقف السيارة ووجهتها الأمامية.


على وجه السرعة توجه ماضي إلى النيابة العامة، واستعان ببعض الأقارب لنشر صور للسيارة النادرة ،بعدما تعرضت لمحاولات الإتلاف على يد صاحب العقار ومعاونيه: "الموضوع بالنسبة لي كان له بعد معنوي أكثر منه بعد مكاني، كان كل همي أحافظ على أكثر شيء كان والدي متعلقا به".


بعد أيام قليلة وتحديدا في السابع والعشرين من نوفمبر الجاري، ستحل الذكرى الثلاثين على رحيل "صانع الإفيهات" القدير "توفيق الدقن"، ذكرى ينتظرها أبناء العائلة كل عام، يجتمعون في الشقة الكائنة بالطابق الثالث من عقار شارع المستشفى الجوي، حيث تقطن أسرة المستشار ماضي بعد وفاة الوالد، لكن هذا العام الذكرى تختلف أجواؤها عما سبقتها، قضايا وخلافات لا تلبث أن تهدأ حتى تنشب مجددا، بعد إصرار صاحب العقار على إلقاء السيارة الأمريكية ماركة "بونتياك" موديل 1946 وتحمل رقم 893 في الشارع.

السيارة التي تحتفظ بها الأسرة اشتراها الدقن الأب عام 1980، وكانت آخر سيارة اقتناها قبل رحيله بنحو ثماني سنوات، وظل الابن يستقلها بل ويعلم أبناءه فنون القيادة من خلالها حتى العامين الأخيرين من حياته. 


المربع الصغير الذي يحتضن السيارة منذ أكثر من ثلاثين عاما، بين العقار ومطعم للمأكولات السريعة، أصبح علامة فارقة ومميزة لشارع المستشفى، فالجميع حين يمرون من هناك، لابد أن ينتبهوا للسيارة المائلة للاحمرار الملفتة بطولها وتكوينها النادر، حتى إنه منذ فترة ليست بعيدة عرض أحدهم على ماضي الدقن أن يشتري السيارة نظير المبلغ الذي يحدده الابن، لكنه رفض، "العربية بقت جزء من تراث والدي الذي لا ينسى، كأنها أحد أفراد العائلة التي يجب أن تظل في كنفها ما بقيت، أنا بس عايز العربية تفضل مكانها، ولا أطالب بغير ذلك، علشان اللي يمر من أمام المنزل يجد رائحة توفيق الدقن وأثره في كل مكان!".


ما زال ماضي يتذكر التفاصيل الدقيقة من حكاية شراء والده للسيارة الأمريكية وقت وقعت عيناه عليها للمرة الأولى أمام معرض السيارات الذي كان يتعامل معه في بيع وشراء سياراته السابقة: "كنت أنا وأخي مع والدي رايح يشتري سيارة، وكان الاتفاق على سيارة كاديلاك موديل نهاية السبعينيات، لكنه لمحها مركونة تحت عمارة ملاصقة للمعرض".

سارع الدقن حينذاك وسأل صاحب المعرض عن قصة هذه السيارة ومن مالكها ومن أين أتت، فأخبره الأخير أنها سيارة أمريكية كان الملحق العسكري الأمريكي يمتلكها، ثم اشتراها رجل سوداني إبان فترة بقائه هناك، وانتقل إلى مصر وأحضرها معه، وقتها والدي صمم عليها وقال لازم اشتريها وبالسعر اللي هو يحدده، وبالفعل نجحت محاولاته، واقتنى السيارة وأصبحت الأقرب إلى قلبه، وكان بيروح بيها أوردرات التصوير وبيحبها جدا وبيعتز بيها، أصر إنه يقودها حتى قبل مرضه في آخر سنتين من حياته، كانت أول مرة تنزل مصر، ومن مكانة هذه السيارة عند توفيق الدقن، تولدت عندي الرغبة في الحفاظ عليها وإبقائها بجوار المنزل طوال العمر حتى بعد رحيلنا".


ظل عقد إيجار الموقع المخصص لسيارة الدقن يتجدد بعد رحيله، ويدفع ماضي المبلغ الذي يحدده صاحب الجراج والعقار، فالأهم أن تظل السيارة في موقعها :"صاحب العقار كان على تمام العلم بمالك هذه السيارة، وعارف إني بدفع إيجارها كل شهر منذ وفاة والدي، لكنه ضلل المرور وأبلغ أنها سيارة تسبب ضررا وازدحاما وإشغالا لمحيط العمارة، وهو يريد ترميم المكان ولا يستطيع ذلك بسببها، أحضر الونش ونقلها وجيت رجعتها تاني ونقلها، لحد ما رجعناها تاني واتكسرت الفوانيس اللي قدام والصاج وحاجات تانية ناحية العجل الأمامي، ويومها كلمته قالي أنا بالفعل عملت كده ودي مجرد قرصة ودن، واستدعوه تاني يوم في قسم الظاهر، لكنه كان قد فر لشقته بمصر الجديدة".
Advertisements
الجريدة الرسمية