رئيس التحرير
عصام كامل

جريمة تهز شارع «مية النار» بالخصوص.. عاطل يخنق «مسن» ويشعل النيران بجسده.. طفلة تتعرف على الشاب من كاميرات المراقبة.. الجيران: الجاني سرق تحويشة عمر الضحية.. والمتهم: طلب مني ممارس

فيتو

كانت الأمور تسير بشكل طبيعي بشارع مية النار بمنطقة الخصوص، بمحافظة القليوبية، قبل أن تفاجأ صاحبة محل بقالة، بخروج دخان من داخل شقة بالدور الأرضى، صرخت بصوت عال "الحقوا حريق.. شقة عم زكريا بتولع"، وبشهامة المصريين أسرع شباب المنطقة إلى مصدر الحريق بعضهم حمل جراكن مياه وفتحوا شباك الشقة المطل على الشارع لمحاولة إخماد الحريق، والبعض الآخر دخل العقار وتفاجأ أن باب الشقة مفتوح، توجهوا على الفور إلى المطبخ لمحاولة إخراج أنبوبة البوتاجاز، لكنهم لم يعثروا عليها، وبالبحث عليها عثروا عليها في غرفة الصالة التي بها الحريق.


جثة متفحمة
وتمكن شباب المنطقة من حمل أنبوبة البوتاجاز وأخرجوها بسرعة إلى الشارع بعد وضع بطانية عليها لإخماد النيران التي كانت مشتعلة، ثم عادوا مرة أخرى إلى داخل الشقة، فعثروا على جثة "عم زكريا"، صاحب الشقة مشتعلة، وتمكنوا من إخماد النيران المشتعلة بجسده، واتصل أحدهم بالشرطة وأخبرهم عما حدث، وبعد مرور 10 دقائق وصل رجال الشرطة وسيارة الإطفاء لكن الأهالي كانوا أخمدوا الحريق، وعند دخول الرجال المباحث عثروا على الجثة متفحمة ووجدوا محتويات الشقة مبعثرة، والثلاجة ملقاة على الأرض.

تشريح الجثة
فرضت الأجهزة الأمنية كردونا أمنيا بمحيط المنطقة، وبعد نصف ساعة وصل فريق من النيابة العامة لمعاينة الحريق، التي أمرت بانتداب فريق من البحث الجنائى لفحص مكان الحادث، وأمرت بنقل الجثة إلى مشرحة بنها لمعرفة سبب الوفاة، حضرت سيارة الإسعاف وتم نقل الجثة إلى المستشفى.


4 ساعات استغرقها رجال المباحث في استماع لأقوال الشهود من الجيران للوقوف عن ملابسات الحادث، وبعد لحظات وصل رجال بالبحث الجنائى لرفع بصمات الحادث، تبين من الفحص وجود شبهة جنائية وراء الحادث، تحفظ رجال المباحث على كاميرات المراقبة بمحيط المنطقة.

طفلة كلمة السر
وفى صباح اليوم الثاني، توجه فريق من البحث الجنائى إلى مكان الحادث لاستكمال سماع أقوال الشهود، وأثناء استماع أحدهم صرخت طفلة قائلة "أنا شفت واحد بيجري ومعه كيس قبل ميخرج دخان من شباك الشقة"، صمت الجميع وتحولت أنظارهم نحو صوت الطفلة، تحرك أحد رجال المباحث نحوها، لسماعها، قائلا "شوفتى إيه" قالت بصوت هادئ "كنت بشتري حلاوة من محل أم مريم لقيت واحد خرج من البيت بييجري ومعه كيس أسود، وأنا واقفة لقيت دخان خارج من الشباك قلت لخالتوا أم مريم في دخان خارج من الشباك وهى لما شافته فضلت تصرخ".

كشف المتهم
اصطحبها الضابط إلى أحد المحال التي بها كاميرات المراقبة حتى تتمكن من إرشادهم عن هذا الشاب، وأثناء عرض الفيديو صرخت الطفلة بصوت عال "هو ده يا عموا اللى كان بيجرى"، وبسؤال الأهالي المنطقة للتعرف عليه، تبين أنه «م.ع»، ١٨ سنة، يعمل في جمع القمامة بالمنطقة.

الشذوذ الجنسى
بتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة تمكن رجال المباحث من ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر أنه تعرف على الضحية أثناء جمعه القمامة بمنطقة الخصوص عقب شراء علبة سجائر منه، توجهت معه إلى شقته قبل وقوع الحادث بساعة، مدعيا أنه أثناء تواجده داخل الشقة طلب المجنى عليه منه ممارسة الشذوذ الجنسي، وعندما رفض نشبت بينهما مشادة كلامية فقام بخنقه بفوطة حتى فارق الحياة، ثم أشعل النيران به لإبعاد أي شبهة عنه ثم فر هاربا.


"فيتو" انتقلت إلى مكان الواقعة بشارع مية النار بمنطقة ميدان أبو سعدة في الخصوص جنوب القليوبية، ورصدت مسرح الجريمة التي أدمت قلوب أهل المنطقة.

أثناء دخولنا الشارع، والسير فيه لاحظنا صمتا رهيبا يعم المنطقة، وبالقرب من مسرح الجريمة يجلس مسن وزوجته على عتبة باب منزلهما اقتربنا منهما لسؤالهما عن الواقعة، وبدأ المسن "محمود" يسرد تفاصيل الحادث..

حريق بشقة
وقال: «المجني عليه استأجر الشقة من 7 شهور، وكان يخرج من الساعة الثامنة صباحا ويعود في السابعة مساء، ليس له اختلاط مع أحد، إنسان في حالة، ويوم الحادث، أثناء جلوسي مع أسرتي لمشاهدة التليفزيون، سمعنا صوت صراخ، توجهت إلى الشباك لمعرفة مصدر الصراخ، وشاهدنا دخانا يتصاعد من شقة بالطابق الأرضي إلى الأعلى وأم مريم بتصرخ قائلة: "الحقونى حريق حريق".

اشتعال النيران
وتابع "محمود" جار المجنى عليه:"ابني نزل مسرعا إلى متوجها إلى مكان الحريق، لقي باب الشقة مفتوحا، دخل الشقة لإخراج أنبوبة البوتاجاز، قبل أن تنفجر وتصيب البيوت المجاورة، وعقب إخراج الأنبوبة وجد النيران مشتعلة بجسد المجني عليه، وتمكن هو وآخرون في إخمادها لكن كانت الجثة تفحمت، كل أهالي المنطقة كانت في حالة رعب وخوف شديد من النيران، ولكنهم اتصدموا لما عرفوا أن جثة "زكريا" بائع السجائر متفحمة".


وأضاف، أن المجنى عليه ليس له أصدقاء ولا أحد يتردد عليه، وقبل الحادث بأيام بدأ المتهم يتردد عليه، وأن كاميرات المراقبة كشفته، مردفا:"القتل كان بدافع السرقة وليس كما يدعى الجاني، هذا الكلام لا يعقل وحسبى الله ونعم الوكيل ربنا ينتقم منه".

دخان
وعلى الجانب الآخر، وعلى بعد 5 أمتار من مسرح الجريمة تجلس "أم مريم" على كرسي بلاستيك أمام محل بقالة، وبسؤالها عن تفاصيل الحادث قالت «الحادث لم يستغرق أكثر من ساعة تقريبا، عند وصول المجنى عليه إلى منزله في تمام الساعة السابعة مساء يوم الأربعاء الماضى، وبصحبته المتهم، لم يمر سوى ساعة أخبرتني طفلة كانت تشترى حلوى مني أن دخانا يخرج من شباك عم زكريا، وعندما شفت الدخان صرخت بأعلى صوتى مستنجدة بأهالي المنطقة».


كيس بلاستيك
وأضافت، أن شباب المنطقة أخمدوا الحريق وعثروا على جثة الضحية متفحمة، وحضر رجال المباحث، وعرفت من الشرطة أنه المتهم مخنوق ومكتوف الأيدي، مشيرة إلى أن الطفلة أخبرت الشرطة أن هناك شخصا خرج من الشقة يجرى وبحوزته "كيس بلاستيك أسود" وبتفريغ كاميرا مراقبة أحد المحال بالمنطقة تعرفت الطفلة على المتهم، وتمكنوا من القبض عليه.

لأداء العمرة
وتابعت:"نجل المجنى عليه أخبرها أن والده سحب من تحويشة عمره من البنك نحو 20 ألف جنيه كان رايح يقدم علشان يطلع عمره ويزور بيت ربنا، لكن المتهم سرقه وخنقه ولكى يبعد الشبه عنه أشعل النيران كى تكون حادث حريق".

واستطردت:"المتهم ادعى أن المجني عليه طلب ممارسة الشذوذ فخنقه بفوطة وأشعل النيران به، ليهرب من عقوبة الإعدام وتبقى قضية دفاع عن النفس، ربنا يسامحه قتل القتيل وعايز يشوه سمعته بعد ما مات".


بداية الواقعة
كان قسم شرطة الخصوص، تلقى بلاغا من الأهالي يفيد بنشوب حريق داخل شقة "زكريا" 70 سنة، بائع سجائر بالدور الأرضى، بشارع مية النار دائرة القسم، على الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ، وبالبحث تبين وجود جثة المجنى عليه متفحمة تم نقلها إلى مشرحة بنها.

وبإجراء التحريات وفحص الكاميرات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة "م.ع"، 18 سنة، بتقنين الإجراءات وإعداد عدة أكمنة تمكن رجال المباحث من ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة.

اعترافات المتهم
واعترف المتهم أمام رجال المباحث، أنه تعرف على الضحية من عدة أيام أثناء شراء علبة سجائر، مضيفا أنه أثناء تواجده داخل شقة الضحية، طلب منه ممارسة الشذوذ فنشبت بينهما مشادة كلامية فخنقه وكتف يديه وأشعل النيران به حتى يكون حادثا طبيعيا ثم فر هاربا.

تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق، التي أمرت بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.
الجريدة الرسمية