رئيس التحرير
عصام كامل

سيدي يا رسول الله


سيدي يا أبا القاسم يا من أرسله الله رحمة للعالمين، ويا من بعثه الله هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إليه تعالى بإذنه وسراجا منيرا، ويا من أنار الله به الدنيا وكشف به الغمة وأنجلى به الظلام وأخرج به العباد من ظلمات وضلالات الشرك إلى أنوار التوحيد، ويا من بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها ألا هالك.


ويا من جاءنا بالمكارم والقيم والفضائل والمحامد، ويا من نظم الله به الشرائع فأقيمت الاستقامة والحدود والقواعد. سيدي يا رسول الله.. يا من كملك وجملك وحلاك ربك ومولاك... يا عين الكمال ومنبعه ويا من شرفت به البشرية وسعد به الكون بعوالمه ويا من أيده الله تعالى بالمعجزات وخصه بأعظم الكرامات وأعلى وأسمى المقامات.. سيدي يا رسول الله..

يا من بلغ العلا بكماله وكشف الدجى بنوره واستقامت الحياة بهديه وشريعته الغراء.. ويا من وطأ بقدمه الشريفة بساط أنس ربه ومولاه جل علاه، ويا من صلى عليك الله وملائكته الأطهار.. ويا من وصفه ربه في قرآنه بالنور.. لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين.. ويا من كان خلقه القرآن قرآنا يمشي على الأرض ويا من ترجم القرآن الكريم بكل ما تضمنه وحَواه من القيم الإنسانية والمكارم والفضائل والمحاسن الأخلاقية في قوله وعمله وفعله وسلوكه..

ويا من كان نطقه ذكرا وصمته فكرا ونظره عبرة.. سيدي يا رسول الله يا من وصفك ربك ومولاك بقوله تعالى.. وإنك لعلى خلق عظيم.. وقوله سبحانه.. بالمؤمنين رءوف رحيم.. وقوله عز وجل.. وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.. وقوله جل وعلا.. يا أيها النبي إنا إرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا..

سيدي يا رسول الله يا من جعل الله طاعتك طاعة له سبحانه واتباعك طاعة له سبحانه فقال عز وجل.. وأطيعوا الله والرسول.. وقال سبحانه.. فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله.. وقال تبارك في علاه.. قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم.. والآيات الدالة على ذلك كثيرة بين طيات كتاب الله وقرآنه سيدي يا رسول..

إن كل قول وثناء في حق قدرك نقص وبهتان والعجب كل العجب من مرضى القلوب وعمى الأبصار الذين يقولون.. أنتم تبالغون في الثناء عليك.. من في الوجود والكون كله علم قدرك العظيم حتى يعطيك فوقه والله تعالى يصفك فيقول: "وإنك لعلى خلق عظيم".. وحضرتك قلت: "لا يعرف قدري إلا ربي"..

والعجب أيضا كل العجب ممن ينكرون فرحنا بك واحتفائنا بذكرى يوم مولدك الكريم.. فكيف لا نحتفي ونفرح ونقيم الموائد والزينة والأفراح بمن أرسل إلينا من الله تعالى نعمة وفضلا ورحمة.. وكيف لا نفرح ونسعد ونبتهج ونحتفي بمن عرفنا بالله وبقيمة الإنسان ووقف حائلا بيننا وبين النار..

وكيف لا نفرح ونحتفي بمن وقف باكيا يوما شفقة وخوفا وحرصا منه علينا بين يدي ربه ومولاه وهو يقول: "ربي.. شغلني أمر أمتي في الآخرة".. فأجابه عز وجل: "يا حبيبي يا محمد لإن شئت لجعلت أمر أمتك في الآخرة لك لفعلت".. فقال المتأدب بالآداب الربانية المتخلق بالأخلاق القرآنية: "اللهم إنك أرحم بأمتي مني".. فأجابه سبحانه وتعالى: "وعزتي وجلالي لن أحزنك في أمتك.. فإني قسمت يوم القيامة بيني وبينك. فأنت تقول ربي أمتي. أمتي. أمتي.. وأنا أقول لك.. رحمتي رحمتي. رحمتي"..

سيدي يا رسول الله، يجهل الكثير منا كيفية الاحتفال بك وقد قصر الأمر على إقامة الأفراح والموائد والزينة وعقد مجالس العلم والذكر وهذا شيء جميل وأمر حسن وفعل طيب وفيه مرضاة لله تعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام. لكن ينقصنا ما يجعل الله ويجعلك فرحين بنا وهو الرجوع إلى هديك القويم وإحياء سنتك الرشيدة والتخلق بأخلاقك الكريمة العظيمة، وأن نعود إلى القيم الإنسانية النبيلة والمكارم الفاضلة الحميدة التي جئتنا بها وأمرتنا بها وكنت فاعلا لها من قبل ذلك.

نعم هذا هو الاحتفال الحقيقي الذي يفرح الله تعالى ويسعدك يا سيدي يا رسول الله ونسعد نحن به في الدنيا والآخرة. وفي الختام أسأل الله تعالى أن يكشف الغمة عن الأمة وأن يردها إليه تعالى إلى طاعته والإخلاص في عبادته واتباع سنة وهدي رسوله الكريم صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأسأله عز وجل أن يرد كيد الكائدين ويجعله في نحورهم وأن يسلم البلاد والعباد من كل شر وسوء.. سيدي يا رسول الله عليك صلاة الله وسلامه وعلى آلك الأطهار وصحبه الكرام.
الجريدة الرسمية