رئيس التحرير
عصام كامل

«يويا وتويا».. أيقونة المتحف المصري تتسلم الراية من توت عنخ آمون

فيتو

قالت صباح عبد الرازق مدير عام المتحف المصري بالتحرير، إن مقبرة يويا وتويا التي تم عرض نحو 200 قطعة من آثارهما بالمتحف تعويضا لآثار توت عنخ آمون التي تم نقلها للمتحف الكبير، تم الكشف عنها عام ١٩٠٥م أي قبل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون بما يقرب من سبعة عشر عام، وهي المقبرة رقم ٤٦، و"يويا وتويا" هما والدا الملكة تي زوجة الملك العظيم أمنحتب الثالث، وجد وجدة الملك أخناتون، وقد حظي كل منهما على مكانة رفيعة خولت نحت مقبرتهما في وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، هذا المكان الذي كان مخصصًا فقط لمقابر الملوك.


وتظهر أسماء الزوجين يويا وتويا، اللذين ينتميان للعائلة الملكية، على العديد من آثار المقبرة، كما ذُكرا بصفتهما أبوي الملكة تي في نقوش جعرانين تذكاريين من عهد الملك أمنحتب الثالث، وتعود أصول يويا إلى مدينة أخميم، حيث كان ينتمي إلى طبقة النبلاء وكان أحد كبار رجال الجيش، فضلًا عن عمله كاهنًا للإله مين المعبود الرئيسي في أخميم، كما شغل عدة مناصب مهمة في القصر، مثل المشرف على الخيول، وقد يشير لقبه "والد الإله" إلى دوره المتميز بصفته حما الملك.

كما حملت تويا العديد من الألقاب الدينية، فضلًا عن لقب "الأم الملكية للزوجة العظيمة للملك"، وهو اللقب الذي اعتزت به كثيرًا، وسجلته مرارًا وتكرارًا على توابيتها ومقتنياتها، وبالإضافة إلى الملكة تي أنجب يويا وثويا ابنًا يُدعى عنن، كان يشغل منصب الكاهن الثاني لآمون.

وتعد مقبرة يويا وتويا من أجمل المقابر التي تم اكتشافها لما تحتويه من كنوز عظيمة تعبر عن الحياة اليومية لهما مثل العجلة الحربية ليويا والأسرة والكراسي وصناديق حفظ الحلي المصنوعة من الخشب المذهب والمطعم من الفيانس والعاج والأبنوس، واوانى من الالباستر والحجر والحجر الجيري الملون، كما احتوت أيضًا على مومياء كلا من يويا وتويا في حالة جيدة من الحفظ والتوابيت الداخلية والخارجية لهما، والاقنعه الخاصة بهما وهي مصنوعة من الكارتوناج المذهب والمطعم بالأحجار الكريمة، كما تم العثور على صناديق وأوانى الأحشاء وتماثيل أوشابتى، واطول برديج في مصر ويبلغ طولها ٢٠ مترا، وهي البردية الخاصة ليويا ومكتوب عليها كتاب الموتي.

ويويا من الأسرة الثامنة عشر وكان يشغل منصب رفيع في الدولة، تزوج يويا من تويا التي كان والدها كاهن الآلة مين وأمها كانت وصيفة في القصر والمشرفة على الملابس في البلاط الملكى، وكانت تحمل عدد من الألقاب مثل الوصيفة الملكية ومغنية الإله آمون والأم الملكية لزوج الملك العظيمة، أنجب يويا وتويا الملكة تيي التي أصبحت الزوجة الملكية لأمنحتب الثالث تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشر، كما أنجب يويا أيضا أبن يسمى آنن ذكر اسمه على تابوت والدته تويا، ويعتقد أن ليويا ابن آخر هو آى الذي أصبح ملكا وتولى الحكم بعد توت عنخ آمون وكان يحمل نفس الألقاب التي حملها يويا ولكن لا يوجد دليل قوى يؤكد هذه الافتراضات.

أصله
جاء يويا من مدينة أخميم ويعتقد أنه كان ذو مكانة فيها وصاحب أملاك، لم يتم التعرف بدقة على أصول يويا ولكن يظهر من الأبحاث التي أجريت على موميائه أن قامته كانت أطول من الطول العادي ويري خبير التشريح إليوت سميث الذي فحص موميائه، أن تكوينه الخارجي لم يكن مشابه للتكوين المعروف للمصريين بالأضافه إلى ملامح وجهه ومما يعزز هذا التوجه اسمه الذي يعتبر غريبا عن أسماء المصريين، وتحنيط مومياء يويا من أفضل حالات التحنيط حيث لم تصب مومياؤه كسور أو تحلل، ويعتقد الكثير من علماء المصريات أنه من أصول أجنبية عن المصريين بينما زوجته فهي من أصول مصرية.

ووجد اسم يويا مذكورا بطرق متعددة كما أشار جاستون ماسبيرو في كتاب تيودور ديفيز (مقبرة يويا وتويا) عام 1907م منها: يويا، يو، يايا، يى آى، يوى، يايى، وهذا شيء غريب أن يوجد شخص يمكن كتابة اسمه بهذه الطرق الكثيرة.

ويعتقد أنه ربما ترجع أصول يويا إلى بلاد متني وقد بنى هذا الأفتراض على أساس لقب يويا وكيل الملك للعجلات، فلم تكن العجلات معروفة في مصر حيث جاءت إليها من آسيا، كما يعتقد أيضا أنه كان أخا للملكة موت مويا زوجة الملك أمنحتب الثالث والتي ربما كان أصلها يرجع أيضا إلى بلاد متنى ولكن هذا الفرض لا يوجد أي شيء يدعمه نظرا لعدم معرفة الكثير عن حياة الملكة موت مويا.

كما يعتقد أيضا بما أن يويا أتى من مصر العليا فربما يكون من الذين هاجروا أحد القبائل الآسيوية التي كانت خاضعة للملكة المصرية أو من العبيد الذين أصبحوا ذوي شأن في مدينة أخميم، وهناك نظرية يرى فيها باحث وعالم المصريات الدكتور أحمد عثمان أن يويا هو نفسه النبى يوسف وقد نشر كتابا بعنوان (غريب في وادى الملوك) تناول فيه هذه النظرية.

ألقابه
عمل يويا كمستشار للملك أمنحتب الثالث وكان يحمل العديد من الألقاب منها: أبا الإله (الفرعون)، الأب المقدس لسيد الأرضين، حامل ختم ملك الوجه البحرى، وكيل الملك للعجلات، الأمير الوراثي، وفم ملك الوجه القبلى وأذنا ملك الوجه البحرى، الممدوح كثيرا في بيت الفرعون، والمشرف على ثيران الآلة آمون.

مقبرته
تم العثور على مقبرة يويا عام 1905 في وادي الملوك بطيبة بالمقبرة رقم 46 بواسطة تيودور ديفيز وحضر الكشف عنها جاستون ماسبيرو الذي كان يشغل منصب مدير المتحف المصري، وقد وجدت مومياء يويا داخل ثلاثة توابيت أحدهما داخل الآخر بالإضافة إلى تابوت زوجته تويا وعدد من التماثيل والأواني وثلاث كراسي خشبية وسريرين وعجلة حربية وقد نقلت محتويات المقبرة إلى المتحف المصري.
الجريدة الرسمية