رئيس التحرير
عصام كامل

صراع الديوك.. دراما سياسية في الاحتلال الإسرائيلي

أفيجدور ليبرمان
أفيجدور ليبرمان

لا زالت تداعيات استقالة وزير الجيش الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، تخييم حتى اللحظة بظلالها على المشهد في إسرائيل، وتؤثر على سير حركة حكومة الاحتلال، برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يواجه مأزق التأرجح بين الرضوح لابتزاز بعض وزراء حكومته أو اللجوء إلى الانتخابات المبكرة، هذا فضلًا عن أن هذه الاستقالة كشفت أيضًا عن هشاشة الاحتلال ومخاوفه من حركة حماس.


آخر تداعيات استقالة ليبرمان ما تجلى صباح اليوم، الأحد، من حالة تخبط في حكومة نتنياهو، الذي ألغى جلسة رؤساء كتل الائتلاف الحكومي وجلسة وزراء الليكود المقررة اليوم، وهو ما يرجح بإمكانية إعلانه اليوم عن انتخابات مبكرة.

دراما سياسية

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم، الأحد، وصفت المشهد بأنه دراما سياسية في إسرائيل، مشيرة إلى أن "أن نتنياهو ألغى الاجتماع مع وزير المالية موشي كحلون وكذلك وزير التعليم نفتالي بينت، الذي ابتز نتنياهو واشترط الحصول على حقيبة ليبرمان، خاصة أن كل من كحلون وبينت عارضا فكرة الحكومة الضيقة، وتحدث الاثنان في نهاية المطاف عن عدم إمكانية نجاة الحكومة عبر 56 عضو كنيست من أصل 120، بعد انسحاب كتلة حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيجدور ليبرمان من الائتلاف، ويرى مراقبون أن الأمور تسير نحو انتخابات مبكرة للكنيست قد تتم في الربيع المقبل، في الوقت الذي وجهت فيه الأحزاب اليمينية أصابع الاتهام نحو ليبرمان بعد استقالته وفرط عقد الائتلاف الحكومي، وباتت حكومة الاحتلال على حافة الانهيار.

الرعب من حماس

اللافت أن الاستقالة كشفت عن حقائق عدة عن الاحتلال الذي يتباهى بأسطورته التكولوجية، وهو أن يشعر بالرعب من حركة حماس، ورغم أن مر نحو أسبوعين على التصعيد الأخير بين حماس وإسرائيل، إلا أن الإسرائيليين منشغولين حتى اللحظة في تحليل ومراقبة تبعاتها، والتي كان من بينها الاستقالة، ومن أبرز ما أسفرت عنه أن بينت عجز القيادة أمام الشعب، وفقًا لما ورد في الإعلام الإسرائيلي.

ويؤكد ذلك حديث رئيس السابق لجهاز الأمن العام الشاباك، يورام كوهين، الذي قال: إن إسرائيل لم توجه ضربة قوية وهذا معناه أننا نخاف أكثر من اللازم، إلى جانب أن إسرائيل لديها حالة من الرعب، إذ تخشى من خوض مواجهة عسكرية أمام حماس، وأرجع عدم الرد الإسرائيلي على حماس إلى بعض الأسباب العملياتية أو الاستخبارية أو أحوال الطقس، ولكنه يتمنى أن تجبر إسرائيل حماس على أن تدفع ثمنًا باهظًا في الجولة المقبلة.

تطورات الصراع

أزمة الصراع ازدادت حدة اليوم بدخول الوزيرة الإسرائيلية اييلت شاكيد من حزب البيت اليهودي على خط الأزمة، والتي بدورها وصفت الحكومة الحالية بأنها لم تعد يمينية، مصرة على إسناد حقيقة ليبرمان لـ زعيم الحزب بينت وهو ما يرفضه نتنياهو ويعتبره ابتزاز سياسي، وبالتوازي تقدمت كتلة إسرائيل بيتنا صباح اليوم بمشروع قانون لحل الكنيست، وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فإن أحزابا أخرى في المعارضة قد تقدمت بمشاريع قوانين مماثلة الأسبوع الماضي.

كرسي الحكم

من جانبه، أكد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي المستقيل، أفيجدور ليبرمان، اليوم الأحد، أن هناك شخصيات غير مسئولة تطمح للوصول إلى كرسي الحكم، وأضاف ليبرمان في حديث مع إذاعة الجيش نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية: "نقلت الحكومة الإسرائيلية الأموال إلى حماس، وقررت وقف إطلاق النار.. هذان القراران لا يجوز لدولة إسرائيل اتخاذهما، ولهذا قررت الاستقالة".

ويتشكل الائتلاف الحكومي اليميني الحالي من كل من حزب الليكود بزعامة نتنياهو ولديه 30 مقعدا في الكنيست، حزب كولانو بزعامة وزير المالية موشي كحلون "10 مقاعد"، حزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت "8 مقاعد"، حزب شاس المتدين "7 مقاعد"، حزب يهدوت هتورا المتشدد دينيا ولديه 8 مقاعد، بالإضافة إلى حزب "يسرائيل بيتينو" ولديه 5 أعضاء في الكنيست، ومع انسحاب ليبرمان من الائتلاف الحكومي، يبقى لنتنياهو أغلبية داخل البرلمان لكن هذا الائتلاف الهش لن يصمد طويلا على خلفية تهديدات ودعوات مستمرة من قطبي الائتلاف "كولانو" و"البيت اليهودي" لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
الجريدة الرسمية