السيسي يزور إيطاليا للمرة الثانية.. يشارك في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي.. تطور كبير في العلاقات السياسية بين القاهرة وروما.. والاقتصاد لم يتأثر بأي أزمات أو اختلاف

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الإثنين، إلى إيطاليا في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين للمشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي، بمدينة باليرمو، تلبيةً لدعوة من رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي.

وتلقى الرئيس السيسي، السبت الماضي، اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، حيث تم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطرق الزعيمان إلى الملفات الإقليمية وعلى رأسها الوضع في ليبيا.

توحيد الأطراف السياسية
وتسعى محادثات باليرمو إلى إعادة توحيد الأطراف السياسية الفاعلة الأساسية في الأزمة وهي رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة فايز السراج، والمشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الأعلى للدولة في غرب ليبيا خالد المشري، وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب المتمركز في شرق البلاد.

وتعد هذه الزيارة الثانية للرئيس السيسي حيث قام الرئيس في 24 نوفمبر 2014 بزيارة إلى إيطاليا أجرى خلالها سلسلة من الاجتماعات المهمة مع الرئيس الإيطالي "جورجيو نابوليتانو" و"بييترو جراسو"، رئيس مجلس الشيوخ، ورئيس الوزراء الإيطالي "ماتيو رينزي" تم خلالها التأكيد على الدعم الكامل لمصر من خلال دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومواصلة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وعلى صعيد توضيح موقف مصر في إطار الاتحاد الأوروبي وحشد المساندة الأوروبية سياسيًا واقتصاديًا لمصر خلال الفترة المقبلة.

ودعا الرئيس خلالها إلى زيادة السياحة الإيطالية لمصر والعمل على عودتها إلى معدلاتها السابقة، كما تم بحث التعاون في العديد من المجالات كالطاقة ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.

وجرى الإعلان خلال المؤتمر الصحفى بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء إيطاليا عن اتفاق الجانبين على عقد اجتماع قمة سنويًا لزيادة التنسيق والتشاور، بالإضافة إلى زيارة وفد اقتصادي إيطالي لمصر خلال شهر فبراير 2015 لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والمشاركة في عدد من المشروعات المهمة.


وترصد "فيتو" أبرز المحطات في العلاقات المصرية الإيطالية:

1 - شهدت العلاقات السياسية والزيارات الرسمية بين مصر وإيطاليا تطورا كبيرًا بعد ثورة 30 يونيو وكانت الحكومة الإيطالية تدعم خارطة الطريق التي نفذتها مصر بعد 30 يونيو.

2 - تدعم الحكومة الإيطالية مصر في حربها ضد الإرهاب الذي تفشى في العديد من الدول المجاورة، خاصة ليبيا.

3 - يعد الموقف بشأن الوضع في ليبيا على درجة عالية من التوافق حيث إن الدولتين تتأثران بما يجرى في ليبيا وتعملان على دعم جهود بناء الدولة الليبية ومنع سقوطها بيد الإرهابيين.

4 - أعادت إيطاليا سفيرها لدى القاهرة بعد أن أثبتت الأيام والأحداث صواب الموقف المصرى بضرورة عدم الربط بين التحقيقات في حادث مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجينى وبين العلاقات التاريخية بين مصر وإيطاليا.

5 - جاء قرار عودة السفير الإيطالي ليؤكد صحة المساعي الدبلوماسية المصرية التي قامت بجهود حثيثة لوضع القضية في مسارها الصحيح ولأن إيطاليا تعلم جيدا مكانة مصر في المنطقة والأدوار المهمة التي تقوم بها في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ونظرا لعمق العلاقات التي تربط بين الدولتين والتي تشهد تطورا كبيرا خاصة في الجانب الاقتصادي كان من الطبيعى أن تعيد روما سفيرها إلى القاهرة.

كما قدم السفير هشام بدر أوراق اعتماده للرئيس الإيطالى سيرجيو ماتريلا ليتسلم مهام عمله سفيرا لدى روما بعد ما يقرب من أسبوع على عودة السفير الإيطالي جيامباولو كانتينى.

كما ترصد "فيتو" أبرز المعلومات عن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا:

1 - العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيطاليا لم تتأثر بأى أزمات أو اختلاف وجهات النظر في بعض القضايا.

2 - تعد إيطاليا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر على مستوى دول الاتحاد الأوروبي حيث ارتفعت صادرات مصر غير البترولية إلى السوق الإيطالى خلال الربع الأول من عام 2017 بنسبة 39% لتصل إلى 367 مليون يورو مقارنة بنحو 264 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2016.

3 - حققت معدلات التبادل التجارى بين مصر وإيطاليا زيادة كبيرة خلال الربع الأول من عام 2017 بنسبة بلغت 30%، حيث ارتفع حجم التجارة البينية بين البلدين إلى 1.3 مليار يورو مقابل مليار يورو خلال نفس الفترة من عام 2016.

4 - جاء الحديد والألومنيوم والأسمدة والميثانول والبلاستيك والمولاس والخضراوات الطازجة مثل الخرشوف والبطاطس والخس وكذلك الخضراوات المحفوظة على رأس الصادرات المصرية إلى السوق الإيطالي.

5 - تبدى إيطاليا اهتماما كبيرا بالكثير من المشروعات داخل مصر من خلال مشاركتها في تنفيذ الكثير من المشروعات القومية الكبرى التي تستهدف الحكومة المصرية تنفيذها، خصوصا في إطار تنمية محور قناة السويس إلى جانب مشروعات في مجال البتروكيماويات ومكونات السيارات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

6 - بلغ عدد الشركات الإيطالية التي تعمل في مصر 1052 شركة تساهم في رأس المال المصدر بقيمة 1.675 مليار دولار منها ٣٥٩ شركة بالقطاع الخدمي، و٣١٠ شركات بالقطاع الصناعي، و١٣ شركة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

7 - تتوزع الاستثمارات الإيطالية في مصر على عدة مجالات، منها نحو 1.5 مليار دولار تخص أكثر من 900 شركة، في مجالات الصناعة والخدمات والتمويل وتكنولوجيا المعلومات والمقاولات والزراعة بشكل رئيسى، إلى جانب الاستثمارات في مجالات الغاز، والتي تشمل شركتى "إينى" المشاركة في اكتشاف حقل "ظهر"، وشركة "إديسون" في منطقة أبو قير، بما يصل بحجم الاستثمارات الإجمالي إلى نحو 9 مليارات دولار.