رئيس التحرير
عصام كامل

«الهلال» تكشف غراميات أحمد لطفي السيد

فيتو

في مجلة الهلال عام 1962 وتحت عنوان (غراميات أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد مع الآنسة مى) كتبت المجلة تقول:


تعرف المفكر أحمد لطفى السيد بالآنسة مي عام 1911، وكان في بيروت، وحينما عاد إلى مصر أرسلت إليه الآنسة مى روايتها (ابتسامات ودموع) التي ترجمتها من الألمانية إلى العربية، وكانت حينئذ تنشر مقالاتها في جريدة المحروسة التي يمتلكها والدها.

وشغلت مى قلب وفكر الأستاذ الكبير وهى كانت تكن له كل احترام، واستمرت الصداقة بينهما حتى عام 1921 وكتب لها الأستاذ مجموعة من الرسائل العاطفية.

وفى عام 1913 سافر لطفى السيد إلى الإسكندرية ومع نسمات الإسكندرية اشتاق إلى رؤية مى فأرسل اليها يقول فيها: سيدتى مضى أسبوع كامل يوم كنت عندكم، وما كان من عادتى أن أغيب عنك أكثر من أسبوع إلا أنه يدفعنى الشوق إلى حديثك الحلو وأفكارك الممتعة.

أذكرك دائما كلما هبت نسمات البحر وكلما جلست على شط البحر اتمشى وسط اصحابى، أذكرك كلما خطر ببالى النظر إلى حال المرأة الشرقية ومستقبلها، وعلى من تستطيع أن تعتمد في المساعدة على انتقالها إلى الأفق الذي ترجوه.

أذكرك كلما هاج البحر والفت عقلى إلى مظهر الغضب في وجه الطبيعة الباسم، أذكرك كل وقت ولا أجرؤ أن أكتب إليك إلا في ميعاد الزيارة لكيلا أضطرك مكرهة بتقاليد الأدب أن تردى الكتابة كلما كتبت إليك.

على أنى أعرف أن غيرى لم تراسلى، وقد يضيق وقتك عن العطف عليهم إذا طلبت أنا أكثر مما يخص كل فرد غيرى.

وردت عليه مى زيادة في رسالة قالت فيها: أنت من نفسى أقرب من أن تناديك، جاءنى كتابك فشممته مليا وقرأته هنيئا مريئا.

فرد عليها أستاذ الجيل في رسالة تقول: أجناية منى أن أتحدث بهذه النغمة؟، إلا أن الأرواح أيضا غذاء يتنزل عليها من مكان اسمى من مكانها العادي، وهزة تأخذها حين تتقابل جاذبيتها، ولعل ذلك هو سر السعادة الإنسانية التي يلتمسها الناس فلا يعرفون طريقها.
الجريدة الرسمية