رئيس التحرير
عصام كامل

هند رستم تعترف: أنا حرامية الكاميرا

فيتو

في مجلة الكواكب عام 1966 كتبت الفنانة هند رستم (ولدت في 12 نوفمبر 1931، ورحلت عام 2011) مقالا قالت فيه:
كثيرا ما أقوم بنقد نفسى بعد كل عمل أقدمه، وأقول لنفسى كنت جيدة هنا، وكنت نص نص هنا، وهناك أفلام أغير المحطة كى لا أشاهدها لأننى لا أحب رؤيتها مجددا، وهذه الأفلام قد أكون قدمتها لغرض ما إما مجاملة مثل مجاملة المنتج جمال الليثى في فيلم "إشاعة حب"، أو من أجل المال، لأنه في فترات كان يهمنى المال من أجل الاهتمام بالمظهر ولأن مصاريف الفنان كبيرة.

وقد وصفنى النقاد بأنى حرامية الكاميرا لأننى كنت واعية تماما للممثل الذي يقف أمامى لأنه ببساطة ممكن يسرق منى الحوار والكاميرا.
وأذكر موقفا حدث لى مع الفنان الكبير محمود المليجى في فيلم كان من إخراج حسن الإمام، وكنا نقف في مشهد طويل والمفروض أن هناك حوارا بينى وبينه أنا أتحدث وهو يسمعنى.
وبعد أن بدأنا التصوير وبدأت في الكلام وإذا بمحمود المليجى ونحن نمشى في الصالة يأخذ وردة من الفازة وأخذ يقطع أوراقها، لأنه وجد نفسه لا يقول شيئا في المشهد.. فقد أحب أن يسرق منى الكاميرا.
وبسرعة خطفت منه الوردة وقلت له من خلال المشهد ودون أن أوقف التصوير "لما أتكلم تسمعنى"، وأكملت بقية الحوار دون الخروج على النص وسرقت منه الكاميرا مرة أخرى.

وبعد أن قال حسن الإمام استوب تركت الإستوديو وخرجت سريعا خوفا من محمود المليجى.. الذي لحقنى وهو يقول لى "هتقفى يعنى هاتقفى" وكان يتحدث بلهجة حادة لدرجة أنه رعبنى إلى أن توقفت فاقترب منى وقبلنى وقال لى: برافو عليك إنك صاحية للى قدامك.

وكان هذا الدرس كنت قد تعلمته من حسن الإمام وهو كيف أجعل نفسى محورا وأسرق الكاميرا من كل من حولى.
أيضا تعلمت من الفنان حسين رياض دروسا كثيرة، فقد كان شيئا كبيرا بالنسبة لى، وكان أول درس في فيلم "بنات الليل" مع حسن الإمام أيضا.
أذكر أننى كنت خائفة من الوقوف أمامه وأخبرت حسن الإمام بذلك الذي قام بدوره بإخبار حسين رياض أنى خائفة منه، وكانت المشاهد بيننا كثيرة وطويلة.
وأثناء التصوير وفى عز انفعالى بالمشهد وجدت يد حسين رياض تمتد لى وتشدنى إلى مكانى الأصلي دون أن أعرف السبب.
وفجأة قال حسن الإمام ستوب، قال لى أنا شديتك ورجعتك لأنك خرجت من نورك.. ويقصد الإضاءة الخاصة بنا، فقد خاف الأستاذ ألا أظهر في أعمال جديدة بشكل جيد ولأنه أستاذ كبير كان يتنبه إلى كل صغيرة وكبيرة في البلاتوه.
الجريدة الرسمية