رئيس التحرير
عصام كامل

المطرب رامي عبدالله: عانيت من نظرة المجتمع السعودى للموسيقى والغناء باعتبارهما «حرامًا»

فيتو

  • >> هناك عدد كبير من المطربين السعوديين لكن مجتمعاتنا تكتفي بنجوم الصف الأول
  • >> تربيت على المدرسة الطربية لكوكب الشرق والسنباطي وفيروز ووردة منذ صغري
  • >> السعودية بدأت في كسر الحواجز والعزلة الفنية
  • >> أم كلثوم وفيروز مدرستي ومعهدي الخاص للموسيقى 
  • >> ولدت في عائلة فنية.. والدي يغني وأجدادي وأعمامي يحبون الطرب

الفن لا يعرف ما تعنيه كلمة "مستحيل"، وإنما يخرج من رحمها ليعرف عن نفسه بقوة، ويؤكد أنه إحدى الدعائم الأساسية لمواصلة الحياة.. هكذا كانت رحلة المطرب السعودي الشاب رامي عبدالله الذي حاول كسر الحواجز المجتمعية وتناسي ما قد يقوله المجتمع عنه، للانطلاق نحو أمر واحد فحسب، وهو الفن.. في المرة الأولى التي يشارك بها رامي بمهرجان الموسيقى العربية، كان لـ "فيتو" لقاء معه، ليدور الحوار على النحو التالي:

*ما الشعور الذي يخالج نفسك في المرة الأولى التي شاركت بها في مهرجان الموسيقى العربية والوقوف الأول على مسرح الأوبرا ؟
أشعر بمسئولية كبيرة ملقاة على عاتقي، وتتمثل تلك المسئولية في الكيفية التي سأتمكن من خلالها إيصال نفسي وصوتي بالشكل اللائق للجمهور، خاصة وأني المطرب السعودي الوحيد الذي شارك في دورة المهرجان هذا العام.

*ما كواليس مشاركتك ودعوتك لمهرجان الموسيقى العربية؟
تم الاختيار بناء على مشاركتي في مهرجان سوق عكاظ الذي أقيم مؤخرًا في السعودية، حيث كان الحفل بالمشاركة بين وزارة الثقافة المصرية والسعودية، وبناء على تلك المشاركة دعتني دار الأوبرا ووزارة الثقافة للمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية.

وعملت على تقديم أغنية جديدة توضح مدى الترابط بين مصر والسعودية وشعبهم، كلمات وألحان ماجد إبراهيم، وتقول كلماتها: "في السما نجمين ما يختفوا كل العمر.. ما بينهم قلبين حبوا كل العمر.. تاريخ من مجد وكفاح رغم العواصف والرياح.. قصة عراقة وفخر هاذي السعودية ومصر".

*بداياتك الفنية في مجتمع منغلق إلى حد ما.. كيف كانت ؟
ولدت في عائلة فنية، والدي يغني وأجدادي وأعمامي يحبون الطرب، فمن لا يعمل في الفن بعائلتي يكون متذوقا للفن ويمتلك ثقافة موسيقية عالية الجودة، وتربيت بين عائلة تعشق الطرب بامتياز، لذلك اكتشفت موهبتي سريعا بينهم، وكنت دائم المشاركة خلال دراستي الابتدائية والإعدادية في الإذاعات المدرسية التي أثقلت موهبتي من خلال غناء الإنشاد الديني والموشحات، وعملت على أداء الآذان أكثر من مرة، ومن ثم أحببت احتراف الغناء عندما وصلت إلى دراستي الجامعية، فبدأت بالمشاركة في حفلات.

*هل عانيت من نظرة المجتمع السعودي لفنك وموسيقاك ؟
بالطبع دائمًا ما ينظر المجتمع السعودي إلى الموسيقى والغناء على أنه "حرام"، وعانيت كثيرًا من تلك النظرة، ولكني حاولت كسرها من خلال الاستمرار في مواصلة دربي وشغفي، فقناعتي الشخصية تجعلني متأكدا أن الفن ليس بالشيء المحرم، فهو أمر من جماليات الحياة، ولا يمكن لشيء يجعلني سعيدا وأرى نفسي من خلاله أن يكون بالمحرم، الأمر الذي جعلني لا ألتفت كثيرا لما يتداوله العامة والمجتمع من حولي، وأعطاني الدافع الأكبر للمواصلة.

*برأيك.. لماذا توجد ندرة للمطربين السعوديين في الوطن العربي؟
بالطبع المجتمع يضغطنا، ولكن على الرغم من ذلك هناك عدد لا يستهان به من المطربين السعوديين، إلا أن مجتمعاتنا تكتفي بالأسماء الكبيرة ونجوم الصف الأول، على الرغم من أنه في الفترة الأخيرة سطع نجم عدد كبير من المطربين السعوديين الشباب الذين يحاولون كسر الحواجز المجتمعية وتقديم إبداعاتهم وفنهم بالطريقة التي تليق باسمهم واسم السعودية ودول الخليج، إلا أن الأضواء ما زالت غير مسلطة عليهم بالشكل الكافي الذي يمكنهم من الانطلاق عربيًا وعالميًا.

*يقال دائمًا إنك أفضل من غنيت لأم كلثوم في الخليج.. فما سر ارتباطك بكوكب الشرق ؟
من صغري تربيت على المدرسة الطربية لأم كلثوم ورياض السنباطي وفيروز ووردة، واستماعي وحبي لهم علمني الكثير، خاصة أننا لا نمتلك في السعودية أي معاهد للموسيقى، لذا لا يمكنك تعلم الموسيقى سوى من أغاني المطربين أنفسهم، وجذبتني السيدة أم كلثوم ومدرستها كثيرًا وأضافت لي بعدا فنيا عميقا في نفسي، أحاول استثماره ومحاكاة ماتقدمه كوكب الشرق، فلا أدعي أنني المطرب الذي يغني لأم كلثوم بالخليج، وإنما أحاكي ما قدمته بطريقتي الخاصة.

*هل يمكن القول إن السعودية بدأت في الخروج من عزلتها الفنية؟
بالطبع، السعودية تحاول في الوقت الحالي الخروج من عزلتها الفنية وأتمنى إتمام هذه الخطوات التي كانت موفقة للغاية على النحو المطلوب، وتلك الخطوات بالطبع انعكست علينا كجيل شاب موهوب، حيث بدأنا في إخراج مواهبنا الفنية لنصل بها إلى النور، وعلى الرغم من أننا لم نصل إلى النور بالشكل الكامل، إلا أننا نحاول ذلك من خلال كسر القوالب المجتمعية التي لطالما حجمتنا، لإظهار ما نمتلكه من موسيقى وفن وطرب ومواهب عدة أخرى.

*تعمل حاليًا على إعداد ألبوم غنائي.. احكِ لنا كواليس هذا الألبوم ؟
أعمل حاليًا على إعداد ألبوم غنائي جديد بالتعاون مع شركة روتانا للإنتاج الفني، وقد سجلت مجموعة من أغانيه بالفعل في استوديوهات الشركة بالقاهرة، ونعمل في الوقت الحالي على استكمال مراحل إعداده.

ويضم الألبوم مجموعة من الأغنيات التي تنتمي للموسيقى الخليجية والأغاني الشبابية الجديدة، وعلى الرغم من كوني أميل للون الطربي أكثر إلا أن الانطلاقة لابد لها أن تكون على هذا النحو لتحقيق أكبر قدر من النجاح وبناء قاعدة جماهيرية بين جيل الشباب.
الجريدة الرسمية