رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدير «عمليات مشروع قوائم الانتظار»: مؤشرات أولية بزيادة إصابات أمراض القلب بمنطقة الدلتا

فيتو


  • أنفقنا نصف مليار جنيه خلال 4 أشهر
  • رضا المريض شرط تسديد «فاتورة المستشفيات» 
  • 65% من قوائم الانتظار لمرضى القلب

حوار: ريهام سعيد
تصوير: سيد حسن

٤ أشهر مضت على انطلاق مبادرة الانتهاء من قوائم الانتظار للعمليات الجراحية، بناء على تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لحكومة الدكتور مصطفى مدبولي، كانت التعليمات أن يتم الانتهاء من العمليات في خلال ٦ أشهر لكن وزارة الصحة نجحت في إنجاز المهمة خلال ربع المدة فقط وأكملت إجراء عمليات إضافية حتى أصبحت قوائم الانتظار لأي عملية جراحية أسبوعين فقط. 

مصر أنفقت نصف مليار جنيه على المبادرة خلال ٤ أشهر فقط، ونجحت وزارة الصحة في إجراء ٤٥ ألف عملية جراحية في تخصصات مختلفة سواء جراحة الأورام أو العظام وجراحات الرمد وأكثرها عمليات المياه البيضاء وجراحات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية وزراعات الكبد والكلى.

جميل أن نجتمع على شيء والأجمل أن نرى نجاح هذا التكاتف، وهو ما يحدث في المبادرات الرئاسية التي يعلن عنها الرئيس السيسي ومنها مبادرة القضاء على فيروس سي وإنهاء قوائم الانتظار وهي التي حققت مصر فيها تقدما ربما فاق دولا كبيرة دون مبالغة. 

"فيتو" في هذا الحوار تسلط الضوء على تجربة المبادرة الرئاسية بعد مرور ٤ أشهر فقط على انطلاقها، وترد على كثير من التساؤلات المتعلقة بالمرضى لإنهاء أزمة قوائم الانتظار في المستشفيات، بعدما تحولت إلى ظاهرة مستفحلة في القطاع الصحي المصري، غير أن الـ 120 يومًا الماضية نجحت المبادرة في إجراء أكثر من 45 ألف عملية جراحية لمريض، وسجلت بيانات أكثر من 65 ألف مريض على الشبكة الإلكترونية تساعد في رسم الخريطة الصحية لمصر وتحديد أي الأمراض الأكثر انتشارا، إلى جانب كشف الأماكن التي تعاني عجزا في تقديم الخدمة الطبية.
وعن حجم ما تم إنجازه خلال 4 أشهر مضت وأهم التحديات، والمشكلات التي تم اكتشافها منذ انطلاق المبادرة، فضلا عن حجم الميزانية التي تحملتها الدولة لتلك المنظومة وآليات متابعة المرضى، وأهم المستشفيات المشتركة في تلك المنظومة وكيف يحصل المريض على الخدمة، تحدث الدكتور خالد عاطف مدير غرفة العمليات المركزية لمبادرة قوائم الانتظار في الحوار التالي:

بداية.. حدثنا عن تفاصيل ما تم إنجازه خلال الأشهر الأربعة الماضية فيما يتعلق بمبادرة الرئيس للقضاء على قوائم الانتظار.
المبادرة انطلقت في 6 يوليو 2018 وكان حينها بعد حصر قوائم الانتظار بلغت 17 ألفا و888 حالة انتظار سواء بمستشفيات وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، والآن بعد مرور 4 أشهر أنجزنا أكثر من 45 ألف إجراء جراحي في تخصصات مختلفة سواء جراحة الأورام أو العظام وجراحات الرمد وأكثرها عمليات المياه البيضاء وجراحات القلب المفتوح والقسطرة العلاجية وزراعات الكبد والكلى.

وقبل انطلاق المبادرة كانت مشكلة قوائم الانتظار المتراكمة موجودة في كل الدول العالم وتختلف في وقتها، حيث تمتد من شهر إلى سنة في بعض الأحيان، ورأت القيادة السياسية اقتحام المشكلة والاهتمام بالخدمة الصحية وعلاج كل هؤلاء المرضى، خاصة أن الدستور يكفل العلاج المجاني للمواطنين، وبحثنا عن متنفس آخر للتخلص من قوائم الانتظار للقضاء عليها ومنع حدوثها وتكرارها إلى أن يطبق قانون التأمين الصحي الشامل.

تحديدًا.. كيف يتم استقبال بيانات المرضى؟
نستقبل بيانات المرضي والبلاغات من 3 جهات (الموقع الإلكتروني أو الخط الساخن 15300 أو إدخال المستشفى بيانات المريض) وبلغ عدد الحالات المسجلة على الموقع الإلكتروني 2155 بينما عن طريق الخط الساخن 21 ألفا و290 مريضا، وعن طريق المستشفى بلغ عدد المرضى المسجلين 42 ألفا و365 مريضا.

ما أهم المشكلات التي واجهت المبادرة؟
هناك عدد من المشكلات واجهت المبادرة، منها المستشفى يسجل بيانات المريض ولا يسنده إلى مكان الإجراء الطبي فيه فتظهر بعض الحالات الفردية التي لا يتم إبلاغها بمكان العملية، وكذلك بعض الإداريين في المستشفيات لم يستوعبوا حتى الآن نظم الميكنة وإدخال البيانات داخل الشبكة الإلكترونية، وكذلك بعض أقارب المرضى يسجلون لهم لإجراء عملية بينما المريض نفسه يرفض الخضوع للعملية، أو مريض تردد على المستشفى ولم يحصل على موعد أو عدم توفير المستلزم في مستشفى معين، وحاليا أصبحت جميع المستلزمات متوفرة وأى محافظة به قوائم انتظار يتم إجراء تعاقدات مع أماكن أخرى حتى مستشفيات خاصة.

كما أنه في بداية المبادرة هناك من اشتكى من طلب أحد المستشفيات أموالا، وفي هذه الحالة كنا نتواصل مع مدير المستشفى لشرح الأمر له بأن الخدمة كلها سواء للإقامة أو مستلزم طبي أو أجر الفريق الطبي جميعهم يشملهم قرار العلاج، وأى مريض المستشفى يطلب منه يتصل بالخط الساخن ويتواصل معنا مباشرة.

وهناك بعض مرضى قرارات العلاج على نفقة الدولة صدر لهم قرارات منذ أكثر من سنة فيعاد تقييم المريض مرة ثانية أمام لجنة طبية وبعضهم لا يصلح لهم الإجراء ذاته أو يتم تغييره، كما نجد أن أحد المرضى يحتاج إلى مفصل ذات طبيعة خاصة مختلف عن المفاصل المعتاد استخدامها أو جراحة متقدمة أو تكلفة العملية مرتفعة، وهذه المشكلة يتم حلها له فالمريض له حق العلاج المجاني وخدمة متميزة دون أي مقابل ويعامل أفضل معاملة والجميع سواسية والخدمة مجانية مدعومة من الدولة دعم كامل.

«المستلزمات الطبية» عدم توافرها كان واحدا من أسباب ظهور قوائم الانتظار.. كيف تغلبتم على هذه المشكلة؟
يتم حلها جميعا سواء توفير المفاصل وإذا وجدت مشكلات في الاستيراد يتم حلها، فيما تم توفير قواقع الأذن لعمليات زراعة القوقعة، وخلال الأسبوع المقبل سيتم القضاء على انتظار عمليات زراعة القوقعة.

ما نوعية المستشفيات المطبق عليها المبادرة؟
المستشفيات المتعاملة في تلك المنظومة هي التأمين الصحي وأمانة المراكز الطبية المتخصصة والمعاهد التعليمية والقطاع العلاجي ثم التعليم العالى ومستشفيات الجيش والشرطة وكذلك منظمات المجتمع المدنى منها بيت الزكاة ومؤسسة مجدي يعقوب وجمعية الأورمان والمستشفيات الخاصة.

كم يبلغ عدد العمليات التي أجريت حتى الآن تحت مظلة المبادرة؟
الأرقام متحركة دائما وحتى الآن تم إجراء أكثر من 24 ألف قسطرة قلبية لمرضى قلب و5 آلاف عملية قلب مفتوح و2000 جراحة عظام ومفاصل و60 حالة زرع كبد.

بالعودة للخطوات الأولى.. ما الذي يتم بعد تسجيل المريض بياناته على الخط الساخن؟
يتم التواصل مع المرضى وتحديد مواعيد لهم ومكان لإجراء العملية طبقا للموقع الجغرافي لكل مريض والمكان الأقرب له ويتم تسجيل بيانات المريض المكونة من عنوانه وتليفونه ورقمه القومي والمستشفى المحول إليه، وكل مستشفى له وحدة مخصصة لمتابعة قوائم الانتظار لديه، ووفقا للكثافة لديه وعدد المرضى يمكن أن تحول الحالة لمستشفى آخر ليس عليه عبء في أعداد المرضي.

ما عدد المرضى المسجلين على الشبكة الإلكترونية حتى الآن خلال 4 أشهر؟
65 ألف مريض إضافة إلى أن ميزة تسجيل بيانات كل هؤلاء المرضى تساعد في الخريطة الصحية وتحديد مؤشرات أولية عن احتياجات المستشفيات والتخصصات المختلفة وبيان إذا كان يوجد عجز في تخصص ما بأي منطقة وتساعد صاحب القرار على إنشاء مراكز تخصصية بأماكن تبين أن بها عجزا، وهكذا وتحديد أولويات الأمراض ومدى خطورتها، وتساعد تلك البيانات في إحداث نقلة نوعية للخدمة الطبية في تاريخ الصحة.

وما المدة الزمنية التي كانت محددة للقضاء على القوائم؟
الوقت المحدد كان 6 أشهر للقضاء على 17 ألف حالة وانتهينا منهم في أقل من ربع المدة وحاليا لم تعد هناك قوائم انتظار، لأن أقصى مدة ينتظرها المريض لا تزيد على أسبوعين ومصطلح قوائم الانتظار يطلق على الجراحات التي تنتظر 60 يومًا وأكثر، ويجب التفرقة بين جراحة الطوارئ في حالة المريض المصاب بجلطة ويجب التدخل الطبي له في الحال، وبين حالة «قائمة انتظار» أي أن المريض يستطيع الانتظار ويتحمل الوقت دون ضرر على صحته.

وفي الوقت الحالي وصل عدد المستشفيات المشاركة في المبادرة إلى 164 مستشفى منها 10 مستشفيات خاصة في القاهرة الكبرى من أكبر المستشفيات، وأي مستشفى يرغب في الانضمام والتعاقد أهلا به، وفقا للمعايير الطبية التي تسير على كل المستشفيات.

من ضمن مؤسسات المجتمع المدني ذكرت وجود مركز مجدى يعقوب للقلب هل يمكن إرسال المرضي له خاصة من يرغب في ذلك؟
مركز مجدي يعقوب للقلب ساعد في إجراء 1000 إجراء طبي في المبادرة حتى الآن ومن تتطلب حالته يتم إرساله إليه.

إذن.. على أي أساس يتم تحويل المرضى إلى المستشفيات؟
هناك معايير تحكم إحالة الحالات، منها خطورة الحالة وكذلك التوزيع الجغرافي له، وفي حالات القلب للأطفال لا يقتصر الأمر على مركز مجدي يعقوب بل يوجد مستشفى أطفال مصر والمستشفيات الجامعية أيضا تساعد ومستشفيات الجيش. 

ومن ضمن المعايير العامل النفسي للمريض فبعض المرضى لا يرتاحون نفسيا إلا في مستشفيات بعينها يرغبون في العلاج بها.

هل يمكن توزيع المريض على مستشفى يرغب في العلاج به؟
نعم، منذ فترة مريض تواصل معنا عبر الخط الساخن يطلب إجراء قلب مفتوح في مستشفى وادي النيل وحدده، ورفض أي مكان آخر، وبالفعل تواصلنا مع إدارة مستشفى وادي النيل وأجريت له العملية.

وما آلية الحصول على الخدمة الطبية في منظومة قوائم الانتظار؟
المريض الذي يخضع للتأمين الصحي يذهب لأقرب عيادة تأمين تابع لها تحوله إلى المستشفى ومن ثم يخضع للجنة تقييم ويصدر له قرار بالعملية، ثم يسجل المستشفى بياناته على الشبكة الإلكترونية، وكذلك مرضى نفقة الدولة يمكنهم الذهاب لأقرب مستشفى لهم والحصول على تقرير لجنة ثلاثية ومن ثم إرساله للمجالس الطبية المتخصصة والعرض على لجنة طبية وإصدار قرار العلاج وتسجيل بياناته إلكترونيا، ثم إذا كان المستشفى الصادر عليه القرار به أماكن ومتاح الإجراء الطبي به يتم إجراؤه، بينما إذا كانت طاقته الاستيعابية ممتلئة يتم تحويل المريض على مكان آخر.

هل هناك آلية لمتابعة المرضى بعد ذلك؟
نعم يوجد فريق للمتابعة والمراقبة يتواصل مع جميع المرضى للتأكد من جودة الخدمة المقدمة لهم.

وماذا عن مصادر الإنفاق على منظومة القضاء على قوائم الانتظار؟
يتم الإنفاق عليها من ميزانية العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي وجزء من المبلغ المخصص من البنك المركزى لدعم المبادرة حيث تم تخصيص مليار جنيه، وخلال 4 أشهر مضت تحملت الدولة نصف مليار جنيه لإجراء عمليات قوائم الانتظار.

وكيف يتم حساب المستشفى؟
بعد أن يتوجه المريض إلى المستشفى لإجراء العملية الجراحية وتقديم قرار العلاج وبعد إجراء التدخل الطبي يوجد فترة من أسبوع لشهر تطلب فيها المحاسبة المالية للمستشفى منا التكلفة المالية، ولا تتم محاسبة المستشفى على التكلفة إلا بعد التأكد من إجرائه للمريض والتواصل معه ويرضى عن جودة الخدمة المقدمة له، فليس كل مستشفى يطالبنا بفواتير نحاسبها.

ما أهم مؤشرات الخريطة الصحية الناتجة عن حصر إصابات المرضى؟
خلال تلك الفترة ثبت زيادة نسب الإصابة بأمراض القلب في منطقة محافظات الدلتا، ويمثل مرضى القلب الذين يطلبون إجراء قساطر أو تركيب دعامات أو قلب مفتوح 65% من قوائم الانتظار بالمستشفيات.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
Advertisements
الجريدة الرسمية