رئيس التحرير
عصام كامل

«جي سيدوس»: الإرادة السياسية والإجراءات الحكومية حسنت المناخ الاقتصادي

فيتو

  • أهدينا العالم اختراع الأسمنت بدون مقابل.. وندرس ضح 50 مليون يورو جديدة في القطاع 
  • مستمرون في دعم الاقتصاد الوطني.. وندرس ضح 50 مليون يورو جديدة في قطاع الأسمنت 
  • نستثمر في 11 دولة حول العالم.. ونعتز بما قدمناه في مصر والمسئولية الاجتماعية على رأس أولوياتنا

قبل أكثر من 160 عاما اكتشف المهندس الفرنسي "لويس فيكا" تركيبة مادة الأسمنت أحد أهم الاختراعات في تاريخ الإنسانية، وأهداها للعالم أجمع بدون مقابل، إيمانا منه بأن اكتشافه يمثل قيمة إنسانية وحضارية لا يمكن أن تكون حكرا على شخص بعينه. 

وفي عام 1853 تأسست شركة "فيكا" على يد "جوزيف لويس فيكا" ابن "لويس فيكا"، ومنذ ذلك التاريخ نجحت الشركة في تغيير مفاهيم وأساليب صناعة التشييد والبناء في العالم أجمع، مما أهلها للعمل في أسواق 11 دولة منها مصر.

وترى "فيكا" التي بدأت استثماراتها في السوق المصرية عام 2003 أن إرادة القيادة السياسية والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال السنوات الأربع الأخيرة حسَّنت من المناخ الاقتصادي، وجذبت المزيد من الاستثمارات الأجنبية والعربية للسوق المصرية.

هذا ما أكده جي سيدوس، المدير التنفيذي لشركة فيكا العالمية خلال زيارته الأخيرة لمصر، كاشفا عن أن الشركة تدرس ضخ 50 مليون يورو لتطوير مصنع أسمنت سيناء، لتلبية احتياجات السوق، موضحا أن "فيكا" ضخت فيه استثمارات مباشرة بلغت أكثر من 200 مليون يورو.

في البداية نود أن نعرف المزيد عن شركة "فيكا" العالمية؟
تأسست مجموعة فيكا عام 1853 على يد "جوزيف لويس فيكا"، وهي شركة عائلية، يقع فرعها الرئيسي في باريس ويتولى قيادتها الآن الجيل السابع من العائلة، الذين يقومون بعملية تطوير المجموعة بجميع فروعها على مستوى العالم، لتقديم أفضل المواد المستخدمة في صناعة البناء والتشييد بأعلى معايير الجودة العالمية لتواكب التقدم الكبير الذي يشهده العالم في هذه الصناعة.

ومن هو لويس فيكا؟
"لويس فيكا" هو الجد الأكبر للعائلة، وهو الذي اكتشف تركيبة مادة الأسمنت الحالية قبل أكثر من 160 عاما والتي تعد أحد أهم الاختراعات في تاريخ الإنسانية، وقام بإهدائها للعالم أجمع بدون مقابل، إيمانا منه بأن ابتكاره يمثل قيمة إنسانية وحضارية لا يمكن أن تكون حكرا على شخص بعينه، ليشارك بهذا الاختراع في نهضة وتطوير الكثير من الأمم عبر أكثر من قرن ونصف من الزمان، لذلك نحن في مجموعة "فيكا" نفخر بتاريخنا العريق وما قدمه الجد الأكبر للبشرية، وهذا الفخر يتشارك فيه جميع العاملين في المجموعة في أنحاء العالم.



بعد كل هذا التاريخ... كيف أصبحتم الآن؟
الآن مجموعة "فيكا" هي إحدى الشركات الرائدة عالميا في مجال صناعة الأسمنت بخبرة تزيد عن 160 عامًا، شاركت في عدد هائل من المشاريع الإنشائية حول العالم، هذا بجانب ما تبذله من مجهودات كبيرة من أجل الوصول لاكتشافات جديدة يمكن أن تساهم في تطوير وتقدم هذه الصناعة. ويعتبر عام 1974، نقطة تحول كبيرة في رحلة نجاح مجموعة فيكا، عندما قامت بشراء مصنع "رجلاند" للأسمنت في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك بمثابة الخطوة الأولى في سياسة المجموعة للتوسع عالميا.

وما هي محطات التوسع الأخرى؟
خطط التوسع الخارجي لمجموعة فيكا لصناعة الأسمنت شملت حتى الآن 11 دولة حول العالم فمثلا بدأنا الاستثمار في تركيا عام 1991، والسنغال في عام 1999، وسويسرا في 2001، ومصر منذ عام 2003، ومالي في 2004 وكازاخستان منذ 2007 والهند وموريتانيا في 2008.بالإضافة لإيطاليا والولايات المتحدة.

متى قررتم الاستثمار في مصر؟
قررت "فيكا" الاستثمار في مصر في عام 2003 عندما طلب مجلس إدارة شركة أسمنت سيناء دخول "فيكا" كشريك لها لقوتها وسمعتها الجيدة على مستوى العالم، وفي هذا الوقت كان السوق المصري من أكثر الأسواق الواعدة في أفريقيا والعالم العربي، وما زال حتى اليوم، لذلك قررنا الاستثمار فيه بعد دراسات متكاملة أكدت قوته وتنوعه وقدرته على التوسع.

كيف ترون أوضاع السوق المصرية حاليا؟
في البداية نؤكد على ثقتنا الكبيرة في السوق المصرية، وأعتقد أن الأوقات الصعبة انتهت، وأنه خلال الفترة المقبلة ستتمكن مصر من جَني الثمار. خاصة أن الاقتصاد المصري يمتلك من الأدوات والإمكانيات ما يؤهله للصمود والتعافي في وجه كافة العقبات، وهو يخطو خطوات ثابتة وجيدة نحو الأمام، في ظل القرارات التصحيحية الشجاعة التي تم اتخاذها خلال الأربع سنوات الماضية.

ومن العوامل المهمة التي حسَّنت بشكل كبير جدا مناخ الاستثمار في مصر، توافر إرادة القيادة السياسية والإجراءات التي اتخذتها الحكومة والقوانين الاقتصادية التي أقرها البرلمان المصري، والتي وفرت لمصر مناخا جاذبا للاستثمار، وأكدتها الأرقام الصادرة من المؤسسات المالية العالمية.

كيف واجهتم الأزمة السابقة التي شهدتها سيناء أثناء تصاعد الحرب على الإرهاب؟
نؤمن مثل الشعب المصري، بأن سيناء هي بالفعل أرض الفيروز.. وهي جنة الله على الأرض، لذلك لم نتخل عن مصر حتى في أصعب الظروف، على الرغم من تعرضنا للكثير من الخسائر أثناء تلك الفترة، وفي كل يوم -كان يمر علينا- كنا على ثقة من عودة الهدوء والاستقرار إلى سيناء مرة أخرى.. وهذا ما حدث بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها القيادات السياسية والعسكرية والأمنية في مصر.. لذلك أؤكد على أننا مستمرون في هذا البلد من أجل دعم اقتصاده الوطني.

ما هي خططكم المستقبلية التي تنوون القيام بها في مصر؟
في البداية يجب أن أشير إلى أن " فيكا" ضخت منذ دخولها السوق المصري استثمارات مباشرة بلغت أكثر من 200 مليون يورو، ونحن لدينا رؤية شاملة عن السوق المصرية، وندرك جيدا أهميتها، لذلك ندرس ضخ نحو 50 مليون يورو جديدة خلال الفترة المقبلة لتطوير مصنع أسمنت سيناء باعتبارنا المستثمر الرئيسي في شركة أسمنت سيناء، كما نسعى للتوسع الرأسي والأفقي سواء من ناحية الإنتاج أو الانتشار لتغطية جميع متطلبات السوق المحلي والإقليمي. 



ما هو دوركم في مجال الخدمة المجتمعية في سيناء؟
إن "فيكا" في الأصل شركة عائلية، وبمفهوم العائلة ندرك جيدا أهمية تنمية المجتمعات التي نعمل بها، ونعتبر كل سوق نستثمر فيها جزءا منا يجب علينا تنميتها ومساعدتها على التطور، لذلك فمجال الخدمة المجتمعية يأتي على رأس أولويات "فيكا" العالمية، ومنذ تواجدنا في سيناء في عام 2003 كان لنا العديد من المبادرات الناجحة والتي استفاد منها الكثير من أهل سيناء.. وهذه المبادرات تمت من خلال شركة ومصنع "أسمنت سيناء"، وليس باسم شركة "فيكا" مباشرة.. وقد قمنا خلال الفترة الماضية بعمل مسح شامل ودراسات متعمقة للتعرف على الخدمات التي يمكن أن نقدمها في هذا المجال لأهالي سيناء، خاصة بعد عودة الهدوء والاستقرار إليها.. وحاليا نحن ندرس عددا من الخيارات المتاحة لنا لتقديم مزيد من الدعم لأهالي سيناء.

كيف تلتزمون بالمعايير البيئية في مصنع أسمنت سيناء؟
من أهم أولويات شركة "فيكا - مصر" تطبيق المعايير الدولية والاشتراطات البيئية الخاصة بصناعة الأسمنت، وهو نهج تقره الإستراتيجية التي تعتمدها "فيكا" العالمية، ونحن نستخدم أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية لعدم الإضرار بالبيئة.. ويمكن أن تروا هذا من خلال زيارتكم للمصنع، هذا بالإضافة إلى الرقابة الصارمة التي تقوم بها أجهزة الدولة في هذا القطاع.

هل يمكن أن تطلعنا على جانب من منتجات شركة "فيكا"؟
تنتج "فيكا" أنواعا متعددة ومختلفة من الأسمنت والخلطات الخرسانية التي تناسب جميع المشروعات وتتوافق مع مختلف البيئات ودرجات الحرارة والضغط الجوي والرياح والمياه.. منها: الأسمنت البورتلاندي، والبورتلاندي المركب، وأسمنت خبث الأفران، والأسمنت الخبثي، والأسمنت البوزلان، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الخرسانات.



  • "فيكا".. عائلة غيرت شكل العالم
  • اخترعت الأسمنت ونُقش اسم مؤسسها على برج إيفيل
استخدمت الحضارات القديمة مواد أشبه بالأسمنت في تشييد مبانيها عبر فترات زمنية مختلفة، لكنها لم تشهد طفرة حقيقية في مجال البناء والإعمار إلا في عام 1818 على يد المهندس الفرنسي الشهير لويس فيكا مكتشف مادة الأسمنت الصناعي، ذلك الاكتشاف العملي المذهل الذي يعتبر الأساس لكل الأبنية الشاهقة وناطحات السحاب التي نراها اليوم في شتى بقاع الأرض. 

وتعود قصة اكتشاف الأسمنت الصناعي إلى عام 1812 عندما طُلب من المهندس لويس فيكا بناء جسر فوق نهر دوردون، وكانت المهمة معقدة للغاية بسبب قوة دفع المياه الشديدة للنهر وعدم استقرار المجرى المائي، وبعد 6 سنوات من العمل والتجارب توصل فيكا إلى مادة جديدة تعتمد على مزج مسحوق الجير مع الطين، يمكن من خلالها بناء جسر قوي ومتين وبتكاليف قليلة، ليصبح لويس فيكا مخترع الأسمنت في العصر الحديث في العام 1818. وبعد إقرار أكاديمية العلوم الفرنسية للاختراع قرر لويس فيكا اهداء اكتشافه للعالم اجمع بدون مقابل.

بعدها تقلد فيكا أعلى المناصب الشرفية في فرنسا منها مفتش عام للكباري والجسور، وعضوية الأكاديمية الفرنسية للعلوم، وعضو شرفي بالأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، كما حصل على العديد من الجوائز من الحكومة الفرنسية، لكن نقش اسمه على برج إيفيل كأحد أهم الشخصيات المؤثرة في التاريخ الفرنسي الحديث يظل التكريم الأكبر له.

وفي عام 1853 قام جوزيف فيكا، ابن لويس فيكا، بتأسيس مجموعة فيكا لصناعة الأسمنت والتي أصبحت الآن واحدة من أهم وأعرق المجموعات الاقتصادية العاملة في مجال إنتاج الأسمنت والخرسانات بكافة أشكالها وخواصها الفنية المختلفة في 11 دولة حول العالم.

وتعتز مجموعة فيكا العالمية بأنها نشأت وتوسعت تحت مظلة "لويس فيكا" الجد الأكبر للعائلة ويديرها الآن الجيل السابع من الأحفاد الذين استطاعوا من خلال الأبحاث المستمرة أن يطوروا منتجات الشركة لتتواكب مع أحدث تكنولوجيا صناعة البناء والتشييد، ليسهموا بذلك في تغيير شكل نهضة العديد من الأمم والدول حول العالم.

وتنتج "فيكا" مجموعة متعددة ومختلفة من الأسمنت والخلطات الخرسانية التي تناسب جميع المشروعات وتتوافق مع مختلف البيئات ودرجات الحرارة والضغط الجوي والرياح والمياه.. منها الأسمنت البورتلاندي، والبورتلاندي المركب، وأسمنت خبث الأفران، والأسمنت الخبثي، وأسمنت البوزلان بالإضافة إلى الخرسانة ذاتية الانضغاط، والخرسانة ذات الأداء العالي، والخرسانة المضافة، والخرسانة الملونة.

وساهمت شركة "فيكا" العالمية في العديد من المشروعات الكبرى على مستوى العالم، التي كانت تعتمد بشكل مباشر على منتجاتها، ومنها، مشروع محطات الطاقة الكهرومائية في داملابينار وبوكاكيسلا في تركيا.. وتم فيها استخدام أكثر من 66 ألف طن من الأسمنت في عمليات البناء، ومشروع الطريق السريع الشمالي A41 في فرنسا حيث تم استهلاك 70 ألف طن من الأسمنت لبناء هذا الطريق الذي افتتح في عام 2008، ومشروع طريق سان جيرفيه (فرنسا)، ومشروع السوق المغطى في بولينجرين في فرنسا، ومشروع نفق ميزولس في سويسرا، ومشروع قصر البحر الأبيض المتوسط في نيس بفرنسا.

الجريدة الرسمية