رئيس التحرير
عصام كامل

كشف حساب ثالث يوم رئاسي بشرم الشيخ.. السيسي يشارك في 3 جلسات.. يلتقي ممثلي الإمارات وسلطنة عمان.. يطالب بتشكيل مجموعة قومية بحثية للتأقلم مع وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

انطلقت، اليوم الإثنين، جلسات ثاني أيام منتدى شباب العالم، وثالث أيام النشاط الرئاسي بشرم الشيخ، وضمت الأجندة عددا من الموضوعات التي ناقشت قضايا، يعبر من خلالها شباب العالم عن آرائهم وطموحاتهم، ويتبادلون الخبرات حولها، في مناقشات ثرية تدور حول محاور السلام والتطوير والإبداع.


قادة المستقبل
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسات "كيف نبني قادة المستقبل؟ – مواقع التواصل الاجتماعي تنقذ أم تستعبد مستخدميها – القمة العربية الأفريقية".

وقال الرئيس السيسي، خلال مشاركته في المائدة المستديرة بمنتدى شباب العالم بعنوان "وسائل التواصل الاجتماعي: تنقذ أم تستعبد مستخدميها؟": "يتعين تشكيل مجموعة قومية بحثية لصياغة إستراتيجية للتأقلم مع وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي وتعظيم الاستفادة منها، بما فيها من خلال العمل على بناء الشخصية القادرة على مواكبة التطور التكنولوجي والتعامل معه بشكل آمن، أخذًا في الاعتبار التجارب الناجحة في الدول المتقدمة في التعايش مع تلك المنصات التكنولوجية وتجنب أضرارها، على عكس الدول النامية التي تواجه في المقابل صعوبات في استيعاب تلك الأضرار".

تأهيل الشباب
وأكد الرئيس السيسي، خلال مشاركته جلسة «كيف نبني قادة المستقبل؟»، في منتدى شباب العالم، بشرم الشيخ، على حرص الدولة على تطوير فكرة الأكاديمية الوطنية للتدريب والتأهيل، لتصبح منصة لدعم العناصر الشابة وتأهيلهم للمناصب القيادية.

عاصمة الشباب الأفريقي
كما تم إعلان مصر كعاصمة للشباب في أفريقيا، لتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لكل شباب القارة والتي تصدرت أحاديث وحوارات الشباب الأفريقي بمنتدى شباب العالم.

التعليم
وقال الرئيس السيسي إنه يجب تدشين 250 ألف فصل لتغطية احتياجات الدولة المصرية من الفصول للتعليم بتكلفة 130 مليار جنيه، وذلك للوصول إلى 40 طالبا بالفصل.

وأوضح السيسي أنه يتم الدفع بـ700 ألف طالب وطالبة إلى التعليم كل عام، مضيفا أن تطوير التعليم يهدف إلى أن ينظر العالم للشباب المصرى بالبنان، مشيرا إلى أنه يجب أن نكمل التحدى للنهاية ونحل القضية بجدية ويجب على الحكومة إيجاد حل لتوفير التمويل الكافي لإنشاء 250 ألف فصل.

وتابع: "قولوا لى يا مصريين أعمل إيه وأحلها إزاى، لو اختارت آخد قرارات صعبة من الممكن أن أقول خصموا التكلفة من الوزارات كلها، ولو أردت أن أقول كلاما أصعب، مش هنطلع علاوة دورية السنادي للموظفين في مصر".

التوك توك
وأكد الرئيس السيسي أن مركبة "التوك توك" تسبب مشكلة كبيرة في مصر، حيث إنه ساعد على عدم ممارسة الشباب للرياضة، ما أدى إلى زيادة أوزانهم في سن الـ30، ما اعتبره خطرًا كبيرًا على صحة الشباب.

وانتقد الرئيس توافر مواصلات ببعض الجامعات، لأنها منعت الطلاب من ممارسة رياضة السير على الأقدام وارتياد المواصلات لسهولتها، مشيرا إلى أنه يجب أن يتحلى الشباب المصري بالمظهر الجيد.

السكان
وأشار السيسي إلى أنه لا بد من الحد من التزايد السكاني، وضرورة أن ينشغل المجتمع والمعنيون بالأمر وإصدار قوانين للحد من النسل، حيث إن الدولة منذ أكثر من 50 عاما لم تستطع حل تلك الأزمة.

وأوضح أن مصر لديها 22 جامعة، وكل جامعة تحتاج إلى تطوير كبير لمواكبة التعليم المتقدم، مضيفا: "لو طورنا كل جامعة سوف نحتاج إلى من 3 لـ5 مليارات جنيه لتطويرها".

وتابع السيسي: "يجب أن أعرض عليكم الحقيقة ولا أزيف الحقائق.. لأنكم أكبر من أن أستخف بكم"، مطالبا المصريين بالتآلف والتكاتف من أجل تطوير ما تم إفساده.

وأكد الرئيس السيسي أنه يجب أن تقوم الأكاديمية الوطنية للتأهيل بدورها على أكمل وجه في انتقاء الشباب بشكل جيد ليصبح قادرا وواعدا ويفيد المجتمع.

القمة العربية الأفريقية
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره للجهد الذي بذله المشاركون في نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية، ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم المنعقد بمدينة شرم الشيخ.

وقال الرئيس السيسي: "شكرًا جزيلًا واسمحوا لى أن أوجه لكم جميعًا التحية والتقدير مرة ثانية أو مرة ثالثة أسجل كل التقدير للجهد المبذول في هذه النماذج التي أعتبرها فرصة للقائمين على العمل الفعلي أن يستفيدوا من النقاش ومن ورقات العمل التي تقدمت ومن البيان الختامي الذي تم إصداره واللى سمعنا تفاصيله حاليًا".

وتابع الرئيس: "اسمحوا لى أن نرسل هذه الوثيقة أو البيان الختامي والتوصيات الصادرة إلى الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وإلى وزارة الخارجية المصرية باعتبارها قائمة أو أنها جهة معنية بالإعداد لتولي مصر قيادة الاتحاد الأفريقى خلال العام المقبل".

سلطنة عمان
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم "يوسف بن علوي"، وزير خارجية سلطنة عمان، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية.

وأشاد الرئيس إلى متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدًا في ذات الوقت التطلع لتعزيز تلك العلاقات مع الجانب العماني في مختلف المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وكذلك لتبادل وجهات النظر بشأن قضايا المنطقة، منوهًا في هذا الصدد بالتوازن والحكمة التي تتسم بها السياسة العمانية بقيادة السلطان "قابوس".

من جانبه؛ ثمن وزير خارجية عمان تميز العلاقات المصرية العمانية، وما يجمع الشعبين والبلدين الشقيقين من تاريخ ممتد من المودة والتعاون المشترك، مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع الأصعدة ومواصلة دفع أطر التعاون المشترك إلى آفاق أرحب، لا سيما في ضوء المكانة الخاصة التي تحظى بها مصر على المستويين الرسمي والشعبي في عمان، ودور مصر الداعم لأمن واستقرار دول الوطن العربي، خاصةً الخليجية.

وتطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية تضافر الجهود من أجل حلحلة الجمود الراهن في عملية السلام وتسوية القضية الفلسطينية على نحو يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني ويضمن حقوقه وفق الثوابت والمرجعيات الدولية ذات الصلة، كما تم كذلك تبادل وجهات النظر حول مستجدات مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

الإمارات
وأكد السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي التقى الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبو ظبي، حيث أعرب الرئيس عن تقديره للمشاركة الإماراتية في منتدى شباب العالم في نسخته الحالية، معربا عن نقل خالص تحياته للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي.

وأضاف "راضي" أن الرئيس أشاد بالدور الداعم والبناء الذي تقوم به دولة الإمارات الشقيقة لعملية التنمية في مصر، مثمنًا تطور العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتي أصبحت نموذجًا للتنسيق والتشاور في مواجهة التحديات المختلفة، مؤكدًا سيادته في هذا الصدد حرص مصر على مواصلة تعزيز أطر التعاون المشترك مع الإمارات في شتى المجالات.

من جانبه، أعرب الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عن اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين، مؤكدًا أن تلك العلاقات تقوم على أسس من التضامن، والعمل من أجل ترسيخ أمن واستقرار المنطقة، مشيرًا في هذا الإطار إلى ما تمثله مصر كركيزة أساسية لاستقرار وأمن المنطقة العربية، مؤكدا الحرص على الاستمرار في دفع وتعزيز آليات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين اللذين تجمعهما روابط مودة وأخوة وثيقة.

ملفات وطنية وإقليمية
كما تناول الرئيس عبد الفتاح السيسي عددًا من الملفات الوطنية والإقليمية خلال لقائه التفاعلي مع مجموعة من القيادات الشبابية المؤثرة حول العالم، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم 2018 في نسخته الثانية، بمدينة السلام شرم الشيخ.

وقال الرئيس السيسي إن مصر تسعى في إطار سياستها الخارجية لتطوير علاقاتها الدولية بشكل متوازن مع الجميع، بعيدًا عن الاستقطاب والتكتلات، موضحًا: «كما أننا نؤمن بحق كل دولة في المنطقة في الحفاظ على شعوبها، وصون مقدراتها وفق خصوصياتها المختلفة».

وفيما يتعلق برؤية مصر لبعض القضايا الإقليمية، أوضح الرئيس أن تعدد الأطراف الدولية المتداخلة في اليمن يحد من هامش التحرك الإيجابي للتأثير في تسوية الأزمة، وعلى صعيد القضية الفلسطينية فإن مصر حريصة على المساهمة في دفع مسار المصالحة الوطنية، وبناء قواعد الثقة بين الأطراف الفلسطينية، لتوحيد الصف والجهود، بما يساعد على مواجهة التحديات الأساسية المتمثلة في تحقيق السلام المنشود.

أما بالنسبة لقضية مقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فأكد الرئيس السيسي موقف مصر قائم على عدم تقبل محاولات توجيه الرأي العام العالمي من خلال استباق نتائج التحقيقات المشتركة في هذا الصدد.

وعن عملية الاندماج والتكامل الأفريقي؛ أوضح الرئيس أنه يفضل أن تسير بشكل تدريجي أسوةً بتجربة الاتحاد الأوروبي، على أن تبدأ بتسوية جميع النزاعات القائمة في القارة، وتحقيق معدل نمو مناسب من أجل حياة كريمة لشعوبها.

على الجانب الوطني، وفيما يخص عمل منظمات المجتمع المدني والقانون المنظم لها؛ أكد الرئيس أن تلك المنظمات تعد ركنًا مهمًا من منظومة العمل الخيري في مصر، والتي تقوم بدور خدمي بالغ الأهمية للمجتمع.

وتؤمن الدولة إيمانًا راسخًا حسبما أكد الرئيس؛ بأن صمود وصبر ووعي الشعب المصري هو المفتاح الأساسي لنجاح الوطن في تخطي أي صعاب، ويرجع ذلك لعملية الإصلاح الهيكلي الشامل للاقتصاد.

وشدد الرئيس أن ما حافظ على أركان الدولة المصرية خلال السنوات الماضية هي إرادة الله، فضلًا عن دور القوات المسلحة المصرية كمؤسسة وطنية غير مسيسة، فاعلة وقادرة، حافظت على استمرار الدولة المصرية في مرحلة حرجة من عمر الوطن.

ويُقام منتدى شباب العالم، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو حدثٌ سنويٌ عالميٌ يقام بمدينة شرم الشيخ بمصر، في الفترة من 3 وحتى 6 نوفمبر. وكان قد انطلق في 2017 بعد دعوة عدد من شباب مصر المتميز له؛ ليرسل رسالة سلام وازدهار وتنمية إلى العالم أجمع.

ويشهد المنتدى هذا العام مشاركة أكثر من 5 آلاف من شباب العالم؛ للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات، في حضور نُخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.
الجريدة الرسمية