رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«ماسبيرو زمان» وكنوز الزمن الجميل


وسط حروب المنافسة الإعلامية الشرسة، وصراع الشاشات المحتدم، ظهرت في السماوات المفتوحة شمعة مضيئة متألقة.. إنها قناة «ماسبيرو زمان»، التي سيسجل تاريخ الإعلام المصري لصاحب فكرة إطلاقها لقب «عبقري بامتياز»، فلقد جاء إطلاقها تأكيدًا على قيمة كبرى في تأثير القوة الناعمة لمصر..


فمجرد رسوْ المشاهد على اسم القناة، واختيارها يجد نفسه قد عثر عليها بضغطة زر على جهاز «الريموت كنترول»، ولطالما كان قديمًا في طفولته يضبط صورتها صعودًا وهبوطًا فوق سطح داره لضبط إريال الإرسال، سائلًا من يتابع شاشة التلفاز بالدور الأرضي عن ضبط الصورة من عدمه عقب تحريك الإريال.

بمجرد متابعة القناة تقع عين المشاهد على برامج ومسلسلات أمثال: حديث الروح، العلم والإيمان، خواطر الشعراوي، حوار صريح، رأفت الهجان.. وإلى غير ذلك من أعمال مميزة باتت في تاريخ التليفزيون المصري تراثا نادرا قلما يتكرر صدق واقعيته وموضوعية تعبيره عن الواقع المصري في الزمن الجميل..

وأحيانا تتبع القناة بحلقات نادرة على شريطها بمعلومات عن الضيف ومؤهلاته ومشواره العلمي.. فالمشاهد لتلك القناة يدرك جيدا أنه لم يخترها بين مئات وربما آلاف القنوات لمجرد المشاهدة وحسب، بل لاستعادة ذكريات طيبة ارتبطت بروح ماسبيرو الحقيقية وقت أن كانت الدراما المصرية تعبيرا صادقا عن ثقافة وتقاليد وقيم المجتمع المصري، فكان البرنامج الواحد يمثل إضافة حقيقة للمشاهد..

أذكر أنني شاهدت بتلك القناة حلقة نادرة ضمت لقاء أو ربما زيارة أجرها الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، رحمه الله، والدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق (أطال الله عمره) والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق، حفظه الله، حيث زاروا فضيلة الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي عليه من الله سحائب الرحمة والرضوان، وواضح أن الإمام كانت في أشهر عمره الأخيرة حينئذ، وبلغ من ذكاء مخرج اللقاء أن الكاميرا لم تكن تركز على وجه الشيخ الشعراوي إذ بدت عليه علامات التعب..

وأشهد أنني لم أشاهد حلقة نادرة للاستمتاع بها فقد بقدر ما شاهدت محاضرة عملية في احترام العلم والعلماء حينما سمعت شيخ الأزهر الراحل يقول: «شيخنا الشيخ الشعراوي»، وكذا باقي الحضور، وتلقيت درسا آخر في المهنية بأسلوب تصوير الإمام الشعراوي.

إن وضع «ماسبيرو زمان» الحالي بحاجة إلى مزيد من تطوير الأداء والترويج لتلك الإضاءة على مستويات تضمن لها الوصول إلى نسب مشاهدة عالية في إطار استعادة منظومة القيم وعطاء الدراما المسئولة في زمن انتشرت فيه دراما المخدرات والجريمة.. ولك الله يا مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية