رئيس التحرير
عصام كامل

د.جودة عبد الخالق: البرلمان هو العين والحكومة هي الحاجب والعين ما تعلاش على الحاجب

فيتو


  • الأحزاب منقسمة على نفسها.. وسقف الحريات منخفض للغاية.. والوضع يدعو للقلق على المستقبل

وصف الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين الأسبق، أداء حكومة المهندس مصطفى مدبولي بـ"الضعيف"، مشيرا إلى أنه لا توجد إدارة للملف الاقتصادي داخل الحكومة، مؤكدا أن أزمة البطاطس الأخيرة كشفت ترهل الحكومة، قائلا: "لو كنت مكان وزير التموين لقدمت استقالتي فورا".
وأوضح أن اندماج الأحزاب السياسية ضروري في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه لا بد من إعادة النظر في قانون تنظيم التظاهر ومجلس النواب الحالي.
وشدد عبد الخالق في حوار لـ "فيتو" على أن المشهد السياسي معتم ومخيف ويدعو إلى القلق الشديد، مشيرا إلى أن سقف التعبير عن الرأي انخفض كثيرا.. وإلى نص الحوار:

*بداية.. أين ذهبت المعارضة في الوقت الحالي.. ولماذا اختفى دورها على الساحة؟
المعارضة في الثلاجة حاليا، لعدة أسباب أولها أن القوانين المنظمة لعمل الأحزاب السياسية والجماعات السياسية غير الحزبية غير واضحة، مثل قانون تنظيم حق التظاهر والجماعات العامة، والوضع الحالي صعب للغاية، وهو ما أدى إلى إيقاف أي نشاط من هذا النوع، وسيطرة الحكومة على الإعلام أيضا سواء أكان حكوميا أو خاصا، وينطبق الأمر على القنوات الفضائية وربما الصحافة الورقية.

النقطة الثانية هي وجود انقسامات في صفوف المعارضة أضعفتها، وأعطت صورة سلبية للجماهير عن المعارضة ونشاطها، ويأتي الفضاء الإلكتروني كأحد الأسباب وراء خفوت نجم المعارضة، لأن الجميع يكتب على صفحات فيس بوك وتويتر ما يشاء وأصبحت منصات التواصل بديلا للأحزاب والتيارات السياسية، فالكل يرى ما يكتب وينشر دون الخروج من منزله وبيته، وأود أن أشير أيضا إلى قانون انتخابات مجلس النواب الحالي، وتنظيم الدوائر الانتخابية، الذي يؤثر على المعارضة ويُضعفها أيضا، الذي يحدد الدوائر الانتخابية، فنجد مصر مقسمة إلى أربع دوائر انتخابية فقط، وهو ما يصعب خوض المنافسة لأي حزب، ويعجز عن خوض الانتخابات في دوائر بهذا الحجم الكبير، ويفقد الثقة ما بين المرشح والناخب، وأنا طالبت بتعديل قانون الدوائر الانتخابية قبل ذلك لتعديل هذا الأمر.

*كيف ترى المشهد السياسي في الوقت الحالي؟
المشهد السياسي الحالي معتم ومخيف، ويدعو إلى القلق الشديد، وسقف التعبير عن الرأي انخفض كثيرا ولا يوجد حياة حزبية بالمعنى الحقيقي للكلمة، والمحصلة هي فراغ سياسي، ووجود الفراغ السياسي يخلق وجود القوى المضادة لملء هذا الفراغ، والتجريف مستمر حاليا، وقوى الثورة المضادة استعادت زمام المبادرة حاليا.

*ما رأيك في مقترح دمج الأحزاب السياسية؟
اندماج الأحزاب ضرورة في الوقت الحالي، خاصة أننا نشهد حاليا عصر الكيانات الكبيرة، وهي الظاهرة في الأعمال التكنولوجية، التي تحتم ضرورة وجود كيانات قوية، كما في الدول الكبرى بريطانيا بها ثلاثة أحزاب كبرى، حتى في الهند الأمر نفسه، لو نظرنا في المجتمع سنجد التيار العام فيه يمين ووسط ويسار كلٌ على حسب اتجاهه، اليمين حزب واليسار حزب والوسط حزب آخر، أو أن يكون عدد قليل في كل اتجاه منهم سواء اليمين أو اليسار أو الوسط.
لكي يحدث هذا الأمر لا بد من إعادة النظر في حق التنظيم والتظاهر، ورفع القيود على الإعلام وتغيير قانون مجلس النواب، وزيادة نسبة المقاعد التي تنتخب على نظام القوائم وتقليل عدد الفردي، وتغيير قانون تنظيم الدوائر الانتخابية.

*كيف ترى أداء مجلس النواب في الوقت الحالي وهل تغير عن قبل؟
أداء البرلمان هو أداء دون المتوسط، وإذا جمعنا الصورة تجد أن السلطة التنفيذية لها اليد العليا على السلطة التشريعية، وأقولها كما يقال في المثل الشعبي "البرلمان هو العين والحكومة هي الحاجب والعين ما تعلاش على الحاجب"، أتحدث على البرلمان ككل سواء في مجال الرقابة على أعمال الحكومة والتشريع، خاصة أن معظم التشريعات الحكومة هي التي تقدمها للبرلمان، لم نسمع عن استجواب واحد لأي مسئول حتى الآن من البرلمان، وأثناء فضيحة القمح لعب البرلمان دورا كبيرا فيها، لكني أرى أن الحكومة والوزراء لا يستجيبون لطلبات الإحاطة ولا يذهبون للبرلمان كثيرا، وأرى أن السلطة التشريعية لا بد أن يكون لها اعتبار كبير على غير ذلك الموجود في الوقت الحالي في التعامل ما بين الحكومة والبرلمان.

*بماذا تصف أداء حكومة الدكتور مصطفى مدبولي؟
أرى أداءها ضعيفا وهو أداء حكومة المهندس شريف إسماعيل نفسه، بدليل أننا نجد حاليا سيارات جهاز الخدمة المدنية حاليا هي التي توزع السلع العادية، وزارة الداخلية تطرح البطاطس والسلع في منافذها، وأقولها لو أنا في هذا الوضع لتقدمت باستقالتي من الوزارة، وفيما يخص الأسعار حاليا التجار يتحكمون في السوق والحكومة غائبة تكتفي فقط بالتصريحات والبيانات، وكل تركيزها نريد استثمارات من الخارج تعليم تكنولوجيا وغيره من الأمور الأخرى، أقولها للحكومة لا بد أن ينمو الداخل أولا، إضافة إلى ذلك لدينا 30 وزيرا وهناك وزارات لا فرق بينهما، ما الفرق بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي الموجودة حاليا والاستثمار أيضا، أرى أنه لا يوجد من يدير الملف الاقتصادي حاليا، رغم أن لدينا عدة حقائب وزارية يطلق عليها المجموعة الاقتصادية، لكن لا يوجد من يدير الملف لتحقيق التقدم المنشود.

والاقتصاد حاليا دمه متفرق بين الوزارات المختلفة، وهو سبب رجوعه للوراء، لدينا حكومة متساهلة وفيها تركيز شديد للسلطة في يد رئيس الحكومة، رئيس الوزراء هو في الوقت نفسه وزير الإسكان، أرى أيضا أنه لا بد من وجود حقيبة للمجالات الحساسة ووجود وزارة لأفريقيا، على سبيل المثال هذا المجال الحساس، وأرى أن وزارة التعاون الدولي الحالية هي للاستدانة تحت مسمى التمويلات.

الجريدة الرسمية