رئيس التحرير
عصام كامل

«معبد الطود».. صرح أثري تجاهله المسئولون في الأقصر (صور)

فيتو

لم يدر أجدادنا العمالقة الفراعنة، المعابد المشيدة طوال آلاف السنين سيتحول إلى بؤر إهمال لتغمرها للمياه الجوفية، حيث انتشرت المياه الجوفية، فضلا عن بناء العشرات من الأهالي منازلهم قرب جدران معبد الإله منتو بشرق نيل الأقصر، بمنطقة الطود جنوب المحافظة، والذي تم بناؤه على يد الملك "أوسر كاف" من الأسرة الخامسة بالدولة الفرعونية الوسطى، حتى الوصول إلى تشييد المعبد البطلمي إبان حكم البطالمة لمصر.


وفي قرية طود البلد بمركز الطود، تحديدا يوجد المعبد ورغم تاريخه الممتد منذ بناء أول أجزائه على يد الملك أوسر كاف في الأسرة الخامسة بالدولة الوسطى إبان مصر الفرعونية، إلا إنه اليوم محاصر بين جدران بيوت الأهالي، وتنهش أحجاره مياه جوفية، يبدأ المعبد ببوابة خشبية صغيرة مبنية داخل سور مبنى بالطوب اللبن، يحيطه من الناحية الجنوبية سور متهالك من الطوب اللبن، يعلوه سلك شائك متقطع، وتتقاسم أشجار النخيل أحجار الأعمدة محيط المعبد، بينما تعمل الحوائط الخلفية للمنازل بديلًا للأسوار في الناحية الشمالية، ليبقى الأمر متروكًا لأمانة الأهالي بشأن حماية المعبد من عدمه.

يتواجد بجوار المعبد تل أثري بنِي فوقه المسجد العمري الذي يحوي أعمدة أثرية فرعونية مطمورة بالجبس، وتيجان عربية وكوابل ودعامات خشبية متعانقة مع الأعمدة الأثرية يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى، بالإضافة إلى نقوش موجودة على حجر كتب فيها ضريح ومقام حسن عبد المنعم أغا، حاكم الشرق والغرب وناظر قسم إسنا.

تحتوى قبلة المسجد على عمودين جرانيت يرجح أنهما فرعونيين، وتم ذكر وصف للمسجد في كتاب "الرحلة إلى مصر والسودان والحبشة" للرحالة العثماني أوليا جلبي المتوفَّى عام 1684، بينما وصفه العالم الفرنسي كوستار خلال زيارته للمسجد في 22 سبتمبر 1799، بقوله "يحتوي على ثماني أعمدة من الجرانيت، وقطعة من مسلة تم صقل زواياها لإعطائها شكلًا ثانيًا يناسب وظيفتها الجديدة، ولكن كان من السهل التعرف على هيئتها القديمة بسبب الرموز الهيروغليفية التي لا زالت ظاهرة على العمود".

تم اكتشاف خبيئة معبد الطود عام 1963 بواسطة العالم الفرنسي "بيسون" أسفل كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادي، زار خالد العنان وزير الآثار في العام المنصرم معبد الطود، وأبدى استياءه وأكد أن في حالة محزنة للغاية، وأمر بتسجيل القطع الأثرية داخل المعبد للحفاظ عليها من السرقات، إلا إن الوضع لم يختلف كثيرًا بعد زيارته، فلا تزال أساسات المعبد عرضة للتآكل من المياه الجوفية، ولا يزال السور معرضَا للانهيار، بخلاف انتشار الحشائش في بقاع المعبد.

يقول عبد الله عبد المقصود الباحث الأثري، إن وزارة الآثار، لم تستجب لطلبات ضم المسجد لها، لتتركه يواجه خطر الهدم، وهو ما حدث من قبل عند هدم مئذنته الأثرية في العام 2003، وتجديده بطريقة بدائية طمست هُويته الأثرية في العام 2015، مشيرا إلى أن الصاري كان يشبه المركب، كانت تعلق عليها الفوانيس ليلًا للدلالة على تواجد أمير القرية، وفقد الصاري بعد إزالة المئذنة رغم مرور 7 آلاف عام على تشييد حضارة أجدادنا الفراعنة.
الجريدة الرسمية