رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«حفيد الفشني» أصغر مبتهل بالإذاعة: حفظت القرآن وعمري 15 عاما وتتلمذت على يد كبار المقرئين

فيتو

  • الأذان بمسجد الإمام الحسين كانت أمنية حياتي



نشأ الشاب محمد جمال الفشني، في أسرة صوفية خالصة، ساعدته تلك النشأة على حفظ الأذكار والابتهالات الدينية، حتى بدأ والده يستشعر موهبته في حفظ القرآن الكريم والابتهالات الدينية وهو في عمر 15 عاما.


قرأ "الفشني الصغير" حفيد القارئ الكبير طه الفشني، على أيدي كبار القراء أمثال الشيخ أحمد نعينع والشيخ محمود الطوخي، وتنبأ الكثير من المبتهلين بتفوقه في مجال الإنشاد والابتهال الديني حتى أصبح أصغر مبتهل في الإذاعة والتليفزيون.

ولد "الفشني" في مركز الفشن بمحافظة بني سويف، ويبلغ من العمر 20 عاما، نجح في اجتياز اختبارات الإذاعة وتم اعتماده فيها تحت السن بعد أن رشحه للدخول الشيخ حسن قاسم.

يحكي الفشني الصغير رحلته مع القرآن والتلاوة، وكيف أسهمت العائلة في نجاحه ودعم الكثير من الشيوخ والمبتهلين له حتى حقق حلمه قائلا: "اكتشف والدي موهبتي وأنا في عمر 15 عاما، حينما كنت أقلد الشيخ محمد رفعت رحمة الله عليه، وحفظت القرآن الكريم والابتهالات، وشجعني على ذلك والدي الذي كان له دور كبير، وبدأت في ذلك العمر الالتزام أكثر بعد أن عرفت قيمة القرآن الكريم، والأستاذ أحمد السيد، في مقام عمي، كان له دور هو الآخر فكان يأخذني معه إلى المقارئ، وحلقات القرآن وكان يراجع لي الحفظ دائما، وما زال حتى اليوم يذهب معي إلى الحفلات والندوات والتسجيلات التي يتم دعوتي إليها، والأسرة كانت دائما تدعمني بكل الطرق، ولم يبخلوا بأي شيء لا ماديا ولا معنويا ودائما لو في أي فرصة بيكونوا واقفين معايا وبيسهلوا كل حاجة".

وعن ذكرياته مع أول مرة قرأ فيها القرآن قال: "كنت أؤذن في مسجد السلام عندنا، وتصادف وجود مأتم بجوار المسجد، فاستدعاني أحد القراء بعد سماع صوتي في أذان العشاء، وأصر على ذهابي معه وقرأت فيه، وده كان ليه دور كبير في أني أكون قارئ دلوقتي، وشجعني والموقف دا أنا مش هنساه دايما".


وعن الفعاليات والمسابقات الدينية التي شارك فيها قال: "لم أدخل مسابقات قبل ذلك، لكن لي العديد من اللقاءات التليفزيونية وشاركت في بعض الحفلات بالمساجد الكبرى، ومناسبات المولد النبوي والإسراء والمعراج وحفلات آل البيت في القاهرة في مولد مولانا الإمام الحسين والسيدة زينب، وكان موجود في الحفلة الأخيرة الدكتور أحمد عمر هاشم، والشيخ على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، والشيخ عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومحمود الشريف نقيب السادة الإشراف وأنا صوفي، ووالدي نائب الطريقة الدسوقية المحمدية".

النشأة الصوفية كان لها مفعول السحر في نشأة الفشني الصغير: "أول ما بدأت وأنا طفل ووعيت على الدنيا لقيت نفسي بحفظ في مجال الذكر، وكان ذلك له تأثير كبير عليا فيما وصلت إليه الآن، من حب لآل البيت ومن سماع للنغم وحب الأشعار الصوفية وأشياء كثيرة.

يتخذ الفشني الصغير من الشيخ ياسين التهامي، وأمين الدشناوي، ومن القراء الشيوخ محمد رفعت وعلي محمود وطه الفشني، ومحمد الفيومي مثلا أعلى، أما المبدأ الذي يسير عليه في حياته فهو يتلخص في توفيق الله سبحانه وتعالى، حيث يراه فوق كل شيء: "في بعض اللقاءات التليفزيونية التي كنت أسجلها اختلفت مع المذيع على نقطة حينما سألني.. إيه الفرق بين المبتهل المشهور والعادي؟ فقلت له: توفيق ربنا فاختلف معي، لكني لم أجد ردا غير ذلك وهو أن توفيق الله قبل كل شيء وأنا ألاحظ أن كل الأعلام والقراء والمبتهلين حتى خارج المجال الديني لن تجد شخصا ناجحا ومشهورا إلا بتوفيق المولى عز وجل".

أما عن كيفية دخوله مسابقة إبداع الأخيرة فأوضح أنه دخلها عن طريق ترشيح مركز الشباب بعد أن اجتاز الاختبارات على مستوى مدينة الفشن، ثم على مستوى محافظة بني سويف، ودخل الآن المسابقة على مستوى الجمهورية.

قرأ الفشني الصغير على أيدي كبار القراء مثل الشيخ طه النعماني، والشيخ محمود الطوخي، والشيخ أحمد نعينع، وكان أول من ساعده على القراءة في المساجد الكبرى بالقاهرة الشيخ محمد على جابين: "أمنية حياتي من وأنا صغير أن أكون مؤذنا في مسجد سيدنا الإمام الحسين، وربنا أكرمني على يد الشيخ "جابين" ورفعته من 7 سنوات، ولي أخ أصغر مني ويقرأ القرآن أيضا، وعنده 18 سنة".

وعن كيفية ترشيحه لاختبارات الإذاعة، أوضح أن ذلك جاء من خلال استماع بعض المشايخ لصوته: "الشيخ حسن قاسم، المبتهل بالإذاعة والتليفزيون رشحني للتقديم، وكان له فضل كبير في الموضوع وتعلمت المقامات على يد أكثر من شخص بينهم الشيخ ياسر الشرقاوي، ومحمد على جابين، وتم قبولي في الإذاعة تحت السن مع التأجيل لحين الوصول إلى 22 سنة، وأدرس حاليا في معهد محاسبة يعادل كلية التجارة، وأحاول دائما التوفيق بين الإثنين".

ويتذكر الفشني اللجنة التي اختبرته: "اللجنة كان يوجد فيها 14 شخصا على رأسهم رئيس شبكة القرآن الكريم، واثنان من الملحنين واللغة العربية وكان يوجد فيها الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف رحمة الله عليه".

وعن مدى تأثره بجده الشيخ طه الفشني يقول: "طبعا تأثرت به جدا.. فالشيخ تربطنا به صلة قرابة كبيرة من ناحية جدتي، والمستشار زين العابدين، نجل الشيخ طه الفشني، دائما ما يشجعني وكان يعطيني كل المعلومات التي كنت أريدها، ونصحني بالدخول لمعهد الموسيقى، وكان يرسل لي صورا للشيخ وبعض التسجيلات التي لا تتوافر على النت، ودائما ما كنت أسمع أن الشيخ طه الفشني بعد النجاح الكبير الذي حققه في القاهرة كان دائما ما يزور أهل بلده، وكان يجلس في المسجد الكبير بالمركز ويقرأ القرآن الكريم ويشجع طلاب العلم على الحفظ"".

سألناه: هل تقلد الشيخ الفشني؟ فأجاب: "نعم حاولت تقليده في القرآن والابتهال، لكن أنا مش بقلد بالضبط إنما أقتطف من الشيخ، ومن جميع القراء لكي أعمل لنفسي شخصية في القراءة والابتهال".


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية