رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أمريكا وحرب اليمن


ربما يعتبر البعض أنه ليس جديدا مطالبة واشنطن بوقف الأعمال القتالية في اليمن والانتقال إلى مائدة المفاوضات لإنهاء الحرب والتوصل إلى حل سياسي بين الفرقاء، وإن الجديد هو أن الأمر الذي كان يقال في الغرف المغلقة قد قيل الآن علنا، واتخذ شكل دعوة لوزارة الخارجية الأمريكية..


لكن مع طلب الخارجية الأمريكية بوقف الحوثيين إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تستهدف الأراضي السعودية، ووقف غارات الطائرات السعودية والإماراتية على الأراضي اليمنية، فإن الخارجية الأمريكية حددت موعدا لبدء مفاوضات جديدة بخصوص اليمن، وهو نحو الشهر..

وهو ما يشير إلى جدية الرغبة الأمريكية الآن في إنهاء حرب اليمن.. أي أن واشنطن قد لا تكتفى هذه المرة بإبداء رغبتها في إنهاء هذه الحرب للسعى لحل سيسي للأزمة اليمنية، وإنما قد يصحب هذه الرغبة تحركا أمريكيا لتحقيقها.

ولعل هذا يفسر القبول السعودي بما طالبت به الخارجية الأمريكية، بل والترحيب به، خاصة وأنه ليس في وسع السعوديين الآن في ظل تداعيات حادث مقتل جمال خاشقجى إغضاب واشنطن، وتحديدا في مشكلة يبغون هم أيضا وضع نهاية لها.. ولا يتعارض ذلك مع الأنباء التي تتحدث عن استمرار التحالف في اليمن في عملياته العسكرية التي تستهدف السيطرة على مدينة الحديدة، فإن تحسين الوضع على الأرض هو أمر مفهوم ودائم الحدوث قبل الذهاب إلى مائدة التفاوض.

لكن إذا كانت واشنطن قد ظفرت بموافقة السعودية على دعوتها بوقف العمليات العسكرية في اليمن والبحث عن حل سياسي للأزمة في اليمن، فإنها تواجه رفضا من الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن.. فقد سارع الحوثيون بإعلان رفضهم لدعوة الخارجية الأمريكية التي تلقى دعما من وزارة الدفاع الأمريكية أيضا، واعتبروها دعوة، كما قالوا، لتقسيم اليمن، مع اتهام واشنطن بأنها طرف في حرب اليمن.

وموقف الحوثيين مفهوم في ظل ما تتعرض له إيران من حصار أمريكى الآن تريد أن تخرج منه، وأحد أسلحتها لتحقيق ذلك أن يكون لهم دور ولو غير مباشر في المفاوضات الخاصة باليمن.. أي يريد الإيرانيون أن يحصلوا على ثمن مشاركة الحوثيين في تلك المفاوضات التي دعت إليها واشنطن بخصوص اليمن والتي تتأهب السويد لاستضافتها، وإن كانت السعودية أعربت عن استعدادها لأن تتم في الرياض.

وهكذا تنفيذ دعوة واشنطن بوقف الأعمال العسكرية في اليمن والذهاب إلى مائدة التفاوض لا تحتاج فقط لموافقة السعودية والإمارات التي طالبهما وزير الخارجية الأمريكي بوقف غارات طائراتهما على الأراضي اليمنية، وإنما تحتاج هذه الدعوة موافقة إيران أيضا، وإيران لن توافق مجانا.. الأمر الذي يعنى أن الحل السياسي الذي تتبناه مصر منذ وقت مبكّر لأزمة اليمن مرهون بالتوصل لحل للملف الإيراني في المنطقة وليس فقط الملف النووى لإيران..

وفى هذا الصدد يمكن فهم إطلاق الخارجية الأمريكية دعوتها بخصوص حرب اليمن في هذا التوقيت الذي يشهد تكثيف العقوبات الاقتصادية على إيران.
Advertisements
الجريدة الرسمية