رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لاتزال ألغام «خاشقجى» لم تنفجر بعد!


من يصدق أن ما نشر في مجلة "السفور المصرية" في عام 1916 هو ذاته ما ينطبق على واقعنا الآن، كتبت تحذر من أن "خاشقجى" وسقراط والإرهاب! أكبر سلطة موجودة في المجتمع هي الجهل، لأن الرأى العام يسوده الجهل، ولو عدنا للوراء أكثر  فقد حذر سقراط من ديمقراطية العامة لأنها غوغاء، ويقدم سقراط العلاج لهذا فيقول: لابد من تربية الرأى العام حتى يتحمل تبعات الديقراطية، وأبسط هذه الأشياء الاتفاق على المصطلحات!.


نعم لايزال الجهل يسود مجتمعنا العربى، وأيضا لم يتم تربية الرأى العام على تحمل تبعات الديمقراطية، أما الاتفاق على المصطلحات فهو أمر مهم للغاية، حتى الآن لا تزال كلمة الإرهاب بلا معنى متفق عليه، أمريكا تذبح العالم وتدعى أنها تحارب الإرهاب، الكيان الصهيون يذبح يوميا أهلنا في فلسطين، ويعلن أنه يحارب الإرهاب، كلا الدولتين ترسل رجالا يجوبون العالم للخطف والقتل بدعوى محاربة الإرهاب، وعندما يتصدى جيشنا للإرهاب الحقيقى سواء الإخوان أو في سيناء، يقولون إننا نستخدم القوة المفرطة، عجبا على هؤلاء!!

الآن العالم يقف على ساق واحدة، الخطر النووى يهدد الكرة بالفناء، الشمس تهدد بعدم الطلوع، القمر أعلن العصيان، الهواء أصبح وجوده على كف عفريت، لماذا هذا كله؟ لأن صحفيا سعوديا إخوانيا عميل الأمريكان، اختفى لمدة أسبوعين، وبعد هذا الاختفاء ظهرت الحكايات والأفلام وأشياء فوق الخيال، المتتبع لكل الروايات التي أعلنت منذ الإعلان عن اختفائه، وأنه آخر ظهور له في السفارة السعودية لإجراء بعض الأمور الخاصة، والرجل لايزال يحمل جنسية السعودية..

الغريب أنه بعد الإعلان بساعتين فقط ظهرت الروايات التي يعتقد أصحابها أنها محبوكة، اكتفى فقط بقصتين الأولى أنه تم اكتشاف الجثة، وأنه تم تقطيعها -للعلم أرسل لى صور لجثة مقطعة - وذلك عن طريق أطباء الطب الشرعى السعودى، الطريف أن هذا حدث قبل دخول أي شخص السفارة، ونسى أصحاب هذه القصة وهل تقطيع الجثة يستلزم إحضار طبيب شرعى، وطالما الأمر كذلك لماذا لم يتم قتله والتخلص من الجثة بالغازات وانتهى الأمر..

والقصة الثانية أن أحد المواقع الإخبارية العالمية الشهيرة أعلن أن لديه تسجيلات صوتية وصورا لكيفية الاغتيال، وأن الساعة التي كانت في يده سجلت ذلك وتم اكتشافها فتم تحطيمها، السؤال لو أن هذا حقيقيا فمن سجل والساعة تم تحطيمها؟ إلا إذا كان السفير أو القنصل أو القتلة هم الذين سجلوا وصوروا أنفسهم وأرسلوها لهذا الموقع الأشهر، العجيب في الأمر أنه لم يعلن لماذا كان ذاهبا للسفارة؟ وهل هذا الإخوانى والمعارض لسياسات بلده يذهب بسهولة ويسر بدون أي نوع من الحماية أو الحذر أو حارس خاص، وهو صاحب المال والسلطان عند الأتراك والأمريكان!!؟

لا تزال ألغام خاشقجى لم تنفجر بعد، مؤكد لست مع التصفية الجسدية لأى إنسان حتى لو خائن، فلابد من مواجهته ومحاكمته أولا، ولكن أتعجب لرهافة الإحساس والضمير الذي ظهر فجأة على الجميع!؟، هل نسى العالم جريمة ضرب الأمريكان هيروشيما ونجازاكى بالقنبلة النووية!؟، ماذا حدث من العالم عندما خطفت طائرة مدنية مصرية من الجو بزعم أن عليها فلسطينيين متهمين بقتل أمريكى على السفينة أكيلى لارو، الطائرة تعد جزءا من أرض الوطن ممنوع دخولها إلا بتصريح من صاحب الطائرة حتى لو كانت في بلد آخر، فما بالنا بخطفها في الجو في 1985..!؟

ماذا فعل العالم عندما أقامت أمريكا سجونا للتعذيب في جوانتانامو بدون أي محاكمات، بعد خطفهم من أفغانستان وترحليهم معصوبى الأعين ومربوطين في الطائرات؟ ماذا حدث من العالم وصور التعذيب البشعة في سجون أبوغريب شاهدها القاصى والدانى؟

ماذا فعل العالم بعد اغتصاب العراق أرضا وبشرا من أمريكا بدعوى كاذبة وثبت كذبها، والطريف  أنه بعد تدمير العراق وقتل ما يقرب من مليونى عراقى، وتشريد أكثر منهم غير ضحايا الحروب من معاقين يخرج المهرج رئيس وزراء بريطانيا وقتها تونى بلير منذ سنوات ليعترف بخطأ غزو العراق!

تدمير دولة وقتل وإصابة وتشريد ملايين لا يستحق سوى الاعتراف في تصريح فقط، وكلنا نتذكر الأفلام الكاذبة من الإعلام الغربى وحكامه حتى داخل الأمم المتحدة.. فماذا فعل العالم!؟.. من ينسى كيف أرسلت أمريكا قوات لتقتل أسامة بن لادن وتلقى بجثمانه في المحيط!! أي إنسانية تعرفها أمريكا؟

أمريكا الراعية الأولى للإرهاب بلا شك، أما الكيان الصهيونى في نهاية الثمانينيات  فقد تم قتل أبوجهاد قائد منظمة التحرير في بيته في تونس من الموساد الصهيونى ماذا فعل العالم!؟ وقبله كثيرون تم قتلهم في بلاد أخرى مثل غسان كنفانى، وسعيد الشقاقى، والطيران قتل أحمد ياسين الرجل المقعد، ولو تحدثنا عما فعله الصهاينة فإن تاريخهم من الجرائم يشيب له الولدان..

أعود للصحفى الإخوانى المختفى، المسئولية الأولى تقع على عاتق الدولة المضيفة له -تركيا- وثانيا السفارة السعودية، كنت أتمنى أن يكون هناك تحقيق مشترك برعاية الأمم المتحدة بدلا من الضجيج الذي ينبئ أن ماحدث هو جزء من مؤامرة تدبر في الخفاء.. ولكن اعتراف السعودية بأن خاشقجى قد قتل بعد مشاجرة مع العاملين بالقنصلية، هل انتهت المشكلة ؟؟

لا اعتقد، بل الأمور شائكة ومعقدة، لأن الثمن سيكون باهظا، وما ستدفعه السعودية غاليا، وأرجو ألا تصيب رزاز الثمن دول عربية أخرى، لأن ألغام خاشقجى لم تنفجر بعد!

وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر..
Advertisements
الجريدة الرسمية