رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ثنائى الشر.. مصير غزة لعبة في يد «نتنياهو وليبرمان»

نتنياهو وليبرمان
نتنياهو وليبرمان

تحولت لغة الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، من الحديث عن تسوية وضرورة التهدئة في قطاع غزة ورغبة في إتمام صفقة لتبادل الأسرى، إلى حديث حول ضرورة شن حرب ضد القطاع من جانب قادة الاحتلال وعلى رأسهم كبار رجال الدولة مثل رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه، أفيجدور ليبرمان.


انتخابات مبكرة
البداية كانت بالحديث عن افتتاح الدورة الشتوية للكنيست ومناقشة عدد من القوانين التي قال الإعلام الإسرائيلي عنها أنها تهدد حكومة نتنياهو وتعجل بالذهاب إلى انتخابات مبكرة، وبقيت على جدول أعمال البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، العديد من القوانين التي تفتقر إلى الإجماع، حتى في داخل الائتلاف الحكومي نفسه، مثل قانون تجنيد اليهود المتزمتين دينيا "الحريديم" في صفوف الجيش الإسرائيلي، وقانون اعتناق اليهودية، وقانون تأجير الأرحام.

وكان من المفترض مناقشة هذه القوانين في الدورة الماضية، إلا أن رئيس حكومة الاحتلال طلب إرجاءها إلى هذه الدورة، تجنبا للمواضيع المثيرة للخلافات داخل الائتلاف الحكومي سعيا منه لإطالة عُمر حكومته.

طوق نجاة
تلا ذلك حديث نتنياهو ليبرمان حول ضرورة شن مواجهة عسكرية واسعة في القطاع، في الوقت الذي يرفض قادة في الجيش الإسرائيلي دعوات نتنياهو ليبرمان، والحقيقة أن الأخيريين من مصلحتهما التلويح بالحرب في ضوء اقتراب انهيار الحكومة واقتراب موعد الانتخابات لأن حديث الحرب هو طوق نجاة وفرصة كبيرة لجذب اليمين الإسرائيلي المتطرف وتحقيق مكاسب لصالح نتنياهو ليبرمان في الانتخابات القادمة بعد كسب أصوات اليمين الذي يفضل الحرب على الهدوء والعنف عن الحديث حول السلام.

وفي ظل حديث نتنياهو وليبرمان عرض الجيش والشاباك، أمام المجلس المصغر موقفهما، بأن المواجهة الواسعة في غزة ليست ضرورية، والجيش يخشى من أن يتعرض لصعوبات أثناء القتال في القطاع دون أن تتعرض إسرائيل لانتقادات دولية وذلك بسبب وضع الفلسطينيين في غزة، ويعتقد الجيش أنه يجب منع شن مواجهة عسكرية حتى نهاية عام 2019، وذلك بعد إكمال بناء الحاجز الذي يهدف إلى تعطيل عمل الأنفاق الهجومية التابعة لحماس.

كما تشير تقديرات المنظومة الأمنية إلى أن حماس تدرك وضعها الإشكالي، لهذا يجب العمل على التهدئة والتوصل إلى تسوية.

في المقابل يرى رئيس أركان الاحتلال، جادي أيزنكوت، أن سوريا ما زالت تشكل الحلبة الأهم لإسرائيل وليس غزة، ويرى أن الحدود الشمالية تتطلب اهتماما عملياتيا خاصا، على حساب التغاضي عن حالات محددة في غزة.

المشكلات الداخلية

هذا التضارب في الأراء بين نتنياهو ليبرمان من جهة، وقيادات داخل المنظومة الأمنية من جهة أخرى يدلل على رغبة كل منهما، لتحقيق مكاسب شخصية تحت ذريعة الحديث عن الحرب رغم أن الإثنين على يقين أن الاحتلال غير قادرة على خوض حرب ضد قطاع غزة على الأقل في الوقت الراهن، وإنما تلك التصريحات ما هي إلا فرقعة إعلامية تهدف إلى التغطية على المشكلات الداخلية وصرف الانتباه عن تراجع شعبيتهما على المستوىين المحلي والدولي.
Advertisements
الجريدة الرسمية