رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريو الخطر في أزمة "خاشقجي"!


ليس في الأمر كله أي براءة من أي نوع ولا بأي درجة.. لا تركيا التي سجنت عشرات الصحفيين يعنيها مصير صحفي سعودي، ولا قطر التي سجنت شاعرا بحكم مؤبد بسبب قصيدة ركيكة لا معنى ولا قيمة فنية لها تعنيها حياة صحفي سعودي، ولا أمريكا التي قتلت شعوب بأكملها وتتجاهل تكميم أفواه شعوب أخرى بكاملها يعنيها أيضا صحفي سعودي..


ولذلك علينا معرفة وفهم السبب الحقيقي من الأزمة كلها.. التي جاءت على الطبطاب لهم كما يقولون.. أو تم الدفع إليها بطرق مختلفة.. الهدف: دخول السعودية إلى مأزق كبير يتم من خلاله إجبارها على عدة خطوات تبدأ بدفع الأموال بصور مختلفة، صفقات سلاح وعقود شركات وغيرها.. إلى الإسراع -الإسراع- بإنجاز فكرة الناتو العربي الإسرائيلي لبدء معركة طائفية طويلة ضد الشيعة وليس ضد إيران وحدها..

بما يعني حربا طويلة ضد الشيعة العرب في المنطقة الممتدة من البحرين حتى لبنان مرورا بالعراق وسوريا واليمن، وهذا معناه استنزاف نهائي للأمة العربية يقضي عليها نهائيا، بينما تبقى إسرائيل -كما هو مستهدف- وحدها كقوة وحيدة في المنطقة!

وكذلك إنهاء -إنهاء - الضغوط على الفلسطينيين لرفع الراية البيضاء نهائيا والتنازل عن كل قضاياهم من عودة اللاجئين إلى نسيان فكرة حل الدولتين نفسها!

لتحقيق ذلك يجب إدخال السعودية إلى دائرة محكمة لا يمكنها الفكاك منها إلا بنافذة يفتحها من بيده مفاتيح الأزمة، ولذلك نتوقع توجيه الاتهام خلال الأيام أو حتى الساعات المقبلة -وكما أشرنا إلى ذلك فيما كتبناه بعد اختفاء خاشقجي بساعات- لأسماء وشخصيات سعودية محددة ومعروفة تتولى مواقع رسمية، والأسماء الـ15 التي يردد الإعلام التركي أنها وصلت إلى تركيا يوم اختفاء خاشقجي..

ستكون القائمة الأولى التي سيتم توجيه الاتهام لها نظرا لتمتع السفير والقنصل بالحصانة الدبلوماسية، لتكون الخطوة التالية هي طلب مثول هؤلاء لجهات قضائية للتحقيق معهم على غرار أزمة "لوكيربي" بين بريطانيا وليبيا، التي رفض فيها الزعيم معمر القذافي تسليم مواطنين ليبيين مما أدى إلى فرض عقوبات وتصاعدها!

السيناريو السابق ستتصدى له السعودية بطبيعة الحال وسترفض التحقيق أو تسليم أي من مواطنيها ليس فقط لاعتبارات الكرامة الوطنية، لكن أيضا لأنهم يعلمون أن الخطوة التي تليها هي مطالب بتسليم من سيطلقون عليهم في تركيا وأمريكا "المحرضين" على ما جرى!

هل تصدق عزيزي القارئ أن السيناريو السابق هو سيناريو الخطر.. بينما لم يزل هناك سيناريو آخر هو سيناريو الرعب له أبعاد أخطر؟ له في حينه مقال مستقل!
الجريدة الرسمية