رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أسباب ابتكار الفراعنة لدفتر الحضور والانصراف المتبعة حتى الآن في العمل

ابتكار الفراعنة لدفتر
ابتكار الفراعنة لدفتر الحضور والانصراف

قال الدكتور إسلام محمد سعيد، الباحث الأثري، الكثير منا لا يعرف إن نظام الحضور والانصراف والإجازات المتبع حاليا في جميع الهيئات والمنظمات الحكومية المختلفة سواء كانت داخل مصر أو خارجها المتبع حاليًا كان معمولا به في مصر القديمة مع الاختلاف نسبيًا.


وأضاف "سعيد" أنه تم العثور على إحدى القطع المصنوعة من الحجر الجيرى بموقع دير المدينة أهم مقرات العمال الحرفيين خلال عصر المملكة المصرية الحديثة الواقع شمال وادى الملوك بمحافظة الأقصر، وتُعرض تلك القطع حاليًا بالمتحف البريطانى بلندن وهى منحوتة بالخط الهيراطيقي لعدد 280 يوم عمل مؤرخة بالعام الـ 40 من حكم الملك رمسيس الثاني من بينهم 70 يوم عمل كامل، سُجل على سطحها من الناحية اليمنى قائمة بأسماء حضور وغياب عدد 42 من العاملين بموقع دير المدينة بنسبة غياب اثنين فقط، كما قيد على الناحية اليسرى في خط رأسى أمام كل اسم أيام الغياب وأسبابه باللون الأسود والتي كانت بعضها بسبب مرض ما أو لدغة عقرب، أو للرغبة في الذهاب لتقديم القرابين للمعبودات، أو لإنجاب الزوجة، وأغلبها كانت في عهدهم أسباب كافية للتخلف عن الحضور، هذا ولتميز سطور إمضاءات الحضور والانصراف وأعذار الغياب حرص الفنان المصري القديم على تدوينها بالمداد الأحمر.

يذكر أن هناك عددا من الأبحاث والدراسات الحديثة أظهرت بعض الأسباب الأخرى التي كانت تجعل العمال يتخلفون عن الحضور للعمل تتلخص في انشغالهم بأداء بعض المهام كالحضور ككتبة أو التمثيل عن القائد أو الوزير في بعض الأحداث أو لأغراض أخرى تتعلق بالمجتمع الدينى أو المحلي كجمع الزراعات وصناعة الجعة لتقديمها للمعبودات، ونلاحظ أن تلك الأسباب تشبه إلى حد كبير ما يعرف في عصرنا الحالى بنظام المأمورية الذي يسلكه بعض من الموظفين في عدد من المصالح الحكومية لتسهيل إجراءات معينة متعلقة بالعمل.

وظل هذا النظام منهجًا متبعًا على مدار الفترات والعصور المتلاحقة إلى أن وصلنا لعصرنا الحالى الذي حافظ على الفكرة وأدخل عليها عامل التطوير والتجديد. فاستخدم التعاملات الورقية لإثبات الحضور والغياب بما تعرف بيومية الغياب كما وضع نظام للإجازات منها العارضة والاعتيادية، ثم أدخل التكنولوجيا بعد ذلك في جزئية الحضور والانصراف واستغنى بعض الشىء عن الإمضاء والتعامل الورقي من خلال اختراع جهاز بصمة الإصبع لضمان الحفاظ على مصداقية إثبات الحضور.

تلك مراحل تطوير مختلفة لفكرة واحدة ابتكرها المصرى القديم وعبر من خلالها عن نظامية مجتمعه ومن ثم طورها العالم بأكمله، ولكن مهما وصل الإبداع الحالى من ابتكارات واختراعات تظل الفكرة حقا محفوظا للحضارة المصرية القديمة مهد وأساس العصر الراهن.

Advertisements
الجريدة الرسمية