رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الصحافة الورقية باتت على خطر عظيم!


تراجعت الصحافة الورقية بشكل مخيف، نتيجة تراجع الأوضاع المهنية والأخلاقية والإدارية والمالية التي شهدتها سنوات ما بعد يناير 2011.. لا شك أن صحافتنا تعيش مأساة حقيقية (قومية وخاصة).

فلا هي نجحت في منافسة الفضائيات والسوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية.. ولا واكبت نبض الشارع وهموم المواطن وشواغله اليومية.. ولا نجحت في رسم صورة استشرافية للمستقبل وسيناريوهاته، لتأخذ بأيدي الناس إلى الطريق الصحيح.. ولا ناصرت الدولة في حربها مع الإرهاب والفكر المتطرف والفقر والأمية والتخلف والبيروقراطية والفساد والإهمال، بل تخلت عن مهنيتها وموضوعيتها وفرطت في مصداقيتها حين استسلمت لغواية المال والنفوذ والأجندات الخاصة، وجافت الحقيقة والحياد في تناول القضايا العامة وتغطية الأحداث.

وكان طبيعيًا وسط كل هذا التناقض والتحولات البهلوانية وتبدل المواقف والتلون من جانب بعض الصحفيين والإعلاميين الذين يتخذون من الإعلام والصحافة مطية لأغراض سياسية، أو مصالح خاصة فانتقلوا من النقيض للنقيض، حتى تاه الإعلام ومعه المواطن الذي لم يجد من يرشده لجادة الحق والصواب..

والأدهى أن بعض هؤلاء الآكلين على كل الموائد تقمصوا شخصية الثائر، فاستباحوا كل رمز وتطاولوا على كل قيمة، وخاضوا في تشويه السمعة ونهش الخصوصيات واغتيال البراءة وتصفية الحسابات.. مما ألحق بالإعلام أبلغ الضرر وصرف عنه جمهوره وأفقده المصداقية والاعتبار حتى خسر رصيده وبات على خطر عظيم.

وأصبحت الصحافة الورقية في مهب الريح ومهددة بالفعل بالانقراض والفناء وقد يكون ذلك قريبًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية