رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا كل هذا الفشل الذريع؟!


لا شك أن الصحافة الورقية تواجه تحديات ومخاوف تهدد وجودها؛ فثمة مصاعب اقتصادية عاصفة بعد تعويم الجنيه وما تبعه من غلاء فاحش لمستلزمات الطباعة والتشغيل، ناهيك عما تلاقيه الصحافة المطبوعة من منافسة شرسة وغير متكافئة من الفضائيات والسوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية، وتراجع الأوضاع المهنية والأخلاقية والإدارية والمالية التي شهدتها سنوات ما بعد يناير 2011..


هنا ندرك عمق المأساة وقسوة ما تعيشه الصحافة كلها قومية وخاصة هذا الأيام.. وربما يفسر لنا ذلك سر الفشل الذريع الذي لحق بإعلامنا، وعجزه عن التعامل الرشيد مع مجريات الأحداث والتطورات الهائلة التي تعيشها منطقتنا والعالم أجمع..

فلا هو واكب ما يجري على المسرح الدولي من ترتيبات وصراعات ما بعد عواصف الربيع العربي.. وكيف صارت الدول العربية نهبًا وساحة لصراع القوى الدولية.. وكيف يجري تهيئة المجال لتقسيم دولنا وتفتيت وحدة شعوبها لصالح أطراف بعينها.. ولا واكب إعلامنا وصحافتنا نبض الشارع وهموم المواطن وشواغله اليومية..

ولا نجح في رسم صورة استشرافية للمستقبل وسيناريوهاته ليأخذ بأيدي الناس إلى الطريق الصحيح.. ولا هو ناصر الدولة وشَد من أزرها في معاركها الكثيرة مع الإرهاب والفقر والأمية والتخلف والبيروقراطية والفساد والإهمال، بل تخلى عن مهنيته وموضوعيته وفرط في مصداقيته حين استسلم لغواية المال والنفوذ والأجندات الخاصة.. وجافى الصدق والحياد في تناول القضايا العامة وتغطية الأحداث.
الجريدة الرسمية