رئيس التحرير
عصام كامل

ضمير وزيرة الصحة!


استفز المتحدث باسم وزارة الصحة المواطنين، خاصة أهالي المتوفين ومصابي واقعة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم بالشرقية بالتصريحات التي أدلى بها عقب الإعلان عن الكارثة مباشرة، قال لا فض فوه: إن ما جرى مجرد حادث فردي!، وكأن وفاة ٣ مواطنين مصريين دخلوا إلى المستشفى على أرجلهم وخرجوا منه إلى القبر مباشرة.. بينما ١٣ آخرين نقلوا إلى المستشفيات الأخرى لتلقي العلاج.. لا يراه المتحدث الرسمي سوى مجرد حادث فردي!


ما زاد الطين بلة «كما يقولون» أن الرجل واصل تصريحاته المستفزة بأن الدولة تعاقدت على شراء «حضانات» للأطفال تسد العجز الموجود حاليا، ووصف هذا الإجراء بأنه يحمل أخبارا سارة للمواطنين، ولو أنه أعلن هذا الخبر في مناسبة أخرى لتقبله المواطنون بالترحاب، أما أن يعلنه عقب كارثة تؤثر على ٥٠ ألف مريض يتعاملون مع وحدات الغسيل الكلوي وليس فقط مرضى مستشفى ديرب نجم، فهذا يثبت أن الرجل في واد بينما المرضى وأهاليهم في واد آخر..

ويحسب لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد أنها حاولت علاج آثار تصريحات المتحدث باسم وزارتها، خلال مشاركتها في اجتماع لجنة الصحة بالبرلمان، فقد أعلنت أنها لن تهرب من تحمل مسئوليتها كوزيرة للصحة، ووصفت ما جرى بأنه كارثة حقيقية، وأن الوزارة ستحاسب كل من يثبت إهماله، وأن الخطأ البشري وارد ولكنه غير مبرر.

وهو موقف يحسب للوزيرة.. ولم نقف على مثله من وزراء سابقين عندما تحدث جرائم في قطاعات تابعة لهم يحملونها لصغار الموظفين أو كبارهم.. ولا يعترفون بمسئوليتهم عن ارتكابها.

وأخطر ما أعلنته الوزيرة أن الوزارة تعاني عجزا كبيرا في الأطباء.. لأن بعضهم يعمل في السعودية، والآخرون بالمستشفيات الخاصة، والوزارة لا تستطيع منافسة السعودية والمستشفيات الخاصة في المرتبات التي تمنح للأطباء.

وأثارت الوزيرة قضية دار حولها نقاش طويل داخل اللجنة، وهي الخاصة بأن العاملين بالوزارة ليس لديهم إحساس بالمسئولية، وأن الضمائر الغائبة تقود إلى العديد من الحوادث.

ومن بين الآراء الإيجابية التي طرحها النواب في حوارهم مع الوزيرة ما قدمته النائبة سماح سعد من أنه يجب تفعيل القانون.. ومحاسبة المهملين والمقصرين، وليس الاعتماد على الضمائر، وبذلك تكون النائبة قد وضعت يدها على جذور المشكلة التي تتمثل في تجاهل تطبيق القوانين العقابية على جميع العاملين، وساعتها ستتوقف التجاوزات، ويتحمل كل موظف مسئوليته، وإلا سيتعرض للعقاب.
الجريدة الرسمية