رئيس التحرير
عصام كامل

سليمان الحلبى بطل سوريا

سليمان الحلبى
سليمان الحلبى

تكونت فى رأس البطل سليمان الحلبى فكرة محاربة الفرنسيين وإخراجهم من مصر، وخاصة بعد أن سافر من سوريا إلى مصر، وتعرف على شيوخ كبار من الأزهر، وشاهد ما فعله الفرنسيون وإعدامهم لعدد من الشيوخ الأجلاء، فعاد إلى حلب مرة أخرى وهاجس إخراج هؤلاء الغزاة وتحرير الأرض منهم يداعب مخيلته، فسافر سليمان الحلبى من حلب إلى القدس وحين رجع الوزير العثمانى بعد هزيمتهم أمام الفرنسيين، فى حين كان الوزير فى غزة الذى أرسل "أحمد آغا" أحد آغوات الوزير الذى كان فى غزة إلى القدس ليتسلم منصبه فى بيت المتسلم (الوالى)، فعمد سليمان الحلبى إلى مقابلة ياسين آغا الذى شجعه، وتم الاتفاق على خطة سليمان الحلبى وتبلورت الفكرة فى قتل القائد الفرنسى فى مصر.

وبعد 10 أيام سافر من غزة فى قافلة صابون ودخان، ووصل القاهرة بعد 6 أيام، ذهب إلى الأزهر وسكن هناك عرف بعض الساكنين معه وهم من بلده حلب أنه حضر ليغازى فى سبيل الله بقتل الكفرة الفرنسيين.

تفاصيل عملية الاغتيال فى يوم السبت 21 محرم 1215 هـ - 14 يونيو1800م، كان سليمان الحلبى قد فكر وخطط لكيفية الوصول وتنفيذ خطته، حيث إن كليبر ومعه كبير المهندسين بالبستان الذى بداره بحى الأزبكية (والتى كان يتم إصلاحات بها)، فحان وقت التنفيذ تنكر سليمان الحلبى فى هيئة شحاذ أو شخص له حاجة عند كليبر، ودخل عليه ومد كليبر يده ليقبلها، فمد سليمان الحلبى يده وشده بعنف وطعنه 4 طعنات متوالية أردته قتيلا، وحين حاول كبير المهندسين الدفاع عن كليبر طعنه أيضاً ولكنه لم يمت، وامتلأت الشوارع بالجنود الفرنسيين اختبأ فى حديقة مجاورة، إلى أن فتشوا عنه وأمسكوا به ومعه الخنجر الذى ارتكب به الحادث (والذى يحتفظ به الفرنسيون إلى يومنا هذا بأحد المتاحف الفرنسية).

حققوا معه ومع من عرف أمره من المجاورين، وأصدر مينو فى اليوم نفسه أمراً بتكليف محكمة عسكرية لمحاكمة قاتل كليبر، وهذه المحكمة مؤلفة من 9 أعضاء من كبار رجال الجيش، وكانت رئاسة المحكمة للجنرال رينيه، وحكموا عليهم حكماً مشدداً بالإعدام إلا واحداً، فحكم عليه الفرنسيون بحرق يده اليمنى وبعده "يتخوزق" ويبقى على الخازوق لحين تأكل رمته الطيور، كما كانت العادة فى أحكام الإعدام، ونفذوا ذلك فى مكان علنى يسمى "تل العقارب" بمصر القديمة، على أن يعدموا رفاق سليمان الحلبى أولا ويشهد سليمان إعدام رفاقه ممن عرفوا أمره ولم يبلغوا الفرنسيين بالمؤامرة، ومن ثم أعدموه بالطريقة المتبعة أيامها، وتركت جثته للطيور، وأعطى البطل السورى سليمان الحلبى مثلا أعلى للشجاعة والبطولة.

وقد قام الشعب السوري بجمع التوقيعات الشعبية لإرسالها إلى الحكومة الفرنسية مطالبين بعودة رفات سليمان الحلبي والتى حملتها القوات الفرنسية معها إلى باريس، ورفات سليمان الحلبي معروضة في متحف التاريخ الطبيعي بباريس وقد كتب تحت جمجمته كلمة مجرم.
الجريدة الرسمية