رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء أسواق مال: الموجة العرضية للبورصة تهدد مستقبل الطروحات

البورصة المصرية
البورصة المصرية

أكد خبراء أسواق المال على أن البورصة تعانى خلال الأسبوع الأخير حالة تراجع غير المسبوق في أدائها حيث وصلت لأدنى مستوياتها في 10 شهور، مشيرين إلى أن ذلك تسبب في تراجع مؤشرها الرئيسي من مستويات 18400 نقطة لما دون 15000 نقطة وانخفاض رأس مالها السوقي بمقدار 47 مليار جنيه، مما يدعو للحذر خاصة مع تراجع مستويات السيولة، واعتزام الحكومة طرح العديد من الشركات في البورصة خلال أسابيع.


تراجع السيولة خطير
قال محمد سعيد خبير أسواق المال، إن البورصة دخلت أسوأ أسابيع تعاملاتها خلال الأيام الأخيرة ووصل رأس المال السوقى إلى 14069.8 نقطة وهو أدنى مستوى له خلال 10 شهور، ما تسبب في تراجع مؤشرها الرئيسي من مستويات 18400 نقطة هبوطًا إلى مستوى 14098.9 نقطة وانخفاض رأس مالها السوقي بمقدار 47 مليار جنيه.

واستطرد: رغم ذلك إلا أن احتفاظ البورصة باتجاهها الرئيسي الصاعد نسبيا يضمن استمرارها مؤهلة لاستيعاب برنامج الطروحات الحكومية والتي من شأنها أن تعيد للبورصة قدرًا من سيولتها التي تراجعت مؤخرا فبعد أن كان متوسط تداولات السوق في الجلسة الواحدة يزيد عن مليارى جنيه تراجع ليصل لمتوسط 600-700 مليون جنيه في الجلسة.

وأضاف "سعيد": "إننا نعانى تراجع مستويات السيولة، فالسيولة المرتفعة من أهم شروط استيعاب السوق الطروحات خاصة كما في حالة الشركات الكبرى التي تستهدفها البورصة في المرحلة الأولى من برنامج الطروحات الحكومية.

وأكد أن التحرك العالمي السلبي للأسواق الناشئة بسبب غياب الأجانب، منتقدا تأخر الطروحات الحكومية والتي بدأ الحديث عنها منذ أكثر من عامين، وهو الملف الذي لم يشهد أي تقدم حتى اليوم ليطرح على الساحة طرح أسهم إضافية من شركات متداولة في البورصة، مطالبًا بتجديد الآليات الجاذبة لعودة البورصة لقوتها فسوق المال بحاجة ماسة لمستثمرين ورؤوس أموال جديدة فضلا عن الترويج لها بشكل أكبر من المتاح حاليا، كتطوير الشورت سيلينج وتنشيط الأسهم الخاملة في البورصة والمزيد من العمل على ملف الشفافية والحوكمة، وإعادة تقييم الأسهم التي عليها تحفظات، فضلا عن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد المتلاعبين بأسعار الأسهم وتفعيل الرقابة على الأسواق والتداول ما سيشكل إضافة كبيرة للبورصة المصرية.

وأضاف سعيد الفقى خبير سوق المال، أن المؤشر وصل لمستويات تاريخية عند 18500 نقطة في وقت قياسي في الربع الأول من هذا العام ، وهو ما كان مستهدفا إلا أنه عاود الانخفاض إلى ما دون 15000 نقطة ، فحدثت فجوة صعوديا له بدون بدايات واستمرت وتيرة الانخفاضات.

وأرجع الفقى تراجع المؤشرات لعدة عوامل خارجية كالتوترات الاقتصادية بين أمريكا والصين وانعكاسها على الأسواق، وارتفاع الفائدة الأمريكية، لافتا إلى أن السوق يعاني ضعف السيولة وتراجع التداول ما يقلق المستثمرين، فالأداء باهت لانعدام المحفزات وعدم وجود مستجدات مما يستدعى تعجيل برنامج الطروحات وجذب شرائح جديدة من المستثمرين.

وعلى جانب آخر قالت ماريان عزمى خبيرة أسواق المال، أن ما يحدث للبورصة طبيعى مشيرة إلى أنه قد يفرح المستثمرون بالصعود ولكنه خطأ حيث أن السوق ما زال به ضعف واضح وفرص صعوده ضعيفة وأرجح الاتجاه العرضى المائل، وما يحدث بالسوق تشهده الأسواق الناشئة من ضعف عام والحرب التجارية بين أمريكا وأوروبا والصين بالإضافة إلى ضعف السيولة بالسوق وبالتالى يجب الحذر كثيرا من طرح الطروحات الجديدة حاليا لأن الشارع يعانى ضعف المدخرات والسيولة حسب تقارير البنك المركزى بشأن انخفاض ودائع العملاء.

وتابعت: أن هذا واضح جدا بالسوق الأسهم بعد أن تم الإعلان عن طرح 4.5 % من أسهم الشرقية للدخان وعدم تفاعل السوق مع هذا الخبر فيجب التروي قليلا لنجاح برنامج الطروحات.
الجريدة الرسمية