رئيس التحرير
عصام كامل

كربلاء.. إحياء ذكرى مقتل حفيد الرسول بـ«الدماء والسيف»

فيتو

تجمع الملايين من شيعة العراق بالمراقد والمساجد في كربلاء وأجزاء أخرى بالبلاد، اليوم الخميس، لإحياء ذكرى يوم عاشوراء، وتوافدت حشود ضخمة من جميع أنحاء العالم؛ لإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين.


1- إحياء الذكرى



ويحيى الشيعة ذكرى عاشوراء بالعراق وفي بلدان أخرى ذات كثافة سكانية شيعية واضحة منها أفغانستان وأذربيجان والبحرين وإيران ولبنان وباكستان والسعودية وسوريا.

كان جيش يزيد بن معاوية قد حاصر الحسين بن على وأنصاره في اليوم الأول من شهر محرم في صحراء قرب كربلاء، وفي العاشر من الشهر سقط الحسين حفيد رسول قتيلا في معركة تعرض فيها للخيانة، بعد أن رفض إعلان البيعة ليزيد.

وقطع رأس الحسين وأرسل إلى دمشق مقر الخلافة الأموية، وكان ذلك في عام 680 ميلادية.

وتكثر مشاهد جلد النفس وشج الرأس ضمن مظاهر إحياء الشيعة لذكرى مقتل الإمام.

2- معركة كربلاء 



ومعركة كربلاء التي تسمى أيضا بـ«واقعة الطف» هي معركة حدثت في 10 محرم سنة 61 للهجرة والتي تصادف 12 أكتوبر 680 م بين قوات تابعة للإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وزوج بنت النبى السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، وجيش تابع للخليفة الأموي يزيد بن معاوية بن الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان.

تعتبر معركة كربلاء من أكثر المعارك جدلا في التاريخ الإسلامي فقد كان لنتائج وتفاصيل المعركة آثار سياسية ونفسية وعقائدية لا تزال موضع جدل إلى يومنا هذا حيث تعتبر هذه المعركة أبرز حادثة من بين سلسلة من الوقائع التي كان لها دور محوري في صياغة طبيعة العلاقة بين السنة والشيعة عبر التاريخ.

3- ثورة المظلوم



وأصبحت كربلاء وتفاصيلها الدقيقة رمزًا للشيعة ومن أهم مرتكزاتهم الثقافية وأصبح يوم 10 محرم أو يوم عاشوراء، يوم وقوع المعركة، رمزا من قبل الشيعة حسب اعتقادهم "لثورة المظلوم على الظالم ويوم انتصار الدم على السيف".

وبات شعار "يا لثارات الحسين" التي أول من نادى بها هو المختار الثقفي، وأصبحت عاملا مركزيا في تبلور الثقافة الشيعية وأصبحت المعركة وتفاصيلها ونتائجها تمثل قيمة روحانية ذات معاني كبيرة لدى الشيعة الذين يعتبرونها ثورة سياسية ضد الظلم.
 
بينما أصبح مدفن الحسـين في كربلاء مكانا مقدسا لدى الشيعة يزوره مؤمنوهم، مع ما يرافق ذلك من ترديد لأدعية خاصة أثناء كل زيارة لقبره.

4- روايات متضاربة



وهناك تضارب حول التفاصيل الدقيقة لوقائع المعركة وما حدث بعدها، ولا يوجد مصادر محايدة يمكن الاعتماد عليها ولكنَّ هناك إجماعا على قطع «رأس الحسين» وإرساله مع نساء أهل بيت الحسين إلى الشام إلى عاصمة بني أمية وتحديدًا لقصر يزيد بن معاوية، فبعض المصادر تشير إلى أنه أهان نساء آل بيت رسول الله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك، ولكن هناك مصادر أخرى على لسان ابن تيمية تقول نصا "إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريما بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم"، وهذه الرواية يرفضها الشيعة وبعض من أهل السنة.

5- رأس الحسين 



أيضا هناك جدل كبير حول مكان رأس الحسين، التي أُرسلت إلى يزيد بن معاوية، فقد قال المقريزي، المؤرخ المصري، إن الرأس مكث مصلوبًا بدمشق ثلاثة أيام، ثم أُنزل في خزائن السلاح حتى ولي سليمان بن عبد الملك، فبعث فجاء به وقد صار عظمًا أيضًا، فجعله في سفط وطيبة وجعل عليه ثوبًا ودفنه في مقابر المسلمين.

والرأي الآخر يقول، إن الرأس دفن في مواضع كثيرة قبل أن تستقر في مدينة عسقلان في فلسطين، وعندما جاءت الحملات الصليبية على الشام وحاصر بلدوين الثالث مدينة عسقلان، خشي الفاطميون أن يصل الصليبيين إلى رأس الحسين، فقامت الحامية الفاطمية في عسقلان بأخذ الرأس الشريف وحملته إلى مصر، وذلك قبل دخول الصليبيين واستيلائهم على عسقلان عام 1153 م / 548 هجرية.

وأمر الخليفة الفائز الفاطمي في مصر بحفظ رأس الإمام الحسين في علبة في أحد سراديب قصر الزمرد، إلى أن تم بناء مشهد لها بالقرب من الجامع الأزهر الشريف وذلك في عام 1154 م / 549 هجرية، وهو المشهد الحسيني الموجود حاليًا مواجهًا لجامع الأزهر.

في بداية الأمر لم يكن هناك مسجد بجوار الضريح، ولكن الأمراء والحكام تسابقوا في عمارة الضريح وما حوله حتى تحول إلى مسجد وزادوا في مساحته حتى وصل إلى شكله الحالي.

وعزز الرواية السابقة عدد من المؤرخين وكتاب السيرة، ومنهم ابن ميسر والقلقشندي وعلي بن أبي بكر وابن إياس وسبط الجوزي والحافظ السخاوي والمقريزي، أجمعوا على أن جسد الحسين رضي الله عنه دفن في كربلاء، أما الرأس فقد طافوا به حتى استقر في عسقلان في فلسطين، ونقل منها إلى القاهرة في العام 548 هـجرية الموافقة 1153 ميلادية.

أما الروايات الرافضة لمقولة وجود الرأس في القاهرة، فقد تبناها السلفيون، مستندين على ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، عن وجود الرأس في البقيع في المدينة المنورة، واستند ابن تيمية على أقوال العديد من المؤرخين والتابعين الذين عاصروا فترة مقتل الحسين.

وذكر ابن تيمية أن المدفون في مسجد الحسين رجل قبطي وليس رأس الحسين وإن الدولة الفاطمية عندما دخلت مصر وجدت ولع المصريين بحب آل البيت، فأشاعت خبر نقل رأس حفيد الرسول إلى القاهرة.
الجريدة الرسمية