رئيس التحرير
عصام كامل

«مآذن تعانق السماء وبيوت تتأهب للصلاة».. جولة في مكتبة الحضارة بالقلعة

فيتو

نظمت مكتبة الحضارة الإسلامية بالقلعة، والتابعة لقطاع شئون الإنتاج الثقافي، أمس الأربعاء، جولة حول آثار منطقة الخليفة والسيدة زينب.

وتولى الدكتور محمد ناجي والدكتور على عبد السلام مفتشي الآثار بمنطقة الخليفة العمل كمرشدين للجولة التي بدأت بزيارة سبيل وكتاب "أم عباس "1248هـ والذي أنشأته والدة الخديو عباس ترحما على ابنها الخديو عباس، وأنشأ السبيل لتوفير المياه وتقليل تكلفة نقلها، وهو سبيل قائم بذاته يقع بشارع الصليبي مع تقاطع السيوفي بمنطقة الخليفة، ويعد نموذج معمارى فريد بشكل مثمن ذات وجهات وحجرة للسبيل وكان يوضع به بعض الروائح الطيبة للشاربين ويتميز بتأثير الركوكو والباروك وهي طرز معمارية أوروبية.

وأوضح "ناجي" أن سبب تسميته نسبة إلى الورش التي توجد به من عمل العربات ومستلزمات الخيول وكل ما يتعلق بركوبة الخليفة في العصر العباسي والتي مازالت تلك الحرف موجودة حتى الآن بهذا الشارع العريق.

وتوجهت الجولة بعد ذلك إلى أجمل البيوت التي تم تحويلها إلى مسجد، حيث كانت تحويل المنشآت المدنية إلى دينية سمة العصر العثمانى وهو مسجد ومنزل "أحمد كوهيه الخليفة العثماني" 1117 مـ بني في العصر العباسي ثم تحول من منزل إلى مسجد وأضيف إليه المحراب، وتم ترميمه ضمن مشروع تخفيض المياه التابع لوزارة الآثار والجمعيات المحبة للحفاظ على الآثار وخدمة الأثر.

وكان مسجد "أحمد ابن طولون" الذي أبهر الزائرين عند رؤيته لضخامته وجمال مآذنه الفريدة في التصميم والتي بدت تعانق السماء، وقد أنشأ المسجد في مدينة القطائع فوق جبل "يشكر" ويتكون من الصحن الأوسط وأربعة أروقة عام 1107 هـ وكان يستعمل كاستراحة للحجاج وهو أكبر المساجد في القاهرة وكان محطا للأحداث التاريخية، به زخارف مصنوعة من الجص وعناصر فنية ومعمارية فريدة، حيث يتميز نظام المئذنة بسلم فريد من الخارج، ويبلغ طول المئذنة 40 مترا وهو شبيه لمسجد سمراء بالعراق.

أما متحف "جاير أندرسون" الذي استغرق النظر والتأمل من الزائرين من روعة تصميمه وجمال مقتنياته ويعرف باسم "بيت الكريتلية" بني عام 1631 م يتكون من منزلين وهما منزل "الحاج عبد القادر والست أمنة" ومنزل "للحاج بن محمد بن سالم الجزار" وسكنه العديد من الأجيال حتى اشترته سيدة من جزيرة كيريت اليونانية وسمي باسم "السيدة الكيريتيلية"، وفى عام 1930 م اشتراه "جاير أندرسون" طبيب بالجيش البريطاني تم انتدابه للعمل بالجيش المصري 1920 م وكان فنانا ورساما ومن مقتنيي التحف واللوحات الفنية، وكون مجموعة مقتنيات فنية من روائع الفنون من جميع البلدان العالم ووضعها في هذا البيت ذات الطراز المعمارى الإسلامي، ومكون من ثلاثة طوابق وسبيل، ويضم المتحف أروع الأعمال الفنية والمنحوتات والمشغولات النحاسية، وقد أوصي "آندرسون" بأن يرجع البيتان للحكومة المصرية بعد وفاته على أن يظل اسمه عليهما وأقام به من عام 1930 حتى عام 1942 حتى غادر البلاد أثناء الحرب العالمية الثانية.

وتضمنت الجولة زيارة "ضريح شجرة الدر" والذي بني قبل وفاتها وأمرت أن تدفن فيه، وهو يحتوي على زخارف تعبر عن اسمها، عبارة عن تصاميم لأشجار يخرج منها الدر، وتعد "شجرة الدر" شخصية تاريخية فاصلة في تاريخ الحكم بين العصر المملوكي والأيوبي.

وتأتى الجولة بمسك الختام عند زيارة "قبة السيدة رقية" و"قبة محمد بن سيرين" مفسر الأحلام ومسجد "السيدة نفيسة" الذي يضىء شارع الأشراف بمنطقة الخليفة بوجود قباب آل البيت به والذي نال إعجاب الجميع حيث القباب الشاهقة والمقرنصات الفريدة والأسقف التي تعد قطعة زخرفية رائعة الجمال والكتابات الكوفية المزخرفة الباقية دليلا على عراقة مصر التي تضم أجمل المعمار والفنون في العالم.
الجريدة الرسمية