رئيس التحرير
عصام كامل

امنحوا محافظ المنيا.. فرصة


الصورة أزعجت كل الذين شاهدوها!، محافظ المنيا يصلي داخل مكتبه، في وقت تشتعل فيه الفتنة في قرية «دمشاو هاشم» وبيوت الأقباط في القرية يهاجمها متطرفون.. اعتراضا على صلواتهم داخل أحد المنازل.. وإشاعة أنه سيتحول إلى كنيسة.. كل ذلك يحدث والمحافظة غائبة.. والمحافظ يصلي، وتلتقط له الصورة التي توزع على وسائل الإعلام، والاعتراض ليس على أن الرجل يؤدي فريضة الصلاة، إنما على السماح للمصور بالتقاط الصور، وما صحب ذلك من «بروباجندا»..


ولم يكن الحدث يمر دون أن يعلق عليه العشرات، وربما المئات من قبيلة «الفيس» بعضهم استرجع مقولة الرئيس السادات.. أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة، فهل يريد المحافظ أن يذكر الأقباط بها، أم أنه يبعث برسالة إلى المصريين الأقباط في قرية «دمشاو هاشم» بأن المحافظة ليست معنية بما يجري، وعليهم تسوية الأمر عن طريق بيت العائلة!

المهم أنه بعد تلك الضجة تبين أن الصورة للمحافظ السابق، وليست للجديد الذي وصل إلى المحافظة منذ بضعة أيام، والمثير أن أحدا من الذين تسابقوا للهجوم على الرجل لم يبادر بالاعتذار عن هذا الخطأ.. الذي كان يمكن أن يشعل الحرائق.

والأغرب أن الحملة لم تتوقف بل تسابق عدد من المعارضين للمطالبة بعزل المحافظ الذي فشل في مواجهة ما يجري في القرية الحزينة، كل ذلك حدث بينما المحافظ يلتقي وفدا كنسيا من دير الأنبا صموئيل بمركز العدوة، يقدم له «مصحف» بمناسبة توليه منصبه، وأهم ما جرى في اللقاء.. وعد المحافظ لزواره بأنه يطبق منهجا يستند إلى ترسيخ القانون.. وتحقيق العدالة بين أبناء المحافظة جميعا.. وأن الجميع سواسية أمام القانون.

دعونا نتابع خطوات المحافظ والإجراءات التي يتخذها.. وإذا ما كان سيلتزم بالوعود التي أطلقها بالاحتكام إلى القانون وحده في التعامل مع الجريمة البشعة التي تعرض لها مصريون أقباط، لمجرد أنهم يؤدون الصلوات، أم أنه سيخضع لضغوط مستشاريه، بأن يلجأ إلى جلسات الصلح التي يعقدها ما يسمى «ببيت العائلة» ولم تفلح مرة واحدة في وقف تلك الجرائم، وكانت أحكامه في معظمها تأتي على حساب الطرف الأضعف لصالح المعتدين الذين أحرقوا بيوت الأقباط وسرقوا محتوياتها، وعادة ما يجبر الأقباط على التنازل عن دعاواهم، ويتكرر العدوان في قرية أخرى من قرى المنيا.

معركة المحافظ الجديد تتمثل في تخليص المنيا من وصمة التعصب التي لحقت بها منذ ٢٠١١.. امنحوا المحافظ فرصة لتنفيذ وعده، ثم يأتي وقت الحساب.. وإنا لمنتظرون!
الجريدة الرسمية