رئيس التحرير
عصام كامل

محمد عادل فتحي يكتب: فارق الثقافة

محمد عادل فتحي
محمد عادل فتحي

كثيرًا ما يردد البعض جملة ثقافة اللاعب وكثيرًا أيضًا ما نشاهد لاعبًا مصريًا ناجحًا احترافيًا، وآخر لم يحالفه التوفيق رغم اقتراب المستوى الفني أو المهاري بين الإثنين، وهنا يتضح الفارق في الثقافة بين نموذجين لا يختلفان فنيًا ولكن تباينت ثقافتهما.


ما دفعني للحديث حول ثقافة لاعب كرة القدم عمومًا واللاعب المصري تحديدًا هي مكالمة مفاجئة جاءتني من أمريكا من نجم وهداف سابق للمقاولون العرب هو النجم الخلوق محمد فهيم صاحب هدف فوز المقاولون بكأس مصر عام 2004، والذي ابتعد عن كرة القدم وعمل واستقر في أمريكا.

المكالمة حملت بكل تأكيد ذكريات رائعة وحديث ممتع مع نموذج مصري رائع ما زال يحمل قدرًا من الحب والتقدير لشخصي ولنادي المقاولون العرب وبالطبع تطرق الحديث إلى الكرة المصرية واللاعب المصري وثقافته وكيف تكون مصدرًا للنجاح أو الفشل بغض النظر عن الموهبة التي يتمتع بها عدد كبير من اللاعبين في مصر، ولكن القليل منهم فقط من ينجح والسر في الشخصية والثقافة فاللاعب المحترف صاحب الثقافة يعلم أن دوره هو التطوير والتطور المستمر لنفسه والعمل باستمرار على تنمية مهارته وشخصيته ولكن للاسف أغلب لاعبينا لا يتمتعون بهذه الثقافة ولا يعملون على التطوير، فمن المفترض أن يكون الملعب والمستوى هما الشغل الشاغل للاعب الكرة، وما نشاهده من تطور في مسيرة نجمنا محمد صلاح خير دليل على ذلك، والعكس متوفر لدينا بكثرة في ملاعبنا، فاللاعب المصري أو أغلبهم حتى لا نتهم الجميع مشغولون دائمًا بالغير وبأمور خارج الملعب، سواء تعديل عقد أو الحصول على أموال أو المقارنة مع لاعبين آخرين أو التفكير في عروض أثناء ارتباطه بعقد مع ناديه، في حين أنه لا يرى أي تقصير من جانبه فعندما يجلس على دكة البدلاء أو يتم استبعاده يكون السبب الأول المدير الفني، الذي لا يحبه، ولا يلتفت أبدًا إلى مستواه وكيف يقوم بتطويره.

إذا كنا نُسلم بحقوق اللاعبين في الحصول على عقود جيدة فلابد أن يتحلى اللاعب المصري بالثقافة الاحترافية أيضًا، ويشاهد النماذج العالمية التي تعمل باستمرار على تطوير مستواها، ولدينا أمثلة عديدة بداية من نجمنا محمد صلاح كما ذكرت والنجم العالمي كريستيانو رونالدو الذي نتابع جدية تدريباته ورغبته المستمرة في الحفاظ على مستواه.
الجريدة الرسمية