رئيس التحرير
عصام كامل

آثار مهددة بالانهيار بسبب التغيرات المناخية.. ثقوب بقلعة قايتباى.. مطالب بتوفير طلمبات لسحب مياه كوم الشقافة بالإسكندرية.. مقابر الشاطبي ضمن القائمة.. وتآكل أرضيات وجدران «الأنفوشي»

 بقلعة قايتباى
بقلعة قايتباى


من كان يتخيل أن مواقع أثرية شهيرة شاهدة على حضارة الـ7 آلاف سنة، تروي حكاية مصر والمصريين عبر التاريخ، ويأتي إليها الأجانب من مشارق الأرض ومغاربها للاستمتاع بالنظر إليها، أصبحت معرضة للاختفاء بفعل التغيرات المناخية؟


الجدير بالذكر، أن مصر من أكثر دول العالم تعرضا لمخاطر التغيرات المناخية، والتي من شأنها تعرض‏25%‏ من مساحة منطقة الدلتا للغرق بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر‏، وكذلك تأثر المحاصيل الزراعية ونقص موارد المياه وما يصاحبها من تأثيرات ضارة على البيئة والصحة العامة والمجتمعات السكانية‏.

قلعة قايتباي
بالرغم من صمود قلعة «قايتباي» العديد من السنوات، إلا أن تغير المناخ وخاصة بفصل الشتاء، يتسبب في تهديد هذا التراث العريق، فقد أدى ارتفاع منسوب مياه البحر بسبب تغيرات المناخ إلى انهيار جزئي في القلعة، فقد أصابت الأمواج الجزء الشمالي من القلعة محدثة ثقوبا في جدرانها.

وعن تأثير تغير المناخ على قلعة قايتباي أكد اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أن القلعة تعانى من تجويف نتيجة الأمواج، وتم العمل خلال السنوات السابقة، على ترميم التجويف المائي داخل القلعة، والذي كاد أن يتسبب في انهيار القلعة، ومن ثم تم تقديم طلب لحماية الشواطئ للعمل على حماية القلعة من خطر الانهيار.

كوم الشقافة بالإسكندرية

تسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية في تساقط أجزاء من النقوش البارزة بحجرة الدفن الرئيسية في مقابر كوم الشقافة بالإسكندرية، في نوفمبر 2016، مما يهدد بانهيار الآثر السياحي بأكمله مع مرور الوقت بفعل التغيرات الجوية، فقد طالب الخبراء مرارا وتكرارا قبل الأزمة باستخدام الطلمبات في سحب المياه وبعدها عن الآثر.

مقابر الشاطبي
مقابر الشاطبى في الإسكندرية مهددة بالتآكل بسبب المياه الجوفية أيضًا، وأصبحت آيلة للاندثار، نتيجة إهمال ترميمها رغم تعرضها لموجات البحر المباشرة، وغرقها بالمياه الجوفية التي تعد بيئة خصبة لبعض الزواحف والحشرات.

وتعد مقابر الشاطبى من أقدم المقابر في الإسكندرية، وقد نحتت داخل هضبة صخرية، وترجع المقبرة الرئيسية إلى النصف الأول من القرن الثالث قبل الميلاد، وتخص إحدى الأسر الغنية، ثم تحولت بعد ذلك إلى مدفن عام، مما أدى إلى عمل حجرات إضافية، وقد وجدت في إحدى الحجرات قدور تحتوى على رماد جثث الموتى بعد حرقها، كما عثر على تماثيل لفتيات يرتدين الزى الرومانى، ولوحات مرسومة ترمز للحياة في هذا العصر، وشواهد قبور تحوى مناظر الوداع للمتوفى، وحياته اليومية وتاريخه وقد تم نقل كل هذه الشواهد والتماثيل إلى المتحف اليونانى الرومانى المغلق منذ أعوام طويلة.

الأنفوشي بالإسكندرية
مقابر «الأنفوشي» بالإسكندرية ضمن قائمة الآثار المهددة بالانهيار، بسبب التغيرات المناخية، فقد كشف تقرير أصدرته لجنة مشكلة من قبل وزارة الآثار عام 2015، عن الحاجة الملحة لترميم مقابر الأنفوشي بالإسكندرية بسبب المياه الجوفية.

وأوضح التقرير أن المقابر تعاني من تزايد منسوب المياه الجوفية التي تسببت في تآكل جدرانها وأرضياتها، "الأمر الذي يعرضها في أي وقت للانهيار"، مشيرا إلى أن زيادة نسبة الرطوبة الناتجة عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية أحدثت أضرارا كبيرة فيها، خاصة المناطق الصخرية، مما يؤدى إلى تفتتها.
الجريدة الرسمية