رئيس التحرير
عصام كامل

وزارة الزراعة.. وأفضالها علينا


ما أن تدق عقارب الساعة الثانية ظهرا حتى يرتبك المرور في منطقة الدقي، ويعج شارع وزارة الزراعة بآلاف الموظفين المغادرين لمباني وزارة الزراعة وهيئاتها ومراكزها البحثية، حتى يصعب أن تجد موضعا لقدم، ولا حتى مكان للسير على الأقدام، المنظر العام يوحي لمن لا يعلم أن مصر بلد زراعي من الدرجة الأولى، وأننا أحفاد الفلاح المصري الفصيح بجد، فهذا الجيش من الموظفين يوحي بأنه يعمل في منظومة عملاقة تشرف وتطور الإنتاج الزراعي لملايين الأفدنة، وتنهض بنوعيات الخضراوات والفواكه، ويشى بأن مصر هي الدولة الأولى عالميا في إنتاج الغذاء النباتى للعالم. 


ولكن صحيح صدق المثل المصرى "اللى ما يعرفش يقول.. عدس"!

فالحقيقة المرة عكس الصورة تماما، فالطماطم المصرية أصابها فيروس قاتل دمر محصول آلاف الأفدنة، بسبب شتلات مريضة روجتها إحدى الشركات الزراعية في غفلة من الزمن، وأثناء استغراق وزارة الزراعة في حالة سبات عميق!

وبالطبع اتخربت بيوت آلاف الفلاحين، وراتفعت أسعار الطماطم لأضعاف مضاعفة، والرمان المصري والبرتقال والفراولة وغيرهم من المحاصيل المصرية تم رفض دخولهم العديد من الدول بعد تحليلها، لأنها معيبة وتحتوي على المبيدات الضارة، وغير المسموح بها في الخارج، والبطاطس أصابها العفن، رغم وصول أسعارها إلى أرقام غير مسبوقة طوال تاريخها. 

حتى وصل إلى عشرة جنيهات للكيلو، وعادت إلينا "زى القرش البراني"، أما القطن المصري طويل التيلة الذي كان درة التاج في منظومة المحاصيل المصرية، فقد ضرب في مقتل وتقلصت مساحات زراعته حتى شارفت على الانقراض، بعد تدخل ومشورة وخبرات وزارة الزراعة، التي يبدو أنها تحولت إلى وزارة مهمتها تدمير الزراعة وخراب بيوت الفلاحين، وتجويع المصريين.

وبفضل جهود وزارة الزراعة أصبحت الفاصوليا ضيفا عزيزا غاليا على موائد المصريين، والبامية للأثرياء فقط! والخيار رفاهية، والطماطم تيجى للشديد القوي فقط، أما الفاكهة ففي متناول الأثرياء فقط.

فإذا كانت سلامة المحاصيل، وزيادة إنتاجية الفدان، واختيار الأسمدة الجيدة، وتوفيرها للفلاح المصري، ليس من ضمن مهام وزارة الزراعة وهيئاتها، ومراكزها البحثية، فكفاية جمايل لحد كده، فأفضال وزارة الزراعة علينا فاضت وغرقتنا، فاتركوا الفلاح المصري الذي علم العالم أصول الزراعة من 7000 سنة، يزرع الأرض بالفطرة، والغوا وزارة الزراعة، ووفروا أفضالها علينا.
daliagamal7070@gmail.com
الجريدة الرسمية