رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بين مخالفات الكنيسة والقضايا الجنائية.. رهبان في دائرة الاتهام

الراهب المشلوح إشعياء
الراهب المشلوح إشعياء المقاري

الرهبنة هي طريق التخلي عن الدنيا والزهد فيها، والعزلة عن أهلها، الانحلال عن الكل للارتباط بالواحد، أفعال اختيارية، لم يجبر الراهب على سلوك هذا الدرب الصعب، وتراهن الكنيسة دائما على قوة الرهبنة، التي تنعكس قوتها على الكنيسة.


الرهبان يحتفظون بمكانة كبيرة في قلوب الأقباط، يحاط بهم قدسية يستمدونها من التاريخ الناصع للرهبنة المصرية، أو بفعل مكانة الزي الأسود في قلوبهم، لكن يبقى الراهب إنسان، بينهم من صعد إلى السماء وهو هائم في الصحراء، ومنهم من وصل إلى درجة عالية من الشفافية، لكن هناك أساءوا استغلال تواجدهم في الدير، وارتكبوا من الأخطاء ما جعلهم في دائرة الاتهام.

الراهب المشلوح أشعياء المقاري، أول من أساء الانتماء إلى دير الأنبا مقار في وادي النطرون، بعد أن وجهت له النيابة تهمة القتل العمد للأنباء إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار.

ويقدم الراهب المشلوح للمحاكمة في 23 سبتمبر الجاري، بتهمة قتل الأنبا إبيفانيوس، بعد أن اعترف بارتكاب الواقعة، بالاشتراك مع آخرين.

واعترف الراهب المشلوح إشعياء المقاري، واسمه العلماني وائل سعد تاوضروس خلال تحقيقات النيابة أنه حاول قتل الأنبا إبيفانيوس رئيس وأسقف دير أبو مقار بوادي النطرون مرتين سابقا، ولكن القدر حال بينه وبين ما أراد، حيث إنه فشل في المحاولة الأولى، بعد أن وجد رئيس الدير يصلي، والمحاولة الثانية نام واستيقظ متأخرا، فلم يتمكن من تنفيذ جريمته، لأن رئيس الدير كان قد وصل إلى الكنيسة.

وفي المحاولة الأخيرة كان حريصا على الاستيقاظ مبكرا لتنفيذ جريمته في الفترة الزمنية من الساعة الثالثة قبل الفجر، وكذا خلال المسافة التي يسير منها رئيس الدير للكنيسة.

القضية الجنائية الخاصة بقتل الأنبا إبيفانيوس، ليست التهمة الوحيدة التي طاردت أشعياء المقاري، إنما سبق وتورط في مخالفات كنسية، تقضي بتجريده وعودته لاسمه العلماني.

الكنيسة قالت إن قرار الشلح، جاء لعدد من المخالفات، لقوانين وقواعد الرهبنة، وأوضحت أن الراهب إشعياء خالف مبدأ الطاعة والعفة التي تعد من الصفات الأساسية في حياة الرهبنة.

الراهب فلتاؤس المقاري، أيضا، دخل دائرة الاتهامات، وبرز اسمه بعد محاولته الانتحار بقطع شرايين يديه، وإلقاء نفسه من طابق مرتفع بالدير، مما جعل الشكوك تحوم حوله، حتى اعترف أشعياء المقاري.

وعليه قررت نيابة استئناف الإسكندرية حبس المتهم الثانى الراهب فلتاؤس المقارى، المحجوز بالمستشفى، أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعدما اعترف بالاشتراك مع آخرين في قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون.

وكان فريق من النيابة العامة قد انتقل إلى المستشفى مكان احتجاز المتهم الثانى الراهب فلتاؤس المقارى، واسمه العلمانى ريمون رسمى منصور (33 سنة) لاستجوابه بعدما اعترف عليه الراهب المشلوح أشعياء المقارى، المحبوس أيضا على ذمة التحقيقات بالاشتراك في قتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بالاشتراك مع آخرين.

وأكد مصدر أمني أن النيابة واجهت فلتاؤس باعترافات الراهب أشعياء، حيث اعترف الأول بمشاركته في عملية القتل مع آخرين، كما أوضح أنه قام بمحاولة الانتحار مرتين لخوفه من اكتشاف السلطات الأمنية لجريمته.

وتورط الراهب فلتاؤس المقاري، في قضية قتل الأنبا إبيفانيوس، مما جعل البعض يطالب بتجريده من الرتبة الكهنوتية، أسوة بالراهب إشعياء المقاري، ليقدم للمحاكمة بزيه واسمه العلماني وليس الرهباني.

وعلمت "فيتو" أن هناك اتجاها داخل الكنيسة لتجريد فلتاؤس المقاري، ليقدم للمحاكمة بزيه واسمه العلماني، على أن يترأس رئيس دير الأنبا مارمينا، اللجنة التي تبت في قرار تجريده.

من جانبه قال القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: إنه حتى الآن لم يصدر قرار كنسي، بتجريد الراهب، ولم يستبعد أن تنظر الكنيسة في شأنه ويجرد قريبا.

الراهب المشلوح يعقوب المقاري، أيضا ارتكب مخالفات كنسية، تضعه في دائرة الاتهام، بعد أن جردته الكنسية، وعليه أعلن هو انفصاله عن البابا تواضروس الثاني.

وبرز اسم يعقوب المقاري بعد أن أصدرت الكنيسة قرارا بتجريده، ورد هو معلنا انفصاله عن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بزعم أن طريقة الإدارة لا تروق له.

المقاري أثار جدلا كبيرا، خاصة أنها المرة الأولى التي يتمرد فيها راهب بهذا الشكل على الكنيسة، رغم أنه شدد على أنه لم ينفصل عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بل البابا تواضروس، لعدم توافق إدارته مع فكر الراهب المشلوح.

وكانت الكنيسة القبطية أعلنت مؤخرا تجريد الراهب يعقوب المقاري، لمخالفته الفكر الرهباني، وإخلاله بالقواعد المتبعة، خاصة أنه أنشأ ديرا باسم العذراء مريم والأنبا كاراس، دون علم الكنيسة، وجمع في سبيل ذلك ملايين الجنيهات، في استقلال تام عن الكنيسة إداريا.

وخرج المشلوح معلنا استعداده للتنازل عن الدير، للكنيسة القبطية، شرط أن يستكمل كدير، وليس أن تستغل الأرض لأغراض أخرى.

من جانبه رد القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريح لـ"فيتو" قائلا: "الكنيسة لا تساوم أحدا وليس من طبيعتها هذه الأساليب، إنما الكنيسة ذكرته بمبادئ الرهبنة التي قبلها بمحض إرادته عند دخوله الدير، وكذلك الشروط اللازمة لإنشاء دير جديد، كما طالبته أن يخضع لشروط الرهبنة التي قبلها باختياره ليس أكثر".

ونفى المتحدث باسم الكنيسة، ادعاء الراهب المشلوح، بشأن رغبة الكنيسة تحويل أرض دير الأنبا كاراس إلى منتجع سياحي، مشيرا إلى أن هذا الكلام عار تماما من الصحة.

فيما علق الأنبا دانيال، أسقف المعادي، وسكرتير المجمع المقدس، على واقعة انفصال الراهب يعقوب المقاري، عن البابا تواضروس، واستقلاله بالدير، قائلا: إن لجنة كنسية زارت الراهب على فترات لمدة 4 سنوات، وأنذرته أن البابا تواضروس قرر تجريده، لكنه لم يرتدع ورد على اللجنة، قائلا «البابا جردني قبل كده، وكتب في الكرازة، هيعمل إيه تاني».

الراهب المشلوح يعقوب المقاري، وضع الكنيسة في مأزق، خاصة أنه ما زال يرتدي الملابس الرهبانية، والمدير قائم وهو مشرف مالي وإداري على الدير الأزمة.

الكنيسة أمام خيارات ثلاثة هي أن تتبع طريقة النصح مع الراهب المشلوح حتى يسلم الدير، ويسجله باسم قداسة البابا تواضروس، أما الخيار الثاني فهو ترك الأمر للجهات المعنية في الدولة للتعامل مع الراهب، وهو بحسب الأنبا دانيال يحتاج إلى تنسيق مسبق بين الكنيسة والدولة.

الخيار الثالث أمام الكنيسة هو فرض مقاطعة على الدير من خلال تحذير الأقباط من زيارته أو التبرع له، وهو ما يفرض عزلة على الدير، وتعتبر وسيلة ضغط على الراهب المشلوح، لتسليم الدير لها.

بولس الرياني، أحد رهبان دير المنحوت بالفيوم، صدرت ضده أحكام قضائية بإجمالي 5 سنوات، على خلفية بناء سور دير وادي الريان، ما اعتبرت انها تعدي على أملاك الدولة.

ووصف البابا تواضروس الثاني القضية وقتها بأنها تعدي على حقوق المجتمع، موجها لوما إلى الراهب بولس الرياني.
Advertisements
الجريدة الرسمية