أسعار الموز في مزارع الأقصر تفضح أسواق الجملة وتجار التجزئة

أثار ارتفاع أسعار الفواكه في أسواق الجملة ولدى تجار التجزئة، حالة من الاستياء والسخط بين المواطنين، وبرر التجار ارتفاع الأسعار لعدة عوامل، منها ارتفاع أسعار النقل، وزيادة قيمة الأسمدة لدى المزارعين.

قامت «فيتو» بجولة في عدد من المزارع، للتعرف على القيمة الفعلية للفواكه من مزارعها، والتي كشف تلاعب عدد من التجار في الأسعار.

على ضفاف النيل، حيث الألوان الخضراء التي تكتسي بها الأراضى الزراعية، للطوديين- نسبة إلى قاطنى مركز ومدينة الطود جنوب الأقصر، تتمايل أغصان أشجار الموز يمينا ويسارًا حيث تختطف الأنظار إليها من كل حدب وصوب.

في مركز الطود، ثالث أكبر مراكز محافظة الأقصر السبعة، من حيث السكان والمساحة، يوجد المئات من المواطنين ممن استوطنوا المناطق الصحراوية لاستصلاحها أو حتى العيش بالقرب من "جنان الموز" كما يصفه البعض، أو جناين الموز كما يطلق عليها البعض الآخر، توجد قرية العديسات قبلي، أحد المراكز الكبرى في زراعة الموز بعد مركز إسنا الذي يعد الأشهر على الإطلاق في زراعة الموز بالأقصر، واعتاد مزارعو المركز على زراعته ليتوارثه الأبناء عن الأجداد.

"أنا بشتغل في السياحة مرشد سياحي، بس الموز أكل عيشنا، وزراعته ورثتها أبا عن جد".. بهذه الكلمات استهل "محمود حسن" أحد أهالي جبل العديسات قبلي حديثه لـ "فيتو" عن زراعة الموز.

وأشار إلى أن المحصول بأكمله يتم شحنه إلى سوق العبور بالقاهرة، أو إلى الثلاجات بمنطقة الحبيل التابعة لمركز ومدينة البياضية شرق المحافظة، وبداية من شهر سبتمبر الجاري بدأ تصدير محصول الموز إلى دول الخليج والأردن، موضحًا أن جودة الموز في تلك المنطقة تعود لخصوبة التربة بسبب قربها من نهر النيل، مضيفًا أن سعر كيلو الموز يترواح ما بين 5- 6 جنيهات في سوق العبور، والتصدير يتم بيعه بـ 8 جنيهات.

وأضاف أن الموز يتم زراعته في شهر مارس من كل عام، يتم حفر حفرة عميقة ويتم ردمها بالسماد وروث الحيوانات والكبريت، ويتم غمر الحفرة بهذه المكونات قبيل زراعة الموز بنحو 40 يوما، يتم ترك مسافة تقدر بـ 3 أمتار بين الشجرة والأخرى، ثم نحضر الشتلة الخاصة بالموز وزراعته في الحفرة المغمورة بالسماد.

وتابع: "يتم غمر الموز بكميات وافرة من المياه في أول سنة لزراعته، لكن السنة الأولى لا يحصل المزارع على محصول من شتلات الموز كونه لا يطرح ثمارا في العام الأول من زراعته".

وأضاف محمد عبد القادر أحد مزارعي الموز بالقرية: "تعودنا على زراعة الموز منذ عام 2000، ولم نستخدم مبيدات أو تهجينا للمحصول، لضمان جودة المحصول وحفاظًا على صحة المواطنين".

وأردف: "مدة زراعة الموز تستمر 18 شهر، منها 6 أشهر فترة التربية الأولى أو ما تسمى مرحلة الغرس، يتم تسميد المحصول كل شهر، وعلى مدار 12 شهرا يتم إنتاج المحصول، ويستغرق نضج المحصول للحصول على "سباطة الموز" نحو 3 أشهر كاملة، بدءا من يوليو وأغسطس ليتم الحصد في شهر سبتمبر".

وعن تكلفة زراعة الموز، وهل العائد المادي من زراعته مغري؟ قال إن زراعة الموز تستغرق 18 شهرا، كل شهر يتم تسميد المحصول بنترات النشادر، والبوتاسيوم، الماغنسيوم، والعناصر الصغرى، والكبرى، حتى شهر أكتوبر، ومن بعدها يتم جني المحصول، مشيرًا إلى أن زراعة الموز بالقرب من نهر النيل تجعله زراعة مربحة كون الأرض لونها أصفر وخفيفة، أما الزراعة في الأراضي السوداء فالإنتاج لا يغطي التكلفة مما يعود بالخسارة على المزارع.